بعد منتصف تشرين الثاني الماضي تم تداول معلومات في طرطوس تفيد بوجود خلل في غاز النتروز المستعمل في مشفى بانياس والمشفى العسكري بطرطوس والذي يعطى للمرضى في العمليات الجراحية عند التخدير، حيث أدى الغاز المستعمل لوفاة مريض وإصابة اثنين آخرين بحالات اختناق تمّ إنقاذهما منها..
وعلى إثر ذلك أخذت مديرية الصحة عينات من الغاز الموجود وأرسلتها للتحليل في مخابر مركز الدراسات والبحوث العلمية بدمشق لتصدر النتائج مؤكدة وجود أكاسيد الآزوت في تلك العينات، وفور ذلك قامت بإبلاغ وزارة الصحة بالنتائج ما جعل الوزارة تتجه بأنظارها للمعمل الذي ينتج هذا الغاز والكائن في المنطقة الصناعية بطرطوس وتطلب من مديريتها بطرطوس إغلاق المعمل بصورة فورية بموجب كتابها 1528 تاريخ 2/12/2015 وفعلاً تمّ الإغلاق فوراً من دون أي ممانعة من صاحبه أو إدارته.
تابعنا هذه القضية مع مديرية الصحة حيث أرسلنا كتاباً للمدير بتاريخ 29/11/2015 عبر الفاكس طلبنا فيه إعلامنا عن كيفية توريد مادة غاز النتروز لمشافي الصحة بالمحافظة وخاصة الكمية الأخيرة، والجهة المتعاقد معها لتوريدها، والإجراءات المتخذة تجاه ما حصل لبعض المرضى، ومقترحاتهم في هذا المجال.. لكن للأسف لم يصلنا أي جواب..
وبتاريخ 13/12/2015 زرنا مدير الصحة الدكتور أحمد عمار في مكتبه، وسألناه عن سبب عدم الإجابة فقال لنا لقد تريثنا حتى صدر توجيه الوزارة بإغلاق المعمل، ثمّ قام بتسليمنا نسخة عن كتاب الوزارة رقم 1528 القاضي بالإغلاق وصورة عن ضبط الإغلاق، وصورة عن كتابه الموجّه للوزارة برقم بلا تاريخ 2/12/2015 المتضمن كيفية تنفيذ الإغلاق.. وعندما سألناه عن الترخيص الطبي للمعمل أعلمنا أنه مرخّص إدارياً وصناعياً وبيئياً وغير مرخص طبياً ولم يضعنا بتفاصيل أخرى عن هذا الموضوع معتبراً أن المديرية قامت بواجبها.
واستكمالاً لكل المعطيات المتعلقة بهذا الموضوع أرسلنا كتاباً عبر الفاكس للسيد مضر يونس صاحب المعمل سألناه فيه عن نقاط عديدة منها ما يخص الترخيص الطبي والخلل الموجود في العينات المرسلة ومدى التعويض للمتضررين في المشفيين، والخطوات المتخذة بعد الإغلاق.. وقد أجابنا عن هذه الأسئلة وزودنا بكل الوثائق المؤيدة التي يؤكد من خلالها أن قرار الإغلاق لم يكن في محله لأن المادة المستخدمة غير منتجة في معمله أبداً.. يقول السيد يونس في إجابته:
لقد بدأنا الإنتاج في المعمل في بداية 2015 وهو المعمل الوحيد في القطر الذي ينتج هذه المادة وبالتالي فأي مادة أخرى من هذا الغاز تستخدم من غير معملنا تكون دخلت تهريباً أو من المعمل الموجود تحت سلطة التنظيمات الإرهابية في إدلب،
وقد حصلنا على الترخيص الصناعي بالقرار 292 تاريخ 2/2/2014، وعلى الترخيص الإداري من مجلس مدينة طرطوس بالقرار 36 تاريخ 27/1/2014 والقرار 52 تاريخ 9/2/2015، أما بالنسبة للترخيص الطبي فقد تقدمنا بكتاب لمدير صحة طرطوس سجل في الديوان برقم 11676 تاريخ 29/1/2014 أبلغناه فيه رغبتنا بإقامة معمل للغازات الطبية(غاز النتروز) وأشرنا إلى أننا حصلنا على موافقة البيئة وطلبنا إعطاءنا شرحاً لتقديمه إلى الصناعة،
فكتب مدير الصحة حاشية جاء فيها (لا نرى مانعاً من الموافقة على استكمال إجراءات الترخيص) ولم نتوقف عند ذلك فقد أحضرنا مندوبين من وزارة الصحة للكشف على المعمل في شباط 2015 برئاسة الدكتورة هدى السيد معاون الوزير ومعها مديرة الرقابة الدوائية الدكتورة منى بيطار ومدير المخابر الدكتور حبيب عبود وقد زاروا المعمل وبعد الزيارة قالوا لنا لا توجد في الوزارة شروط فنية لصناعة هذا الغاز وسنعمل على وضعها..
