السينما صناعة ويمكن للسينما أن تصنع وطنا هي كذلك عند السوريين الذين أغمضوا أعينهم وتخيلوا وطنا وحولوه إلى حقيقة عن طريق الشاشة السحرية بل واستخدموا السينما كسلاح للدفاع عن وجودهم وهويتهم.

السينما هي الفن الوحيد الذي يمكنه أن يصل إلي عدة ثقافات من خلال شاشة واحدة، وتعد السينما الوثائقية شكل تعبيري جاء حضوره مبكرا مع بداية الفن السينمائي عبّر من خلاله الرواد الاوائل عن رصدهم لجوانب وصور من الحياة اليومية، فكان هذا النمط الفني في مقولاته الجمالية متصدياً للواقع المعاش بكل صوره المرئية.

الأحمد .. واجبنا التوثيق لأجيالنا

وحول أهمية توثيق السينما للحروب أشار مدير عام المؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد في تصريح لـ " سيرياديلي نيوز" السينما هي مرآة لأمور كثيرة، لذلك من واجب السينما أن توثق للذاكرة، فمنذ فجر التاريخ أحس الإنسان بحاجة ماسة إلى توثيق الأحداث التي مر بها أثباتاً لدورة في المشاركة و صنع تلك الإحداث و تأثيره عليها، ولولا عملية التوثيق التي قام بها الإنسان علىمر العصور لما استطعنا أن نتعرف على الحضارات المختلفة السابقة ولما وصلت إلينا أخبارهم، ونستطيع القول بأن بداية عملية التوثيق المعروفة حاليا كانت مع الحضارات الأولي حيث استخدم الإنسان طرق وأساليب مختلفة باختلاف الأدوات والمقومات المتاحة في ذلك الوقت والتي تعتمد على الظروف البيئية المحيطة بكل فترة زمنية، و يتجلى ذلك بوضوح في الآثار والعملات و المخطوطات القديمة التي عثر عليها و التي تضمنت معلومات تشير إلى الحقب الزمنية التي كان يعيش بها صانعي تلك الآثار و التي علمنا من خلالها تفاصيل حياتهم اليومية وثقافتهم و عاداتهم و تقاليدهم

وأضاف الأحمد الأزمة مهما طالت ستزول، وما جرى للشعب السوري من تخطيط وتدمير وتخريب ،  من واجبنا أن نوثق من أجل الأجيال القادمة لكي تعلم حقيقة ما جرى لذلك فدور السينما التوثيق .. والأرشفة لتكون زوادة للأجيال القادمة.

إنزور .. السينما تصنع وطنا

من جهة ثانية بين المخرج السينمائي نجدت إنزور في تصريح لـ " سيرياديلي نيوز " أن السينما السوريا، ليست خارج المسير بل هي ابنت الأزمة ، وتساهم بشكل كبير في التوثيق، لذلك من واجبنا حالياً العمل على توثيق ما يجري، لافتاً إلى أن الفنان له دور إيجابي، مثله مثل أي مواطن سوري ولديه فرصة كبيرة أن يوصل صوته عبر السينما .

وأضاف إنزور الأزمة السوريا يجب أن تكون موثقة ومؤرشفة من خلال عدة وجهات نظر ولو بشكل درامي، وإذا تحدثنا عن السينما السوريا نستطيع إن نقول إنها تحاول إن تصنع وطنا فهي سينما أدواتها حجارة ودمعة صامتة حينا وصارخة حينا آخر قمع ونزاع يومي من قبل العصابات الإرهابية  وبهذه المشاهد النمطية والكثير من الملامح الذاتية الجديدة تروي السينما السوريا قصتها وطرحت أفكارها عن طريق سلسلة من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة منها والطويلة.

كلثوم .. السينما الروسية لها دور 

في حين أكد المخرج السينمائي المهند كلثوم في تصريح لـ " سيرياديلي نيوز " أن السينما تعد رسالة فن سامية في ترسيخ وكتابة تاريخ الشعوب، وكذلك أخذ العبر من خلال توثيق الحروب والأحداث التي تدور على أرض الواقع بكل إنجازاتها وانتصاراتها.

 وأضاف كلثوم نستطيع الاستفادة من تجربة العديد من الدول التي قامت بتوثيق حروبها من خلال السينما فالأفلام الوثائقية تصل لجمهور مختلف عن جمهور نشرات الأخبار أحياناً، لأنّها تتعدى اللحظة الآنية للحدث، لذلك قدمت بعض الأفلام خدمة كبيرة للتوعية .

وأضاف الكلثوم إلى أنّ الواقع السوري الحالي غني ومغرٍ جداً لهذا النوع من السينما، فتجربتنا بالتوثيق في حرب تشرين.. مازلنا إلا الان نستخدم الأرشيف المصور في حرب تشرين ليومنا هذا.. فالأجيال تشاهد بطولات وانتصار جيشنا عبر الافلام الوثائقية التي صنعت منذ سنوات وتعرض الى وقتنا هذا، ولنأخذ مثال عن ذلك السينما الروسية التي كان لها دورًا رائدًا على مر التاريخ في تجسيد الواقع، حيث ارتبطت معظم الأفلام السينمائية القديمة، وما تلاها بالحروب، ومنذ ذلك الحين وأرشيف السينما الروسية ممتلئ بتلك الأفلام، التي مثلت معاناة الجنود وقت الحروب الطاحنة، وما نراه الآن من وقائع تاريخية على الشاشة الصغيرة سواء في رصد المعارك أو الأحداث الإقليمية والعالمية يعود الفضل فيه لكاميرا السينما، ومنها الحربان العالميتان الأولى والثانية، والاستعراضات العسكرية وقمم الزعماء.

 وختم المخرج السينمائي السينما السورية جزء من الهوية السورية وتوصل هموم وأفراح وأحزان الوطن.

 

سيرياديلي نيوز – خاص – نور ملحم


التعليقات