سيريا ديلي نيوز- د.فائز الصايغ
الأحداث تتسارع.. وهي بطبيعة الحال أسرع من الصدور اليومي للصحف، فكيف الصدور الأسبوعي للمجلة..؟
ومن المتابعات اليومية مع تعدد المصادر وتنوعها وكثافة المعلومات والتحليلات السياسية لمختلف وجهات النظر على الساحة الإعلامية الكونية يتضح خواء وعبثية التهويل الإعلامي لمحور التحالف الأميركي ضد داعش.. ويسمونه في إعلامهم "الدولة الإسلامية" كمقدمة لهدف بعيد المدى وهو الدفع باتجاه خيار "احتواء الدولة" والتعامل معها بشكل أو بآخر بحيث تبقى فزّاعة لشعوب منطقة الشرق الأوسط وسط هدير الفوضى الهدامة السائدة الآن.
الخواء والعبثية برزتا بشكل واضح وعلني.. لا بل بوقاحة.. بعد التدخل الروسي وبعد نجاح هذا التدخل في الإمساك بثلاثة:
الأول بالأرض والانتصارات التي تحققت حتى الآن والتي ستتحقق لاحقاً.
والثاني إمساك هذه الدول بناحية مشروعية التدخل الدولية والمشروعية الأخلاقية والسياسية معاً بالإضافة إلى التوقيت المحكم والمدروس بعناية موضوعية وأسباب موجية جلّها يستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة القرارين 2178 و2199 اللذين ينصان صراحة على التصدي للإرهاب وعلى وقف التمويل والمساندة وتهريب المقاتلين إلى الداخل السوري.
والثالث وهو على قدر من الأهمية والذي يؤكد نجاح الخطاب السياسي والإعلامي الأخلاقي المُقنِع الذي واكب الأداء العسكري الروسي- السوري سواء في الفضاء العسكري أو على الأرض المُقنِع أيضاً.
الدليل المضاف إلى الأدلة السابقة هو تفجير الطائرة الروسية الذي تميل أغلب التحليلات والاحتمالات إلى أنه عمل إرهابي موصوف سواء كان مرتباً بمعرفة التنظيم الإرهابي وحده أو بمعرفة دول كبرى حسمت بأنه إرهابي قبل الشروع في التحقيق وفي الإشارة إلى المعرفة المسبقة تكمن أسرار الاستخبارات الأميركية والبريطانية التي غالباً ما تتجاوز القرار الرسمي وتسبقه بحيث تضع الإدارات السياسية أمام الأمر الواقع والتعامل معه بخطة سياسية وإعلامية استثنائية ولو لوقت محدد.
الأهم في أمر الطائرة الروسية وربما يتبعها طائرات غربية وأميركية هو خطورة هذه الخطوة الإرهابية بحيث ينبغي أن يتوصل الغربيون إلى قناعة للكف عن مداعبة الإرهاب وتدليله ودعمه بمال العرب وعلى حساب العالم كله والشروع في مواجهته على نحو جذري وبطرق جدية أكثر تلتقي مع الجدية الروسية السورية وبالتنسيق والتعاون الدولي المثمر لكي تثمر الجهود عن إرادة حقيقية للقضاء على الإرهاب.
العالم كلّه يعترف للروسي بالجدية والحزم والإرادة ويعترف أيضاً بنجاعة ونجاح التنسيق العسكري والاستخباراتي مع سورية، كما أن العالم كلّه بات يدرك عدم جدية التحالف الأميركي الهجين الذي يضم دولاً يجب أن يُقدّم مسؤولوها إلى العدالة الدولية بتهمة مساندة الإرهاب وتوفير مستلزمات كل ما يهدد الأمن والسلم الدوليين، ولهذا فقد قرر الروسي أن العملية ستستمر بنفس الزخم حتى نهايتها، وهي ليست مقيدة بوقت معين.. فالتوقيت عند السوريين والروس مرتبط بهدف القضاء على الإرهاب، والتوقف عن الاستثمار فيه
سيريا ديلي نيوز
2015-11-18 21:51:20