بالرغم من فداحة الكارثة التي تعصف بالبلاد والعباد والتي كوت بجحيمها معظم الأسر السورية، إلا أن بعض المؤسسات المعنية بالتخفيف من ويلات هذه الأزمة ما زالت، بسلوكها وممارساتها، كمن يصب الزيت فوق النار .

ففي مدينة مصياف التي فتحت أبوابها لآلاف الأسر المهجرة من المناطق الساخنة، يعاني أهل المدينة والمهجرين إليها، كما هي الحال في المناطق التي تسمى آمنة كلها، من الكثير من نقص الخدمات وانعدام في وسائل الرقابة.

الأسعار جحيم

جحيم الأسعار المنفلتة من عقالها، حيث لا رقيب ولا حسيب، فمن غير المعقول أن تكون أسعار المواد الغذائية في مدينة مصياف أعلى من أسعار المواد نفسها في مدينة حماه، علماً أن مصدر المواد واحد، وهذا يعني يجب أن تكون أسعارها في مصياف أقل مما هي عليه في حماه، ومثالا على ذلك البندورة التي مصدرها الساحل. 

هذا الأمر دفع بالكثيرين من أهل مصياف الذين يعملون في مدينة حماه، كموظفين أو عاملين، لشراء خضارهم وحاجاتهم من مدينة حماه، لأنها أرخص. 

«ماعجبك انزيل من السرفيس»

والهم الآخر لأهل مصياف وريفها هو معاناتهم مع سائقي السرافيس، الذين يسعرون أجور النقل كما يحلو لهم، دون تدخل أية جهة لحماية المواطنين من جشعهم الذي لا حدود له، وعلى سبيل المثال تسعيرة خط مصياف – دير ماما – اللقبة – القؤيات- 29 ل.س، لكن الذي يحاسب عليه السائقون 65 ل.س، وببساطة يرد السائق على أي محتج – ما عجبك انزل من السرفيس- ليس هذا وحسب، فهذه السرافيس تنفل إضافة للركاب البضائع، ولذلك بدل من أن يصل الراكب خلال ساعة كحد أقصى إلى بلدته، يبقى بحدود الساعتين والنصف، والجواب نفسه على ألسنة السائقين – اللي ما عاجبو لا يطلع معنا – وهذه المعاناة نفسها على خط حماه – مصياف .

«معترين» ولا خدمات طبية 

أما الخدمات الطبية فلها ما لها من هم المواطنين، حيث يوجد في مصياف مشفى وطني وأربع مشافي خاصة، وبالرغم من الخدمات التي يقدمها المشفى الوطني إلا أنها لا ترقى الى المستوى المطلوب منه،  وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي تمر بالبلاد والعباد، حيث يمارس بعض المعنين في المشفى، إن في استقبال المرضى أو العلاج، ما يدعو للاستغراب والاستهجان، وكأن هؤلاء لا يدركون أن علاج المواطنين في هذه المشافي الوطنية هو حق وليس منة. 

ففي العيادات الخارجية للمشفى الوطني، الأطباء لا يدامون أكثر من ساعة، ومعاينة المرضى تكون أولاً لذوي الحظوة والمحسوبية، ويقول أحد المرضى: إن الأطباء ليس لديهم وقت للدوام في عيادات المشفى الوطني، لأن وقتهم موزع على عياداتهم وعلى المشافي الخاصة _ وأضاف هذا المريض أن المشفى يطلب منا إجراء بعض التحاليل خارج المشفى، بينما تجرى التحاليل نفسها لبعض المرضى داخل المشفى، إضافة الى «الشتر والنتر» من بعض العاملين في المشفى. ويتساءل الناس: «من يدفع ضريبة هذا كله وذاك غيرنا نحنا المعترين، الذين نسمى مواطنين؟. 

وعند سؤال أحد الأطباء، الذين يعملون في المشفى الوطني، عن هذه الأمور أجاب: فيما يخص الدوام في العيادات الخارجية: قد يحصل ولكن يجب أن يكون معلوم أننا لا يمكن أن نبقى في الدوام حتى نهايته، لأن الراتب الذي نأخذه لا يعادل أجر عملية واحدة مما نجريها في المشافي الخاصة!.

وهكذا حالنا، كما غيرنا، بظل استفحال اللامبالاة، دون رقيب أو حسيب.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات