مع كل عملية إرهابية تضرب العالم  إلا وتكون الأزمة السورية وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية على أراضيها محركاً لهذا الإرهاب الذى استهدف مصر وروسيا ولبنان  الإرهاب، الذى بات يتمدد جغرافيا بشكل مقلق، أثبت أنه ليس فقط لا دين له، ولكن أيضاً لا أصدقاء له، بعدما بات العالم يصفى حساباته من خلال العمليات الانتحارية ويعيش حرباً مفتوحة عبر ماكينة الإرهاب والإرهاب المضاد، فتركيا التى طالما فتحت حدودها لعبور الجهاديين من العالم أجمع للالتحاق بالدولة الإسلامية فى سوريا، وتركيا التى طالما دعمت الإرهاب بجميع عناصره، خلال السنوات الماضية، سواء داعش أو جبهة النصرة أو الإخوان، هى اليوم تدفع ثمن سياساتها ومواقفها المتطرفة، لينقلب السحر على الساحر وتكتوى تركيا بنفس النار التى أرادت أن تحرق بها المنطقة.
الإرهاب كل يوم يظهر وجهه القبيح إلى أن بات العدو الأول للإنسانية، وقد حان الوقت لتضافر وتكاتف جهود شعوب ودول المنطقة والعالم لمواجهته، كما حان الوقت كى تصحح بعض الدول من سياساتها الداعمة له قبل أن يصلها لهيبه. ولأن سوريا باتت حاضنة للإرهاب ومصدرة له نحو العالم، ولأن الأزمة السورية تشكل وقوده، فلا بد من تسوية نهائية لهذا الملف.
وبحسب إحصاء المركز الألماني ، فقد بلغ عدد قتلى الإرهابيين الأجانب في سورية ، خلال السنوات الماضية ، حوالي ( 000 ، 53 ) ثلاثة وخمسين ألف إرهابي..
وبلغ عدد المفقودين منهم حوالي :( 500 ، 15 ) خمسة عشر ألف وخمسمئة ألف إرهابي ...ونضيف لمعلومات المركز المذكور ، بأن نصف الإرهابيين الباقين ، قد عادوا إلى البلدان التي جاؤوا منها ..
وفى هذه الحالة يجب الإقرار أن دعم الإرهاب يولد إرهاباً مضاداً، وأن ما تعرضت له تركيا من عمليات انتحارية مؤخراً هو نتيجة سياساتها الداعمة للإرهاب من ناحية، وازدواجية المعايير فى مواقفها من ناحية أخرى، مما يستدعى من بعض القوى الإقليمية وقف دعمها لهذه التنظيمات والميليشيات، لأن من يستدعى الوقوف معها اليوم فهى سوريا التى وقعت فريسة للعبة التوازنات فى المنطقة ووقعت فى قبضة الإرهاب.

سيرياديلي نيوز - خاص


التعليقات