حذر عدد من الشباب ممن يمارسون رياضة كمال الأجسام من التداعيات الصحية الخطيرة للاستخدام العشوائي للهرمونات والعقاقير والمكملات الغذائية التي تدخل البلاد عن طريق التهريب ويتم تعاطيها لتضخيم العضلات، لا سيما من قبل المبتدئين في تدريبات كمال الأجسام الراغبين في نتائج سريعة فيما يتعلق ببناء العضلات ، مشيرين إلى أن هذه الهرمونات تؤثر على عضلة القلب وعلى الجهاز التناسلي وعلى الجهاز العصبي وقد تحدث العديد من الأمراض وفي حالات قد تؤدي إلى الوفاة, مؤكدين على  أن التغذية الطبيعية هي الوسيلة الوحيدة المضمونة لبناء العضلات بدلاً من المكملات الغذائية والهرمونات الضارة والتي قد تكون في بعض الأحيان غير مطابقة للمواصفات والمعايير الصحية.

وانتقد الشباب عدم خضوع الصالات للإشراف الطبي , وقالوا إن غياب الرقابة وعدم اكتراث الشباب بمخاطر هذه الهرمونات قد يحول الرياضي إلى مدمن، حيث هناك بعض الشباب لا يواظبون على التمرين في الصالات الرياضية بشكل متواصل، وإنما يقومون بتناول هذه العقاقير لتضفي على عضلاتهم المظهر المطلوب، حيث يهتمون بالشكل الخارجي فقط ولا يتدربون إلا قليلاً، فيتحولون إلى مدمنين لا يمكنهم الاستغناء عن هذه الهرمونات والمكملات التي تضفي على مظهرهم الضخامة طوال فترة تناولها مع القليل من التمرين.

فمن جانبه، قال المدرب أحمد معلا إن بعض المبتدئين يلجؤون لتلك الهرمونات الضارة كي تنجز فترة تمرينهم، وتعطيهم الهرمونات النتائج المنتظرة بعد فترة وجيزة، لكن بعد ذلك يأتي الضرر، لكن الأفضل أن يستمر اللاعب في التدريب لمدة شهرين على الأقل قبل أن يتناول أي مكملات أو هرمونات. وأضاف أن رياضة كمال الأجسام مظلومة بشكل كبير، وأن أزمة الهرمونات سببها يرجع لعدم خضوع الصالات الرياضية للإشراف الطبي.

وقال محمد اسماعيل إنه يتدرب منذ خمس سنوات وإن هناك أعراضًا خطيرة قد تقابل المستخدمين لهرمونات تضخيم العضلات، مشيرًا الى أن هذه الهرمونات قد تسبب عدم الإنجاب وتضخم في عضلة القلب. وأضاف أن عملية بناء العضلات هي رياضة صحية، ومعظم الشباب قد يلجأ لها في سبيل المظهر وبشكل مؤقت، ولا يداوم على الذهاب إلى صالات كمال الأجسام إلا أسابيع قليلة قبل فصل الصيف. منوها إلى أن تلك المركبات الهرمونية تدخل البلاد بشكل مهرب وتدخل بشكل غير مشروع وتباع في سرية كالمخدرات.. مشيرًا إلى أن متعاطيها قد يدمنها، لأنها تضفي على مظهره الضخامة في فترة تناولها والتمرين بها ثم لا يوقفها بعد ذلك رغم علمه الكامل بالأضرار.

حليم إسبرقال إنه يتدرب منذ أربعة أعوام، مشيرًا الى أن وزنه كان وصل إلى مئتين وثلاثين منذ عامين وبعد عام وستة أشهر وصل إلى تسعين ، بدون أي عمليات لتدبيس المعدة أو تناول أي هرمونات لحرق الدهون، وكان يواظب على تناول البروتينات الصافية والخضراوات الطبيعية والفاكهة، ولم يلجأ إلى المكملات الغذائية في فترة بناء العضلات، حيث وصل وزنه الآن إلى ثمانين ، وواجه أزمة ترهلات الجسم بالتمارين والجري.

وقال مهند رضوان خبير التغذية إن التغذية الطبيعية لبناء العضلات هي الوسيلة الوحيدة المضمونة عن المكملات الغذائية والهرمونات الضارة، مشيرًا إلى أن الشباب يتسرعون في اللجوء إلى حقن الهرمونات لتقصير فترة التمرين وسرعة تحصيل النتائج وتحقيق الضخامة العضلية المطلوبة في فترة تحضير الشباب لمظهرهم .

