سيريا ديلي نيوز-د.فائز الصايغ

 لم يكن ينقص دولة الخليج أدلة أو وقائع لكي تبرر اصطفافها إلى جانب إسرائيل، ولا أدلة تؤكد تمويلها للإرهاب وإمداده بالفكر والمال والرجال، كان يمكنها استخدام التكتيك الذي يمتلكه الكبار كما كان سابقاً، بحيث يسمم الملك عبد الله أجواء السلام، ويفجّر مبادرة تعني فيما تعنيه تنازل العرب عن حق عودة الفلسطينيين وعن حقوق اللاجئين.. حصل هذا في قمة بيروت عام 2000.
لكن الصغار أو المراهقين يختزلون الحكايات بكلمتين والمسافات بخطوتين والعقول بفكرتين، وقد أثبت هؤلاء أنهم أكثر وقاحة ممن قاد سفينتهم منذ عقود.. وأكثر برمجة في زمن التكنولوجيا على سمت العدو الصهيوني وإيماءاته بالريمون كونترول.
سلخ الخليجيون أنفسهم عن أمتهم العربية، ونأوا بأنفسهم عن أمتهم الإسلامية وشرخوا الصف الإسلامي الرديف للقضية الفلسطينية، ولطخوا ما هم إليه ينتسبون بالخيانة.
تمذهبوا حتى الغرق.. وتمترسوا خلف إسرائيل وبين ظهرانيها حتى الثمالة وهم ثملى أصلاً بالنفط كما بالذي أوصاهم ربهم اجتنابه، عرقلوا مسيرة الأمة بالتخلف، وقضوا على تطوير الحياة بالاجتهاد الجاهلي، وشدوا وثاق العرب والعروبة إلى كل الاتجاهات بعيداً عن القضية الفلسطينية التي إذا ما ساعدوها أغدقوا المال عليها لتفسير قادتها وتسميم عقولهم ورسم خارطة لسلوكهم تتفق مع قواعد مواخير أمراء السعودية في عواصم الغرب.. الكافر..
شكلت الولايات المتحدة الأميركية قبة سياسية لحمايتهم من غضب الشارع السعودي والعربي منذ تأسيس المملكة وتحديداً منذ اكتشاف النفط والثروة الباطنية فلا هم يملكون قدرة الاستكشاف ولا قدرة استثمار المال في تطوير الحياة، وأغلقت على عقولهم الأبواب وأوصدت بالأقفال الأميركية، وباتت حركتهم وفق إيحاءات المايسترو الأميركي، تحملت أميركا غباءهم السياسي وغضت الطرف عن الاستبداد بدلاً من الحرية وعن قهر الإنسان بدلاً من نيل حقوقه.. ووأد المرأة بدلاً من مشاركاتها الحياة بمختلف جوانبها، وتجاهلت ثوابت دستورها مقابل أمرين، أولهما التنسيق مع إسرائيل وعدم تظهير أي قرار عربي في أية قمة عربية أبعد من الشكل ومن ثم وأد الشكل بالحماية والمماطلة، والثاني استمرار تصدير النفط إلى الولايات المتحدة ذهاباً واستمرار توريد الأسلحة الأميركية وتكديسها إياباً حتى بلغت في يوم من الأيام ذروة التخمة، فأرادت استنزاف التخمة العسكرية في اليمن التعيس واستهداف شعبه الفقير، ولا تزال اللعبة مستمرة.
اليوم يسفر الخليجيون بقيادة السعودية و"بنفس استثناء سلطنة عمان" عن أقنعتهم المزيفة، ويعلنون من موقعهم الإرهابي ومن منبرهم المتخلف، ومن مواقع التبعية للولايات المتحدة ولإسرائيل أنهم يصنفون أشرف حركة مقاومة شهدها العصر في التاريخ البشري في قائمة الإرهاب.. في زمن صارت فيه الخيانة الموصوفة وجهة نظر.
وللحديث بقية

سيريا ديلي نيوز


التعليقات