طلح العنوسة هو التعبير اللّاذع البديل عن عبارة المتأخر أو المتأخرة عن الزواج, وإن كان هذا المصطلح يطلق غالباً على المرأة أكثر من الرجل , فالرجل مهما بلغ من العمر , يظل قادراً على الزواج وبناء عائلة وحياة ولكن بحكم مجتمعاتنا التي لا تزال التقاليد البالية تتحكم في مصير أبنائها, تصبح المرأة أشبه بسلعة لها تاريخ صلاحية وانتهاء , وتصبح التي تتجاوز الثلاثين من عمرها في نظر المجتمع " عانس, وتقل فرصها في الزواج , هذا إن لم تندر

العنوسة في تزايد ولبنان في المرتبة الأولى بنسبة 85 في المئة هذه المشكلة التي باتت تعاني منها أغلب المجتمعات مازالت تتزايد يوما" بعد يوم , وقد قامت إحدى الإذاعات الهولندية بإحصائية لدراسة نسب العنوسة فاحتل لبنان المرتبة الأولى بنسبة 85 في المئة, أما سورية فاحتلت المرتبة الثانية بنسبة 70 في المئة, أما في الكويت فقد بلغت نسبة العنوسة ( 13 %) وفي قطر والبحرين والإمارات بلغت نسبة العنوسة ( 35 %) وفي اليمن وليبيا ( 30 % ) ، في حين بلغت النسبة ( 20 % ) في السودان والصومال .و( 10 %) في سلطنة عمان والمغرب .و في السعودية تشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد من تجاوزن سن الزواج بلغ حوالي مليون ونصف المليون فتاة من بين نحو أربعة ملايين فتاة ". صور عن العنوسة سمر 39 عاما" تقول : عندما كنت في الرابعة والعشرين من عمري خطبني أحد الشبان ولكننا لم نتفق ما أدّى لفسخ الخطوبة , ومن حينها لم يتقدم لخطبتي إلا من هم أكبر مني سنا" بنحو عشرين أو خمسة عشر عاما" , إن نظرة مجتمعنا إلى الفتاة المخطوبة سابقا" كنظرتهم للمطلقة, ويبدو أن هذا السبب هو سبب عدم زواجي إلى الآن إحسان 42 عاما" يحكي قصته قائلا" : المنزل هو العقبة الأكبر التي تواجه الشاب قبل الزواج فقد اشترطت علي كل فتاة تقدمت لخطبتها أن يكون لدي منزل لتوافق , ولهذا السبب فلم أتزوج بعد , شراء البيت الآن ليس بالأمر السهل , وكل يوم تزداد الأسعار وترتفع فكيف لي بالتقدم لهكذا خطوة ؟. نسرين 45 عاما" : لقد فرض أهلي شروط تعجيزية على كل من تقدم لخطبتي ولم أملك الرأي في الموافقة أو الرفض , وحين توفي والداي كان القطار قد فاتني ولم يعد أي شاب يرغب في التقدم لخطبة فتاة تجاوزت الخامسة والثلاثين , فكيف وأنا قد بلغت الخامسة والأربعين الآن ؟ لم يكن المجتمع السوري قبل الأزمة خاليا" من هذه الظاهرة , ولكنه شهد ازديادا" كبيرا" في ظل الظروف الإقتصادية والإجتماعية السيئة التي تشهدها البلاد . وهذه النماذج التي ذكرناها سابقا" ماهي إلا صور قليلة لبعض شبّان وشابات فاتهم قطار الزواج . الوضع الإقتصادي أهم أسباب العنوسة ... ولعل من أهم أسباب العنوسة هو الوضع المادي الذي وقف حائلا" في وجه كثير من الشبّان في تحقيق حلمهم بالزواج , والسبب الثاني هو التفاوت الإجتماعي والثقافي، حيث غالبا" ما يرفض الأهل الزواج بسبب الوضع الطبقي أو الاجتماعي لأحد الطرفين لأنه "غير مناسب للطرف الآخر"، بغضِّ النظر عن الملائمة الفكرية أو العلاقة العاطفية التي قد تربطهما؛ مما يقود إلى تلك الحجة التي تتكرر دائمًا: "مو مناسبين لبعض" ,ويأتي هنا دور الأهل التقليدي في منع هذا الزواج بحجة "عدم التكافؤ". وإذا أردنا اختصار أسباب العنوسة فيمكننا عدّها بالأسباب التالية : غلاء المهور، وعدم قدرة الشباب على تحمل تكاليف الزواج. وضع الشروط التعجيزية من جهة أهل الفتاة أو الشاب. -قلة عدد الرجال الراغبين للزواج غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن - قصة حب أو علاقة فاشلة أدّت إلى امتناع أحد الطرفين عن الزواج