وشدد علي  الذي قضى سنوات في صالات كمال الأجسام، على خطورة حقن الهرمونات والمكملات الغذائية المحظورة، مؤكدًا أنها سبب رئيس وراء الإصابة بالعقم والاكتئاب والعصبية، وأن كثيرًا من الشباب قد يلجؤون إلى الحقن بدلاً من التمرينات الطبيعية لاختصار وقت بناء العضلات. وتحدث عن تجربة لأحد أصدقائه بعد أن استخدم الحقن الموضعي في العضلة الأمامية للقدم، فتحول لون ساقه بالكامل إلى الأزرق وانتفخ لمدة أسبوع كامل.

وأشار إلى أن بعض تلك الهرمونات قد يستخدمها الأطباء لتعويض النقص في بعض المواد الأساسية في جسم الأطفال، مؤكدًا أن السبب وراء استخدام هرمونات تضخيم العضلات هو النصائح الهدامة للمدربين بالصالات، ويستمع الشباب إليهم لتلبية رغبتهم ببناء العضلات سريعًا.

وقال إن الشباب قد ينساقون وراء استشارات المدربين الخاطئة ونصائحهم بتناول المنشطات واستخدام حقن الهرمونات، وقد يجلبون تلك المواد من الخارج بثمن بخس ثم يبيعونها لهم بضعف ثمنها لندرتها.

أشار مراد جبور /مدرب / إلى أن تناول تلك المقويات والمكملات الغذائية لبناء العضلات لا يتم تحت إشراف طبي، لكن يلجأ المتدرب إلى مدرب ذي خبرة كي يحصل منه على استشارات رياضية بشأن تناول تلك المركبات والبروتينات والأحماض الأمينية.. مؤكدًا أن هناك رياضيين لديهم خبرة تفوق 12 عامًا في مجال رياضة كمال الأجسام، ينصحون المبتدئين والهواة في الطور الأول. وقال إن أنواع المكملات الغذائية تنقسم بين البروتينات والفيتامينات والأحماض الأمينية، كل جسم يحتاج ما يناسبه لتكملة غذائه اليومي، كما أن الأحماض الأمينية يلجأ لها المبتدئون في كمال الأجسام لتعوض العضلات عن مجهود التمرين القاسي يوميًا، وكذلك البروتينات تعويضًا عن اللحوم والألبان والفيتامينات تعويضًا عن الفاكهة والخضراوات.

بدوره، أكد كابتن زهير أن معظم الشباب المهتم ببناء العضلات يلجؤون إلى الحقن المباشر وغير المباشر للعضلة، فهناك أنواع عديدة مثل «توستيرون» وهرمون «جي اتش» و»الديكا». وقد يتسبب حقن التوستيرون إلى توقف التوستيرون الطبيعي الذي يفرزه الجسم، ما يؤدي الى عدم الإنجاب والإصابة بالعقم وزيادة الغضب وتحول السلوك الشخصي إلى عدواني. أما حقن هرمون «جي إتش» قد يتسبب في الوفاة مع زيادة الجرعة، إذا وجد السرطان بجسم اللاعب في صورة خلية ميتة أو خاملة، فيقوم ذلك الهرمون بتغذيته وانتشاره بالجسم بعد فترة طويلة وبالتدريج، ويحقن هرمون «جي إتش» أسفل البطن، ومن أضرار «جي إتش» أنه يزيد التعصيب والتشنج البدني أحيانًا كالأنسولين السريع، وهناك من يتناول الإنسولين 5 مرات يوميًا وأيضًا من المركبات الضارة في بناء العضلات «ديكا» التي تؤدي زيادتها للاحتباس المائي بداخل خلايا القلب.

ونصح الشباب بتوقيف الحقن المباشر بالعضلة وغير المباشر وعدم اللجوء للمكملات الرخيصة والمهربة والتي تباع دون ترخيص من الصحة، وأن يخضع تناول المركبات الكيميائية خلال فترة التمرين للإشراف الطبي.

وقال المدرب خالد حبيب إن العبوات يمكن أن تعبأ بمواد غير مطابقة للمواصفات ومركبات مصنوعة يدويًا بنسب غير متوافقة، وهذا ما يعطي الفرصة لأصحاب النفوس الضعيفة إلى بيع المكملات الغذائية في السوق السوداء بأسعار زهيدة، لكن محتواها مغشوش، وقد يختلط الأمر على المشتري لأنه لا يقدر على تمييز المحتوى إذا كانت نفس العبوة هي التي تباع بأسعارها المعتمدة في المنافذ المرخصة.

الوحدة - رنا عمران

 

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات