سيريا ديلي نيوز - رهام علي

بدايةُ عامٍ جديد تطلّ و أزمةُ غلاءِ الأسعار في ازدياد لا حدود لهُ، فمن أسعار الملابس التي اجتازت المعقول حتى أسعار الخضروات والفواكه التي باتت أسعارها على الباشا "الدولار" وهنا لم نأت بالذكر على أسعار الحلويات التي باتت شكل من أشكال الترفيه الّذي نسيه المواطن السوري. فاليوم المواطن السوري ذو الطبقة المتوسطة وأدناها لم يعد يمتلك ّأيّ وسيلةٍ للترفيه من دون مقابل سوى الهواء الذي يتنّفسه، فــأرتفاع الأسعار الجنوني الذي طال كل السلع لم يعطِ المواطن أيّ فرصةٍ لنسيان أزمةِ بلاده فــالأزمات تتالى .. حيثُ وصل سعرُ الفاصولياء إلى 1500 ,أما سعر الكوسا فقد تجاوز 900 ل.س، والبندورة 300 ل.س، الجزر 135... ونكتفي بهذا الكم المذهل من الأسعار فهي تعبّر عماتبقّى من السلع والمواد الغذائية والحال الذي وصلت إليه من غلاء أسعار. عمار يوسف باحث ومحلل اقتصادي قال : أن ما نشهده من ارتفاع أسعار هو وهمي من حيث التكلفة ولكن حقيقي بالنسبة للمستهلك، لأنه يستنزف دخله ومدخراته أيضاً, إلى أنّ دراسة قامَ بها بينت أن عائلة مكونة من 5 أفراد تحتاج إلى 150 ألف ليرة لكي تستطيع أن تعيش وفق مقياس السعرات الحرارية الدولية، مؤكدا على أن المبلغ السابق لا يشمل اللباس أو بدل الإيجار أو التنقل والمرض وغيره. في سياق ذلك تناولت مواقع التواصل الإجتماعي ارتفاع سعر الكوسا المفاجئ بصور ساخرة صورت الكوسا على أنها شقيقة الدولار في ارتفاعه شراءا" ب 925 و مبيعا" ب 930.. واتفق أغلب "الفيسبوكيين" على ردة الفعل التهكمية من واقع حالهم الذي وصلوا إليه .! عُلا أم لثلاثة أطفال قالت : بسبب ارتفاع الأسعار الكبير للفواكه منذ سنة تقريبا" امتنعنا عن شرائها، أما الخضراوات فـ الآن اصبحت حينما اذهب لشرائها اشتري حبة او حبتين كما يناسب الطبخة التي اريد إعدادها و طبعا البائع لايمانع لدرايته بوضعنا المادي الذي ليس بالجيد. و كلما ازدادت مناشدات المواطنين ومطالبهم للحكومة السورية لإدراك الفرق الكبير بين الأسعار الحالية و رواتب الموظفين و إيجاد الحلول لها، تزداد الأسعار و ترتفع أكثر ! فهل هي محاولات فاشلة أم أن الحكومة باتت غير قادرة على الحل ؟؟ رشا شابة ثلاثينية متزوجة وليس لديها أطفال قالت : كنت دوما" أدعو الله أن يرزقني بطفل لكن مع ظروف الحياة الصعبة هذه عرفت أن ربّ ضارة نافعة فلو كان لدي أطفال الآن لما قدرت على إطعامهم .. أوضاعنا مأساوية ولا أحد يشعر بنا وتابعت: يوجد أناس اليوم في سورية خلقوا وفي فمهم ملعقة من ذهب كما وصفت , هؤلاء بالذات لم يشعروا حد الآن بالأزمة والحرب والمآسي ولا حتى بغلاء الأسعار فهو شيء لايعنيهم . إن ارتفاع أسعار الخضار والفواكه وهذا يشمل المستلزمات والمواد الغذائية جميعها, ليس هو الوحيد في دائرة ارتفاع الأسعار فهنا نتطرق لموضوع ارتفاع أسعار المحروقات وحتى انها أصبحت من النادر الحصول عليها بسعرها الرسمي إلا من تجار السوق السوداء الذين يبيعونها بأضعاف سعرها, والرقابة هنا لا شك أنها في غيبوبة .. سارة أم لطفلين قالت : زوجي يعمل سائق تكسي ليل نهار كي نقدر على إطعام أطفالنا، إن غلاء أسعار الخضار والفواكه في كفة وغلاء المحروقات في كفة أخرى، ففي هذا الجو البارد و بما ان الكهرباء لا تصل إلينا سوى ساعتين مع أربعة ساعات قطع فاضطر لإشعال مدفأة المازوت من أجل أطفالي لكن المازوت كاد أن ينتهي، سجلنا في إحدى الكازيات لنحصل على المازوت وطبعاً دورنا متأخر جدا" حتى انه قد لا يحين إلا في فصل الصيف , و هنا ليس لنا سوى أن نشتري المازوت من التجار الذين يزيدون سعره أضعاف ! حسين طالب جامعي قال: أحوالنا المادية باتت تحت الصفر فلا قدرة لهذا الراتب الضئيل الذي نتلقاه على مؤازرتنا لآخر الشهر، في الفترة الأخيرة التي اشتد البرد فيها كنت أبقى في عملي فهناك "مكيفات" و كهرباء أما في المنزل ف لاشيء من هذا . ربما هي تبعيّات أزمة طبيعية, وربما هي فشل إدارة لاتخطيط فيها ولا تنظيم, وربما أسباب أخرى أدت إلى مانحن عليه الآن, لكن الأهم هو الاكتفاء من مراقبة الوضع إلى أن ينفجر ونحن مكتوفي الأيدي ولا نملك إلا شعارات فارغة عن الإنسان والأمل, فـقد اكتفى ذلك الفقير من الأقوال التي لاتقترن بالأفعال. وقد وصل الإنهاك بالمواطن السوري حد أن يسخر من واقعه المضني مقارناً نفسه بالكوسا ,, متمنيّاً أن ترتفع قيمته كإنسان كما يرتفع سعر الكوسا ..!

 

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات