سيريا ديلي نيوز- د.فائز الصايغ
اعتداد الأزمات مفتاح انفراجها، وفي الإسقاط الأزمة في المنطقة تشتد وتتشعب وسط تباينات في فهمها على حقيقتها وبرمجة السلوك والتصرفات إزاءها بما يجسد التباينات أكثر من المشتركات بما في ذلك أهم المشتركات وهي أن الإرهاب عابر للحدود والقارات وقد أصاب وسيصيب الجميع بلا استثناء.
ولكي تسود التفاهمات المنطقية وتصبح أساساً للعمل الجماعي لابد من الحكمة والتأمل والتحليل.. ففي مكان وزمان ما تلمس هذه الحكمة فيما تفتقدها كلياً في مكان آخر ولحظة أخرى وسط تناقضات حادة ومتباينة لرؤية الإرهاب وخطورته على العالم كله.
وبدلاً من الحكمة يمارس البعض من أصحاب القرار شهوة التهور ظناً منهم أنها شجاعة. إسقاط الطائرة الروسية قرار متهور أسهم في رفع مستوى المخاطر إلى درجة غير مسبوقة ودمّر العلاقات الروسية التركية، والإجراءات الروسية مستمرة ولن تتوقف عند حد معين سواء على المستوى البيني أو على مستوى الإقليم.
هتلر التركي يفقد التوازن ويفتقد الحكمة فيما يدفع الشعب التركي الثمن من اقتصاده وأمنه، من حياته اليومية وعلاقاته مع شعوب المنطقة والعالم، الأمر الذي سيخلق ارتدادات داخلية قابلة للتفاقم بما قد يطيح بالهتلر الجديد وبالحمقى من طاقمه السياسي ولو بعد حين ولأسباب عديدة لعل أهمها دعم أردوغان لتنظيم داعش علناً ولو تستّر وراء ورقة التوت أمام العالم.
إرهاب داعش خطر داهم يهدد العالم كله والبراهين يومية ويتوعد أميركا نفسها على الرغم من تصريحات بعض مسؤوليها أنهم لا يزالون في منأى عن إرهاب داعش على الرغم من أحداث 11 أيلول التي نفذها داعشيون قبل أن تطلق عليهم التسمية الحديثة، كما أن أوروبا باتت في مقدمة الاستهداف العالمي، وهذا لا يعفي السعودية وتركيا ومصر ودول الخليج كافة التي بات الخطر يهددها وجودياً وكيانات وسط عجز ذاتي عن التصدي لأبسط عمليات الإرهاب الداعشية إذا ما بدأت في الخليج، فالغنى الفاحش يستقطب الدواعش بعد أن بدأت مواردهم النفطية تجف إثر ضربات الطيران السوري الروسي المشتركة.
المستفيدون من وجود تنظيم داعش الإرهابي بدؤوا يدفعون الثمن بعد أن تكشفت هوياتهم وخطوط إمداداتهم والمرافئ التي سُخرت لتسويق نفط داعش وهذا ما كشفته الأقمار الصناعية الروسية وكاميرات السوخوي الحديثة، من الخطوط من تم تدميره ومن الناقلات من تم إحراقه ومن المسؤولين من تشوهت صورته وبات مكشوفاً عميلاً للإرهاب الذي استهدف أرواح الناس في كل مكان وصلت إليه التفجيرات والسيوف الداعشية.
اعتداد الأزمات مفتاح الانفراجات والحلول، فيما ترسم سورية وروسيا خريطة الانتصار العسكري، فهل يحث السياسيون الخطا للحاق ومحاولة رسم خارطة طريق للحلول السياسية التي سيكون الشارع السوري هو الفيصل الأول والأخير فيها..؟
سيريا ديلي نيوز
2015-12-09 21:29:01