وبتاريخ 23/7/2015 وردنا من مديرية الصحة الكتاب رقم 8449/ص جاء فيه: (إلى معمل النتروز الطبي في المنطقة الصناعية: نرفق لكم ربطاً تعميم وزارة الصحة رقم 15942/23 تاريخ 6/7/2015 بخصوص المنشآت التي تصنع غاز النتروز الطبي والمذكور فيه الشروط الواجب توافرها في المنشآت التي تصنع الغازات الطبية) ويتضمن التعميم المذكور إعطاء مهلة زمنية مدتها 12 شهراً من تاريخ التعميم لجميع معامل تصنيع الغازات الطبية المنتجة حالياً لتحسين منشآتها ومراقبة منتجاتها بما يتوافق مع دلائل التصنيع الجيد للغازات الطبية.
وأضاف يونس: يستدل مما سبق أننا نعمل وننتج بعلم وموافقة وزارة الصحة، وتعميم الوزارة الذي أتانا بعد خمسة أشهر على زيارة اللجنة الوزارية تضمن منحنا سنة لاستكمال الإجراءات (مع الاستمرار بالإنتاج) وقد بدأنا بإجراءات الترخيص وفق ما ورد بتعميم الوزارة لنفاجأ بقرار الإغلاق غير السليم!
أما بخصوص التعويض على من تضرر نتيجة الخلل في مادة الغاز فأكد صاحب المعمل أن معمله لم يتعامل أو يقدّم أي اسطوانة غاز لمشفى بانياس لا بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث لا يوجد عقد مع المشفى المذكور، أما المشفى الثاني فنحن لم نتعاقد معه وعقدنا مع إدارة الخدمات الطبية بدمشق وليس لدي معطيات حول الأمر- كما قال- إضافة إلى أنه لم يتبلغ رسمياً بأي شيء يتعلق بما حصل في مشفى بانياس أو في المشفى الآخر.
وقال: لقد نفذنا عقداً مع مشفى الباسل بطرطوس وقدمنا له كمية 6 أطنان وعقوداً مع مشافي عامة أخرى كالمواساة والأطفال وبعض مشافي حماه ولم تحصل أي مشكلة بسبب الغاز المقدّم من معملنا، ونحن أشد حرصاً من أي جهة أخرى على جودة إنتاجنا وخاصة أننا حصلنا على الأيزو، ونقوم بشكل مستمر بإجراء التحاليل للغاز المنتج في معملنا بمخبر كلية الهندسة التقنية بطرطوس وهو المخبر الوحيد المختص بتحليل هذه المادة وكل النتائج تؤكد جودة الإنتاج وبنسبة نقاوة لاتقل عن 98% وجميع النتائج محفوظة في الكلية ولدينا وسنزودكم بنسخ منها (تمّ تزويدنا).
سيريا ديلي نيوز- الوطن
2016-01-04 10:20:31