يوماً بعد يوم خلال هذه الأزمة يتضح كم هناك قصور في أذهان بعض من اعتبر ملفات الفساد في الثقافة والآثار والمتاحف ملفات نزاع  شخصي على المراتب الإدارية، علماً  أن كل المراتب الإدارية –بما فيها رتبة الوزير- لا تعني شيئاً أمام حجم الأخطاء المرتكبة في المعركة الثقافية مع الغرب...هي معركة فرضها الغرب على ثقافتنا وتراثنا ،وجل من أسهم مع الغرب فرّمن البلاد إلى أحضان هذا الغرب ليتابع من هناك...ونحن لا نستغرب أن يعلو صراخ البعض من "الآثاريين" الفارّين إلى فرنسا تحديداً كلما أعلن الجيش السوري عن انتصار جديد،لكن مانستغربه حقاً هو أن الحقيقة الساطعة يستعملها البعض كشعارات بدون تفاصيل على الشاشات الوطنية ،بينما يمزّقها بين ملفاته الرسمية لأنه يعتقد أنها تخالف مصلحته الشخصية....

اللافت للانتباه أن الوزير الأسبق رياض نعسان آغا المنشق الناطق باسم تنظيم القاعدة من الرياض وعواصم قتل الشعب السوري،لا ينتقد في أمسياته المتلفزة أحداً في وزارة الثقافة! رغم أنه ينتقد حتى المساعدين الأول ينفي البلد...فماذا يعني ذلك؟....يعني أن خلفاءه في الوزارة على الدرب سائرون،وما رُسم لهذه الوزارة منذ عام 2005 يحتاج إلى مفسّرين أشداء ولو على حساب وقتهم الثمين...

أما مديرية الآثار فقد تنازلت عن دورها في الأعمال المطلوبة منها،واكتفت بممارسة سياسة إعلامية فاشلة في محاولة لتبييض صورته أمام الآخرين،والضحية هم المختصون والآثار السورية.. فالمواقع الأثرية غير محمية، وغير مصانة، وغير مدروسة، ولا توجد منشورات كافية عنها،بل ممنوع النشر الحقيقي عنها.. وبعثات التنقيب الأجنبية عملت دون رقابة.. متاحفنا تعاني ، وموظفو الآثار يعانون ،والإدارة الحالية متفرغة لممارسة أحدث طرق الإدارة في التوظيف الخاص والصرف الخاص للمكافآت ،والتوزيع الخاص لمنح اليونسكو ...إن الإفشال المدروس والممنهج سيطر على كل شيء، والنظام والقانون والمنطق هم الأعداء الرئيسيون لمديرية الآثار التي أصبحت محكومة بالمصلحية والتبعية للأجنبي.

ومع الأسف فكل ما أثبت شخص فشل هو ضعف إمكانياته العلمية كلما ارتفع شأنه ومنصبه،حيث تقوم الدائرة الخفية بترشيح هو تزويد الجهات بالتوصيات لترشيحه إلى مناصب أعلى...!... فمن يكرس هذا الوضع حيث لا إصلاح ولا هم يصلحون،وهذه الطريقة في العمل هدّامة ،فالمسؤول لا يعرف الواقع بعينين ثاقب تين ولا يدير مؤسسته بطرق قانونية أو علمية،وكثيرون هم الذين يملون عليه ما يريدون .وهكذا يستمر الخراب. ومن الأمثلة. مدير التنقيب: ماجستير تاريخ. مدير شؤون المتاحف: ليسانس آثار من لبنان معد كتوراة إيطالية سريعة غير معترف عليها وغير معدلة ولا يمكن تعديلها قانونياً. مدير المباني الأثرية والمعاون العلمي لمدير الآثار: ماجستير تاريخ بعد فشل أربع سنوات في الدراسات العليا. مدير مركز الباسل للبحث الأثري: دكتوراة علوم طبيعية. مدير معهدا لآثار و المتاحف: لسانس لغة عربية. مدير المعمل الفني: لسانس آثار. مدير آثار ريف دمشق+رئيس تحرير مجلة مهد الحضارات+رئيس الموسوعة الأثرية :3 في 1...مبروك إسناد كلشيء له. أين المختصون النظاميون من حملة الدكتوراه ؟؟؟؟؟؟سؤال لكل من يهمه الأمر/ أليس   التعسف والمحسوبية الغامضة هي ما يحكم ويتحكم بالوضع؟ وكمثال آخر فما هو مدى اطلاع وزير الثقافة على قواعد البيانات الأجنبية عن الآثار السورية والتي نُفذت في السنوات العشر السابقة،والتي تحتاج إلى فريق علمي كامل لمراجعتها وتدارك خطورتها؟ (قواعد بيانات جامعة توبنغن الألمانية نموذجاً) هل من  المقبول توجه الوزير إلى الشعب عبر الإعلام بمعلومات غير دقيقة، بل لا أساس لها من الصحة ،بالإضافة إلى اللكنة التهديدية والقمعية من قبله لمن يطالب بتصحيح مسار الآثار والمتاحف؟