عنوسة اختيارية وليست العنوسة دائما اجبارية تفرضها الظروف , ولكن هناك ما يمكن تسميته بالعنوسة الإختيارية , وهذه قد يكون أحد أسبابها مرور أحد الطرفين بتجربة فاشلة كالخيانة أو الموت مثلا" ,. ولكن السبب الأبرز الذي يقف ورائها هو الإستقرار الإقتصادي الذي يحققه أحد الطرفين , أو انتظار الفتاة لرجل ذو مواصفات خاصة لا ترضى بغيرها, كرجل يوافقها ثقافيا" أو إجتماعيا" أو ماديا" . نوال مدرسة ترفض الزواج لأنها لاترغب في زوج يصرف عليها فتقول : بلغت من العمر 38 عاما" وطيلة السنوات الماضية كنت أرغب في شخص مناسب ولكنني الآن أرفض الزواج نهائيا" فلست بحاجة لرجل يصرف علي, , وضعي الإقتصادي ممتاز , أصبحت لدي قناعة بأنني سأعيش أفضل بدون زواج وللوقوف على رأي مختص, سيريا ديلي نيوز التقت الدكتورة أمينة حاج ماف التي أوضحت لنا أساب العنوسة فقالت: بعد أن كانت أسباب العنوسة وتبريرات عدم الزواج تعود إلى الأعباء التي تلقى على الشبان مثل الهجرة والمهور المرتفعة وتكاليف الأعراس الباهظة ومسؤولية العائلات، جاءت الأزمة والحرب التي تعيشها لتزيد الأمر سوءاً. طفت اسباب جديدة وليدة الازمة في سورية لترفع نسبة العنوسة أكثر من قبل منها: هجرة الشباب خارج البلاد بحثا عن الأمان وفرص العمل في دول أوربية أو دول الجوار والتي شهدت أرقاما كبيرة نتيجة اللجوء الانساني في الآونة الأخيرة، وأعمار هؤلاء الشباب يمتد من 17 الى 40 سنة، أو التحاقهم بقوات الجيش والمعروف أن الشباب ضمن الجيش يمتد التحاقهم إلى أكثر من خمس سنوات حتى الآن ويعزفون عن الزواج لارتباط مصيرهم بأرض المعركة وعدم وجود الأمان في حياتهم على اعتبارهم مشروع شهيد كما يطلق عليهم بالعامية بالشارع السوري، ومن الأسباب الأخرى خروج مناطق سكنية كبيرة في سورية من المناطق الآمنة للسكن والتي في أغلب هذه المناطق كان للشباب بيت آو شقة قد أمنها من أجل الزواج ونتيجة الأزمة خرجت من الأمان، وينطبق الأمر أيضاً على آجار وبيع العقارات، إذ اشتد سوق العقارات وبات الحصول على منزل في منطقة آمنة حلماً يراود الجميع. هذا مع تتابع الوضع الاقتصادي في البلد وارتفاع الاسعار بشكل مخيف ليظهر أن تكاليف الزواج قد ارتفعت أضعاف مثل الذهب – فساتين الزفاف – المنازل – الآجارات - الأمر الذي فاقم من المشكلة وصار يترك تأثيراته النفسية السلبية على الشباب وعزوفهم عن الزواج. باختصار فإنَّ تكاليف الزواج باتت خيالية ويصعب تأمينها على معظم الشباب بمن فيهم المستقرين مادياً الذين لا يعيشون تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة. ولنضيف الجانب الآخر من قبل عائلات الفتيات لا يرغبون بتزويج بناتهم للعساكر لأنهم لا يريدون تعريض حياتهن لمخاطر الترمّل، أو بقاء الفتاة لوحدها طوال الوقت الذي يقضيه الشاب بالخدمة العسكرية سيحمل زوجاتهم مسؤوليات تفوق طاقتهن وهو ما لا يرغب فيه كثير من الأهالي، إن الكثير من الأهالي يفضلون بقاء بناتهم عازبات على أن ينجبن أطفالا ويترملن في وقت مبكر من حياتهن. أو ربط بناتهن مع الشباب المهاجرين وانتظار لم الشمل وفي النهاية تبقى العنوسة كغيرها من المواضيع الإجتماعية التي ليس لنا انتهاء في الحديث عنها مهما طال الكلام أو قصر , ولكننا نحاول بقليل من الحديث إلقاء الضوء عليها , والمحاولة جزئيا" في التنبيه لخطرها

سيرياديلي نيوز - مادلين جليس


التعليقات