اتسم رد فعل اللاجئين السوريين تجاه الاتفاق التركي-الأوروبي المقترح، الذي يرد اللاجئ بموجبه إلى تركيا بعد وصوله إلى اليونان، اتسم بالتحدي أحياناً والتخبط أحياناً أخرى.
فقد كانت اليونان معبر الآلاف من اللاجئين السوريين إلى أوروبا على مدار العام الماضي، ولكن الاتفاق الجديد سيغلق الباب في وجوههم. سيتمكن السوريون من الوصول إلى أوروبا فقط عبر الإجراءات الرسمية، والتي ستسمح للاجئ سوري واحد بالاستقرار في أوروبا مقابل كل لاجئ يعاد إلى تركيا من اليونان، وفق تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2016.
تقرير الصحيفة البريطانية نقل عن بعض السوريين المقيمين في تركيا قولهم إنهم لن يتوقفوا عن محاولة الدخول إلى اليونان برغم التحديات القانونية، فيما قال آخرون إنهم سيسلكون طريقاً آخر.
وأوضح آخرون أن التعامل مع أسباب الهجرة، كالحرب في سوريا وعدم تمكّن اللاجئين من الدخول إلى سوق العمل في تركيا والأردن، هو الحل الأمثل لمشكلة اللاجئين.
لن يؤثر على قرار السفر لأوروبا
وقالت منى، وهي طالبة سورية تحاول الوصول إلى اليونان من تركيا منذ 7 أيام، لـ"الغارديان" إنها لاتزال تحاول القيام بالرحلة.
وأضافت: "الرحلة غير قانونية على كل حال، فاختلاف القوانين لن يغير من الأمر شيئاً، فقد اعتدنا نحن السوريين الالتفاف حول القوانين في هذه الأيام".
ولا تفكر منى في اتخاذ طريقٍ آخر، وتشكك في كون الاتفاق الجديد سيؤثر على قرار السوريين بالسفر إلى أوروبا عبر اليونان برغم ترحيل البعض.
وتابعت بقولها إنها ستحاول الرحيل بسرعة قبل تطبيق الاتفاق، وأضافت أن الذين لا يهابون ركوب البحر لن تخيفهم تلك القوانين.
البحث عن طرقٍ أخرى
أما خلف، وهو شاب سوري من حماة يعيش حالياً في معسكر للاجئين في تركيا، فقال إنه غير مهتم بالسفر إلى أوروبا، وينتظر العودة إلى بلده في أقرب فرصة.
ويعتقد ناصر مسعود، وهو سوري يعيش حالياً بألمانيا مع زوجته وطفليه، أن السوريين سيحاولون السفر عبر طريق آخر، إذا اتضح لهم أن الذين يُعادون إلى تركيا لن يشملهم أي اتفاق لإعادة التوطين. وقد وصل ناصر إلى اليونان في العام الماضي عن طريق البحر.
أما عن الطرق البديلة للعبور إلى أوروبا، فتوجد رحلة ليبيا-إيطاليا البحرية، رحلة تركيا-إيطاليا ولكنها قليلة الاستخدام، بالإضافة إلى الرحلة البرية عبر الحدود مع بلغاريا والرحلة البحرية إلى أوكرانيا شرق البلقان عن طريق البحر الأسود.
حبر على ورق
ورأى باز، وهو شاب سوري يعيش جنوبي تركيا، أن المهربين سيتمكنون من إيجاد طرق أخرى، وأن محاولات تزوير الوثائق ستزداد.
وقال: "السفر بالبحر أقل كلفة، لكن الناس يحاولون بشتى الطرق الوصول إلى أوروبا، سواء عن طريق وثائق سفر مزورة أو اتخاذ طرق تهريب جديدة. لكن الثمن سيكون أغلى من ذي قبل
ويعتقد باز أن أي خطة تسرّع بعملية إعادة توطين اللاجئين المقيمين بمعسكرات اللجوء في تركيا تعتبر خطوة إيجابية، ولكنه شكك في التزام الاتحاد الأوروبي بالاتفاق.
وتابع: "ستظل تلك الاتفاقات حبراً على ورق مثل خطة توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية".
أما محمد صالح على، منسق بجمعية التضامن مع اللاجئين السوريين، فكان أكثر تشاؤماً تجاه هذا الاتفاق
وقال محمد: "لقد أصبح السوريون سلعةً يتاجر بها المجتمع الدولي، ولا يفكر أحد في حل أسباب المشكلة. كل جهة تحاول إلقاء المشكلة على الأخرى"
وكان قد تمت الموافقة أخيراً بين تركيا والاتحاد الأوروبي على اتفاق مبدئي يقضي بأن تتكفل تركيا باستقبال اللاجئين الذين يعبرون إلى أوروبا عبر أراضيها، خاصة العالقين في اليونان، فيما وافقت أوروبا مبدئياً على مطالب أنقرة بالحصول على مزيد من الدعم المالي (3 مليارات يورو إضافية)، والتعجيل بمحادثات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وبموجب الاتفاق غير النهائي، تعهّدت أوروبا مقابل كل طالب لجوء تستعيده تركيا نقل لاجئ من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
سيري ديلي نيوز
2016-03-09 20:34:48