لذا فإننا نتوجه أي من يهمهم الأمر بالقول: ما الذي يحدث لديكم؟ عشرات الأدلة والوقائع والإثباتات تؤكد علاقة  الآثار والمتاحف بمخطط أجنبي يهدف إلى انتزاع ورقة من الدولة السورية تشرّع رسمياً طموحات الغرب في تحريف الواقع السوري التاريخي الأثري والجغرافي   والديموغرافي في بعض المناطق...المخطط يتم تنفيذه و تتلقى مديرية الآثار الدعم الكامل من جهات خارجية ،وبنفس الوقت يثير مديرها زوبعة إعلامية كبيرة عن وهم حماية الآثار والوقوف المزعوم لبعض الجهات الأجنبية مع هذا المسعى بتغطية ذات صبغة دولية تمارسها منظمة اليونسكو وغيرها بإغراق وكالات الأنباء بمزاعم الدفاع عن قضية الآثار وسخاء المنح، ويساعد الوزيرُ كسلطة أعلى المديرَ المذكور مكمّلاً الدور الذي قامت به الوزيرة السابقة...لذا نعتقد أنه.لم يعد من معنى لكل الجهود السياسية في الأزمة ما لم يتم التصدي لهذا المخطط.

ثم تأتي مسألة الشعور بالغبن والظلم فهي أساس الخراب، تقضّ مضاجع العاملين والمصلحة العامة،والمتفحص للأمور يرى أن حالة الظلم تحدث عادة لدى تجاوز القانون لصالح آخرين. وفي نظرة متفحصة أدق ،فإن تعيين مسؤول غير كفؤ في الثقافة هو تجاوز لإهمال قوانين والأعراف العلمية و الثقافية: شخص من خارج المجال ،وغير متخصص بأي اختصاص ثقافي ولا يعرف شيئاً من العمل الإداري الخاص بالثقافة .ويدير الأمور بالواسطة والوساطة وآراء من ينتخبهم شخصياً دون أية معايير إلا طبعاً  المرفوضة منها...ونعطي مثالاً هنا على جهل المسؤول، فكريستوفر مارينيلو،المتخصص في الفنون،ومدير مجموعة استعادة الفنون يصرّح للإعلام الدولي ما يلي:"نحن على علم بتهريب عدد من  القطع الأثرية من  سوريا. وكمحام في نيويورك،أمثل العديد من المعارض الفنية، ودور المزادات ،والوسطاء،ممن يواجهون مشكلات في جلب وإرسال قطع داخل وخارج الولايات المتحدة. لذا،فأنا على علم بمسارات سرقة وتهريب القطع الأثرية ،وتحتوي قاعدة البيانات لدينا على مئات الآلاف من القطع"...!!! فليتفضّل المسؤول الثقافي وليعلّق على هذا التصريح لا سيما وأنه يدّعي "توثيق كل الآثار"!!!!

وقد كان على وزارة الثقافة أن تتخذ موقفاً بخصوص انعقاد ندوات ومؤتمرات "مسـيّـسة" بوجود مدير التنقيب السابق فيها مع غُلاة المعارضة ممن لا يمثّلون السوريين، ومن أصحاب الأدوار المشبوهة أمثال "بسمة القضماني" و"عمرو العظم" والأب "باولو دالوليو"!...ولعل آخر حضور غير منطقي لعناصر من المعارضة الخارجية كان في مؤتمر اليونسكو لحماية التراث السوري بباريس حيث حضر عمرو العظم وباسم حتاحت –من الائتلاف العميل- مع وفد  مديرية الآثار الرسميبين 26 و29/أيار 2014/ ...فماذا فعل الوفدان على وقع جرائم الإرهاب المدعومة من قبل الائتلاف؟

ختاماً نذكر أن المستعربة الفرنسية "صوفي كلوزان" عالمة الآثار في "اللوفر" تطالب رئيسها "هولاند" سنة 2013 بشن حرب على سورية.. وهي(تساعد)إدارة الآثار في أخطر خطوات العمل وبما  يضر بالمصلحة الوطنية السورية وترتبط مع بعض الموظفين في الآثار والمتاحف بل تربط معها أولئك الموظفين عبر "الفيس" وغيره  لينقلوا  سمومها إلى الرأي العام السوري... مايجري فظيع للغاية...أين السلطات المختصة  التي لا تغضب إلا ممن ينتقدون مدير الآثار ووزيره؟!... وضمن التفاصيل فهنا كصفحة تابعة لأحد مقربي إدارة الآثار تترجم سموم صوفي كلوزان المحلاة ببعض الكلام الجميل عن حضارتنا، وأحدث هذه السموم هي نفي الأصل السوري الآرامي عن أهم الممالك السورية الآرامية...وهذا التوجه هو سكين برقبة سورية، إنهم شروع خطير لتجريد سورية من أسسها وأصالتها التاريخية لصالح الأعداء...مشروع تدعمه مديرية الآثار، فليتحرك من في نيويورك من ممثلينا في المجتمع الدولي، فربما تكون كلماته بالانكليزية والفرنسية مسموعة أكثر من كلماتنا البائسة عن العجز الثقافي الجليّ!