غياب المواد الاساسية وارتفاع جنوني للأسعار واعدام للأشجار!!

عام من الحصار والالم والجوع والبرد والحر عاشته - وماتزال- مدينة دير الزور التي تعاني  الامرين نتيجة للحصار الخانق المفروض على اهلها الذين مازالوا يبدون صمودا اسطوريا منقطع النظير متمسكين بارضهم ووطنهم رغم مرارة والم الواقع .

هذا الواقع الذي سنستعرض الحال الذي وصل اليه بشيء من التفصيل.

"غياب للمواد الاساسية وارتفاع للاسعار"

المواد الاساسية التي تتطلبها حياة المواطن ؛اي الغذائية والصحية تبدو شبه غائبة عن اسواق دير الزور ،وان وجد القليل منها فيكون باسعار خيالية تفوق سعرها الحقيقي بعشرات الاضعاف وبمقدار يعجز الغالبية العظمى عن شرائها، خاصة وان جلهم من

اصحاب الدخل المحدود (موظفين) او من الذين توقفت اعمالهم ومهنهم عن العمل نتيجة للحصار .

"الماء والخبز  ...المعاناة الأكبر"

توفر الماء والخبز هو عماد الحياة لكن تأمينهما بات من اكبر هموم المواطن بدير الزور، فالماء يتم ضخها مرة كل اربعة ايام ولفترة محدودة من النهار، فلا تصل الى جميع المناطق، مما يضطر الكثيرين لنقلها من اماكن اخرى ..

اما الخبز فبات في الاونة الاخيرة الهم والاهتمام بعد ان تقلص عدد الافران التي تعمل، فالمواطن يقضي ساعات طويلة، قد تمتدطوال الليل وبعض النهار على طابور الانتظار للحصول على عدد من الارغفة لاتكفي حاجة اسرته، خاصة وان الخبز هو المادة

الغذائية الاساسية في ظل الغياب للمواد الاخرى .وسعر الخبز بات مرتفعا جدا ، فالافران التي تزودها المحافظة بالمازوت تبيع 10ارغفة بمائة ليرة والافران الاخرى تبيع 4 او 5 ارغفة ب100 ليرة  اما سعر رغيف التنور 35 ليرة .

"الحشائش"

تغيب منذ عام عن مائدة الديرين جميع انواع الخضار والفواكه ووحدها الحشائش حاضرة وبأسعار باهضة، فشدة البقدونس تباع بحوالي 200 ليرة وكيلو الفجل يقترب من 500 ليرة وربطة الجرجير 100ليرة وكيلو السلق بين 250 -350 ليرة .

"اعدام للأشجار"

الحطب هو المصدر الوحيد للطاقة في ظل غياب المشتقات النفطية، الامر الذي ادى الى حملة جائرة لقطع الاشجار ، فلم تسلم اشجار الحدائق والمنازل والطرقات واشجارالزينة في المنصفات الطرقية من القطع .

ورغم اننا ندرك ان الضرورات تبيح المحضورات وحياة الانسان اهم من الشجرة ، لكن ان استمر الحال على هذا المنوال فاننا قريبا سنعلن الشجرة من الكائنات المنقرضة بديرالزور، مع الاشارة الى  ان  سعر كيلو غرام الحطب يترواح بين 125-250 ليرة،

ونتيجة لارتفاع اسعاره وعجز البعض عن شرائه لجؤوا الى اثاثهم المنزلي وثيابهم القديمة وكل ماهو قابل للاشتعال من اقمشة ونايلون وبلاستيك لاستثمارها بالتدفئة وتحضير ماتيسر من طعام.

"الكهرباء في طي النسيان"

منذ اكثر من عشرة اشهر قطع التيار الكهربائي عن مدينة دير الزور ، وبات الظلام يسيطر على الاجواء والاجهزة الكهربائية محنطات ليس اكثر، مادفع الديريين لابتكار ادوات جديدة او استحضار اخرى من العصور السالفة لاستخدامها في التدفئة والانارة

والطهي والتبريد ، ففي التدفئة تحولت المدافئ بمختلف انواعها للحطب وللطهي تم استخدام الواوي والتنك وللتبريد يتم استخدام الخيش المبلل بالماء والانارة عبر البطاريات التي انتشرت محلات شحنها وايضا باسعار مرتفعة .

كما تغيب شبكة الانترنيت والاتصالات القطرية والدولية الامر الذي سبب ارباكا في المراسلات الرسمية وتعطيلا لشبكة المصارف ومعاناة كبيرة للموظفين والمتقاعدين الذين يتقاضون رواتبهم من الصرافات الالية علاوة عن انقطاع الناس عن متابعة وسائل

الاعلام لمعرفة مايدور من احداث  .

"الصحة والدواء"

معظم اطباء ديرالزور وللأسف غادروا المدينة الا القليل من الشرفاء مما تسبب بنقص كبير في معظم الاختصاصات الطبية ،كما تناقص عدد الكوادر الطبية الاخرى رغم الحرص الكبير من المعنيين على الاستمرار بتقديم الخدمات الطبية وخاصة الإسعافية منها ،

اما الدواء فهو متوافر الى حد ما في المراكز الصحية والمشافي، اما الصيدليات الخاصة فتعاني نقصا حادا في الادوية وان توافر بعضها فبأسعار مرتفعة جدا خاصة التي لا تتوافر في المراكز الصحية  .

"الإغاثة بحاجة لإغاثة"

وامام هذا الواقع كان الغياب تاما للعمل الاغاثي، فالمنظمات المعنية بهذا الشأن كان تحركها هزيلا ومخجلا واقتصر على توزيع منظمة الهلال الاحمر على مدار عام كامل ل2كيلو من الرز والسمن وبعض قطع الصابون ولمرة واحدة واقتصر عطاء اليونيسف

على علبة من البسكويت ومثلها من زبدة الفستق للأطفال دون الخمس سنوات ولمرة واحدة ايضا .

"جهود حكومية"

بالمقابل فان الجهود قائمة من الجهات الرسمية لتأمين مايمكن تأمينه من مواد غذائية بطرق مختلفة ابرزها استخدام الحوامات لنقل المواد الغذائية بصورة شبه يومية حيث تم مؤخر انقل السلال الغذائية لصالح الخزن والتسويق وبيعها بالسعر النظامي لعدد من

العاملين في القطاع العام الذين يتم تأمين بعض المواد الاخرى لهم وبالسعر النظامي ايضا.

كما تقوم المحافظة بتوزيع كميات كبيرة من مادة البرغل مجانا لجميع المواطنين بمعدل 2كغ للأسرة كما يتم تأمين حليب الاطفال بسعر مناسب .

"الصمود والأمل"

الجميع في دير الزور يؤكدون استمرارهم بالصمود وثقتهم بان الامل قائم بانتهاء هذا الواقع وتحقيق الانتصار الكبير في اقرب وقت ....وستظل ديرالزور تخط اروع صفحات الصمود.


الفرات

 

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات