عاشت الدراما التركية مرحلة ازدهار كبيرة بعد تداول فكرة الدبلجة من اللغة التركية للغة العربية واللهجة السوريّة على وجه الخصوص مِن قبل ممثلين سوريين أو عرب في ساحة الدراما, تعددّت لهجات الدّبلجة والفائدة لم تطل إلا الدراما التركية والنجوم الاتراك الذين باتت ساحة الشهرة لاتتّسع لهم, فالعمل الدّرامي التركي الّذي يمتد ل50 حلقة ومافوق لم يكن يُتابع لغرض تمضية الوقت والتسلية فقط, بل تحوّل لأفكار غزت المجتمع السّوري و خلّفت فيه عادات وسلوكيات لربما لم يعهدها مِن أفكار بالغة التطرف والمبالغة . حيثُ تلا هذا الصعود المُبهر للمسلسلات والأفلام التركيّة المُدبلجة هبوط باهت أفقد المواطن العربي انبهاره بها, فالافكار مُتشابهة والعادات والقصص الخيالية المحبوكة بتقنيات خيالية حد المبالغة تشابهت هي الأخرى, فبدأت هذه الاعمال تفقد تلك القاعدة الجماهيرية المُتابعة لها إلا اللّهم من بات متعلقاً او مأخوذاً بها ممن لا يملكون أدنى أهتمام آخر .. أثّرت عمليات الدبلجة هذه بشكل أو بآخر على واقع الدراما السورية الذي لم يكن في المستوى الممتاز قبل ذلك, و حظي الممثّلون الأتراك بشهرة على حساب مُمثّلين سوريين لم يكونوا اقلّ قدرةً وتفوقاً ونجاحاً منهم حيثُ ساهموا بالدورالأكبر ومن خلال أصواتهم وتميزهم بالدبلجة بشهرة الممثلين الاتراك . لم ينفع الدراما السورية اكتفاء النقاد والممثلين وغيرهم بالظهورعلى الشاشات وانتقاد المسلسلات التركية ,في حين كان من المُستحسن أن يقوموا بوضع خطط ومنهجيّات لمعالجة الثّغرات وإيجاد الفروقات السلبيّة والايجابيّة في الدراما السورية بشكل خاصّ والعربية بشكل عام مع التركية, بهدف تطوير دراما قادرة على تحقيق موزانة او مساواة حتى لو بسيطة على حدّ سواء ,لكن مع كلّ عمل سوريّ لم يُلاحظ المتابع أيّ تطور بها بل على العكس لوحظ في رمضان 2015 مبالغة في الدراما السورية لم يعهدها المُشاهد السّوري فمن تدنٍّ في المستوى وتقليد, لسرقة أفكار ثمّ إلى "مشاهد ساخنة " وكمثال على هذه الأعمال كان مسلسل" صرخة روح " الذي نال من الانتقادات حدّاً كبير, وهنا يتساءل المُتابع, ألم يجد مخرجوا وكتّاب الدراما تطويراً للأعمال الدرامية لموازاة مستواها مع مثيلتها التركية سوى بالانحدار الأخلاقي ..؟؟ وتلك الأسئلة بِــ رهن نقابة الفنانين والرقابة التي لم تُحرّك ساكناً. وقد تداول في الآونة الأخيرة ناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي خبراً لم يتم التأكد من أنه مشروع قرار ام مجرّد إشاعة, ومفاده بأنّ مجلس الشعب وفي جلسةٍ عُقدت له بحضور الأعضاء قد أصدر قراراً ينصّ على إيقاف دبلجة الأعمال التركية كاملةً في سورية من دون أيّ استثناء ..فهل للازمات السياسية بين الدولتين دور بهذا القرار ؟؟ وإن كان هذا القرار قد صدر كـردّة فعلٍ للأجواء السياسية المحتدّة بين سورية وتُركيا وتبعاً لدور تُركيا السّلبي في هذه الأزمة فــ منذ متى يرتبط الفن بالسياسة ! .. وهل درسَ ممثلوا الشّعب في المجلس تداعيات هذا القرار على شركات الدّبلجة والممثلين والعاملين أيضاً كباب رزق لهم وكم سيكون سلبياً ؟؟.. ولا يبقى سوى الأسئلة في الختام .. بعد أربع سنواتٍ ونيّف على الأزمة السورية ومثلها على بداية انتشار دبلجة الاعمال التركية في سورية, هل الآن بات مجلس الشعب الذي أُنتخبَ أعضاؤه على أنّهم ممثلين للشعب وتطلعاتهم باتَ جاهزاً لإصدار القرارات ؟.. وإن كان فعلاً جاهز لذلك, هل قرار كهذا القرار المتعلق بالدّراما السورية من اختصاصه أم من اختصاص نقابة الفنانين مثلاً؟؟.. وهل دبلجة الاعمال التركية ياتُرى هي اكبر هموم المواطن السوري التي تعيق حياته وتمنعه من العيش بأمان, وهل هي من تسببّت بالتهجير والدمار ......الخ .! أم أنّ مجلس الشّعب السوريّ بات ينطبق عليه قول الراحل محمد الماغوط حين قال : كل الأوطان تنام وتنام، وفي اللحظة الحاسمة تستيقظ، الا الوطن العربي فيستيقظ ويستيقظ، وفي اللحظة الحاسمة ينام ..؟

سيرياديلي نيوز - رهام علي


التعليقات