«مازلنا نفتح أبوابنا للسوريين للدخول إلى لبنان» هذا ما صرح به وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال لقاءه الأخير على تلفزيون لبناني محلي، لكن «سياسة الأبواب المفتوحة» تتناقض مع آراء السوريين الذين يعتبرون لبنان «سجناً كبيراً لهم»، بسبب المعاناة التي يعيشونها فيه، فيما تبرز أزمة المستشفيات اللبنانية كأكثر معاناة مؤلمة، وخصوصاً بعد ظهور حالات ‹نصب واحتيال›، وحالات وفاة أيضاً.

الحسم غير متوفر دائماً

تختلف التكلفة على كثير من السوريين في لبنان مع اختلاف المستشفيات ،ورغم كون مفوضية الأمم المتحدة تقدم حسماً يصل إلى 80 بالمئة من مجمل تكلفة العلاج في المستشفيات المتعاقدة معها إلا أن القضية تخضع لكيفية بعض المشافي.

يقول الشيخ عبد الرحمن العكاري رئيس هيئة العلماء السوريين في لبنان – عبر الفيسبوك – «نتفاجأ كثيراً بارتفاع فواتير المشافي الباهظة جداً والمترتبة على السوري بعد كفالة وضمانة الأمم بـ 75% من قيمة العلاج». لافتاً إلى أن «إحدى السيدات قالت له بأنهم أجروا عملية ميل للقلب لزوجها ويطلبون منها مبلغ 4 آلاف دولار بعد كفالة الأمم المتحدة. في أي شرع ودين وأي قانون هذا؟»، لكنه زاد «هناك المئات من الحالات التي تردني».

الشيخ العكاري طالب أن بمراقبة المستشفيات المتعاقدة مع مفوضية الأمم المتحدة من حيث العناية والفواتير ووعد إنه «سيقدم رسمياً كتاب خطي لوزير الصحة اللبناني لمراقبة هذه المشافي وفواتيرها وسيبذل أقصى الجهد لمنع استغلال الناس والمتاجرة بأوجاعهم وأمراضهم».

حالات مشابهة يتحدث عنها أشخاص سوريون إذ تقول السيدة أم أحمد، 32 عاماً، من دمشق مقيمة في بيروت، لـ ARA News «أحد المشافي أخذ مني ثمن الولادة 200 دولار، في حين أن جارتي أخذوا منها 50 دولار، فهل تدخل المزاجية حتى في فواتير المشافي؟».

الدفع أولاً

من المعروف عن مشافي لبنان طلبها للمال قبل أن يتم معالجة المريض، ويتحدث مواطنون لبنانيون عن حالات وفاة عديدة حدثت أمام المشافي بسبب عدم موافقة المشفى على إدخالها وعلاجها رغم كونها طارئة.

فيما يعاني الكثير من السوريين من عدم تمكنهم من التسجيل في مفوضية الأمم المتحدة وبالتالي عدم امتلاكهم لحسم حتى يدخلوا المستشفيات، وبالتالي قد تكلفهم عملية كـاستئصال اللوزات إلى أكثر من 1500 دولار، في حين أنها تكلّف 300 دولار مع الحسم.

أم شريف، 42 عاماً، من حمص مقيمة في لبنان تقول«توقف التسجيل في مفوضية الأمم المتحدة وبالتالي أصبحنا بلا حسومات فيما يخص الموضوع الطبي، وأصبحنا نخاف أن يمرض أحد أولادنا وأن يحتاج للدخول إلى مستشفى ونحن بالكاد نستطيع الأكل والشرب، فهل هذا منطقي؟».

عمر توفي بعد معاناة مع المشافي

القصة التي تحولت إلى قضية سورية بامتياز في معاناتهم مع المشافي اللبنانية، هي قضية عمر الريحاوي الطفل صاحب الـ 13 الذي عانى من انفجار في الزائدة وعدم استقباله من قبل ست مشافي لبنانية قبل أن يوافق مشفى الرسول الأعظم في بيروت وتحت ضغط وزارة الصحة اللبنانية على معالجة الطفل.

إلا أن العملية التي أجراها مشفى الرسول الأعظم لعمر أتت متأخرة وتوفي بعد ما يقارب الشهر. فيما تكشّفت تداعيات وفاة عمر ومعاناته بعد وفاته مباشرة.

الصحفي السوري والمطلّع على قضية عمر، محمد حسن قال «إدارة مشفى الرسول الأعظم كانت دائماً تضغط على والد عمر وتتدعي أن وزارة الصحة لا تدفع كاش للمشفى». مضيفاً أن أحد الأشخاص من المشفى قال له «وزارة الصحة لا تدفع للمشتشفى وإنما تخصم من ضرائبها فقط، وبالتالي نحن لسنا مجبرين بعلاج الطفل».

الكثير من القضايا المشابهة لقضية عمر بقيت طي الكتمان ولم يتحدث عنها أحد، إلا أن المعاناة – كما يقول صحفيون سوريون في لبنان – كبيرة للغاية، ومفوضية الأمم المتحدة المسؤول الأول والذي يجب أن يتحمل أعباء مسؤوليته.

سيرياديلي نيوز


التعليقات