سحر لا ينتهي للكتب المحظورة والممنوع تداولها، يعتبر بمثابة الدعاية الأقوى لهذه الكتب التي تسعى خلف محوها نظم شمولية ودينية؛ لتجد هذه الكتب مخرجها لأماكن يغمرها النور، حيث لا ظلام ولا حكر ولا محرقة يلقى الكاتب بأفكاره إليها كما قال بريخت معتبرًا حرق الكتب اعترافًا بحقيقة ما تحويه.
1984

“رواية 1984 تتصدر أرفف مكتبة بنجوين بلندن”

تظنه يمر من هنا الآن, ليحكي جورج أورويل عن دولة القمع والاستبداد, وتحت تهديدات “الأخ الأكبر” الحاكم وأجهزة المراقبة يعيش بطل الرواية، التي تمت مصادرتها لتشخيصها “ستالين” القائد الثاني للاتحاد السوفيتي ووصفه بالمستبد, ولأنها تمثل سمات مجتمع أوشيانيا من مجتمع الاتحاد السوفيتي، وتذكر أيضًا شخصية المثقف الثوري الذي طُرد من الحزب، وهو تروتسكي المنشق عن الاتحاد السوفيتي, وتصف نظام الحكم وجهاز الأمن القومي الذي يراقب الهواتف والشوارع ليصبح المرء لا يمتلك الحق إلا في بعض سنتيمترات داخل جمجمته، هذه الأسباب كانت كفيله بإصدار ستالين قرارًا بمصادرة الرواية التي اعتبرها تسخر من زعامته؛ فصادرها منذ نشرها عام 1950 بالاتحاد السوفيتي، وصادرتها الولايات المتحدة أيضًا ليصرح بتداولها ثانية عام 1990, ليرافقها في رحلة المنع والمصادرة أيضًا روايته “مزرعة الحيوانات”, واعتبرت مجلة التايم رواية 1984 واحدة من أفضل 100 رواية كتبت بالإنجليزية وتم ترجمتها لـ 62 لغة؛ لتزيد مبيعاتها مع كل طبعة حوالي 4000 %، خاصة في الدول التي تقع تحت حكم النظم الديكتاتورية حسب موقع أمازون.
الحرب القذرة

“بوتفليقة محتفلاً بفوزه في انتخابات الجزائر 1999”

كانت المرة الأولى التي تواجه الحكومة الجزائرية اتهامات بينة بارتكاب مجازر في حق الإسلاميين فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة المستمرة, لتأتي تلك الشهادة على لسان حبيب سويدية العضو السابق في الجيش الجزائري، الذي يحكي عن معنى أن تكون فردًا في القوات الخاصة خلال ذروة المواجهة, يحكي سويدية عن ممارسته التعذيب وتنفيذه لحكم الإعدام على مواطنين دون محاكمة، وصراع السلطة الحاكمة على المال والبترول خلال سنوات الحرب الأهلية الأولى، ما بين 1992 و1995، في فترة يصف فيها الجيش بالإرهابي الأول، وذلك أدى للحكم على سويدية بالسجن 20 عامًا بعد اعتقاله أيضًا فور صدور الكتاب, ليحقق بتلك الاعترافات المبيعات الأكبر بفرنسا والجزائر حسب مؤشرات صحيفة الإندبندنت.
دكتور زيفاجو

“بوريس باسترناك مؤلف رواية دكتور زيفاجو المنشورة عام 1957”

وهي الرواية التي كتبها بوريس باسترناك وأخرجها ديفيد لين فيلمًا بنفس الاسم، وحصد بها خمس جوائز أوسكار، تحكي الرواية عن الطبيب الواقع بحب امرأتين خلال عقود الثورات والقمع الشيوعي, فهي الرواية التي تحدت الشيوعية في عقر دارها، وانتقدت البلاشفة، ليمنعها الاتحاد السوفيتي في 1958، على عكس المخابرات البريطانية التي ساعدت في نشرها لتستخدمها كسلاح دعائي قوي، كما استخدمتها إيطاليا ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتقوم بنشرها في موسكو والدول التابعة للاتحاد السوفيتي, لتتصدر الرواية قائمة أكثر الكتب مبيعًا لمدة ستة أشهر في صحيفة نيويورك تايمز.
شفرة دافنشي

“دان براون يتلقى جائزة المكتبة التشيكية للكتب الأكثر مبيعًا 2014”

الرواية البوليسية المثيرة للجدل والممنوعة من دخول الفاتيكان ولبنان والأردن ومصر وعدة دول أوروبية عام 2003، بقرار مجالس الكنائس؛ لتصوير الكاتب دان براون الجانب الإنساني لحياة المسيح وتناوله لعلاقته بالسيدة مريم بطريقة تخالف المذكور بالإنجيل، وتعرضه لخلافات حول المسيحية القديمة ليعتبرها الكثير رواية مسيئة للمسيحية, ورغم نجاحه أيضًا تم مصادرة الفيلم الذي قدمه توم هانكس، والمتناول لقصة الرواية والذي عرض لأول مرة بمهرجان كان السينمائي عام 2006, وتحايلت عدة دول عربية وقامت بنشر نسخ غير مرخصة, واعتلت الرواية رأس القائمة الأكثر مبيعًا لصحيفة نيويورك تايمز لسنوات؛ لتحقق مبيعات أكثر من 70 مليون نسخة مع ترجمتها إلى 50 لغة.
عناقيد الغضب

“الأمريكى جون شتاينبيك صاحب رواية عناقيد الغضب”

الأدب الواقعي الأمريكي في ملحمة جون شتاينبيك الإنسانية المؤلمة لأسرة فقيرة تهرب من جفاف حل بأوكلاهوما إلى كاليفورنيا سعيًّا خلف الحلم الأمريكي؛ ليفسد الكساد الاقتصادي في أمريكا في عام 1929 الأمر عليهم, الرواية التي أخرجها جون فورد والتي حصل كاتبها على جائزة نوبل للأدب، منعتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1939، واعتبرتها مسيئة بأحداثها التي تدور بولاية كاليفورنيا, حيث صور شتاينبيك طبقة المعدمين، والطبقية التي ميزت المجتمع الأمريكي وتناقضه بين رفع شعارات كالمساواة والعدالة وبين الفقر الذي أودى بحياة الفقراء موتًا, ونافست مبيعات عناقيد الغضب روايات فوكنر وهمنجواي، وصنفت كأفضل رواية أمريكية حتى لفظ المجتمع الأمريكي شتاينبيك ثانية.
كفاحي

” كتاب كفاحي لهتلر يتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا بمكتبات تركيا”

مذكرات هتلر التي اعتبرها وزراء العدل في الولايات الألمانية مثالاً مخيفًا للكتابة التي تحتقر الإنسان، وأسوأ الكتب سمعة في التاريخ, وقد أصدروا قرارهم الثاني بحظر تداوله مع احتفاظ ولاية بافاريا المصادرة لجميع أملاك هتلر بحقوق نشره، والتي ستسقط عنها العام القادم لمرور سبعين عامًا على وفاة هتلر، ليصبح الكتاب المعادي للسامية ملكية عامة للشعب, الكتاب الذي نشر بألمانيا عام 1943، قبل حظره باع عشرة ملايين نسخة في عام واحد، كما أصبح اليوم الكتاب الإلكتروني الأكثر تحميلاً على الإنترنت بمقدار 100 ألف نسخة من عشرة طبعات باللغة الإنجليزية، والمتصدر لمبيعات موقع أمازون.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات