سيريا ديلي نيوز- د.فائز الصايغ
في الوقت الذي تراهن فيه الولايات المتحدة على تعثر الجهود العسكرية الروسية في سورية، وفي الوقت الذي تلعب فيه واشنطن الشطرنج السياسي مع الروسي الأكثر خبرة في لعبة الشطرنج في الغرف المغلقة ومع التابعين "الكومبارس" الغربيين والعرب، يحقق الروس إنجازات كبيرة في مواجهة الدواعش خصوصاً.. والإرهاب عموماً بعضه معلن رسمياً وبعضه لم يعلن عنه بعد..
الرهان.. واللعب.. والعبث الأميركي ليس جديداً على السياسة الأميركية التي تفتقد إلى الشفافية بمقدار ما تمتلك ناصية التآمر وتتقن ألاعيبها.
فالولايات المتحدة تدرك أن النجاحات العسكرية الروسية- السورية المشتركة تؤسس للعملية السياسة وتجعل الطريق إليها أكثر سهولة ذلك أن الإرهاب لا يفسح مجالاً للعمل السياسي، فهو له أجندة خاصة مرتبطة بالأميركي والخليجي، ولا أقول الأوروبي باعتباره من الكومبارس الذي يكمل المشهد لا يصنعه.. وخصوصاً بعد عام من تكوين التحالف الهجين وعام من الفشل، فلا العملية العسكرية الأميركية حققت أي تقدم ولا العملية السياسية شهدت النور. وهذا ليس جديداً ولا مستغرباً ذلك أن من مصلحة أميركا وإسرائيل استمرار النزيف السوري دماً واقتصاداً.. وهجرة وتدميراً، فالمشهد الراهن هو حصيلة لما خططت له أميركا وإسرائيل للنيل من سورية ودورها وحضورها وتاريخها وحضارتها.
لكن الأسطورة التي لم تكن في حسبان صنّاع القرارات في الغرف المغلقة والمظلمة هو صمود الشعب السوري طوال خمس سنوات من الاستهداف والحروب والاشتباكات مع نتاج أسفل المجتمعات في العالم كله وأقذر المال النفطي الخليجي "الشقيق" ومع أكثر نظريات السياسة انحطاطاً في التاريخ البشري الحديث وإصرار هذا الشعب العظيم على وحدة البلاد والعباد والتمسك بالقيادة السياسية عموماً وبشخص الرئيس بشار الأسد على وجه الخصوص.
هذا الصمود دفع الجميع إلى إعادة النظر في كثير من المواقف ومحاولة الالتفاف على الحقائق الناصعة التي عرّاها السوريون وقدموها إلى الرأي العام العالمي بمختلف الأساليب والوسائل.. وبدأ الجميع يعيدون حساباتهم بعد أن أدركوا على الرغم منهم أن الإرهاب وباء معدٍ وسريع التنقل بما يمكنه الوصول إليهم فيما بعد ولو بعد حين..
كل الذين تورطوا.. واستهدفوا سورية سيدفعون الثمن غالياً.. وقد تساقط بعضهم وغادروا المشهد السياسي.. بينما يتهاوى البعض الآخر تحت ضربات الحقائق الصارخة ونتاج الأخطاء الكبيرة والورطات التي غرقوا فيها.. ولا أريد المرور على وضع كل واحد منهم بالتحليل مما لا يتسع له المكان.. يكفي الإشارة هنا إلى التركي الذي تتلاطم أمواج السياسة عنده بين الانقسامات والصراعات السياسية وهو على أبواب الانتخابات المعادة والمسبقة والاعتراضية، فالولاءات تبدّت وأصبح من المؤكد أن مستقبل أردوغان راعي الإرهاب بات مصيره ومصير حزبه على المحك وخاصة أن أغلبية الشعب التركي وكل المعارضات تحمّله مسؤولية خلق الظروف التي هيأت للإرهاب العالمي أدواته وإمكاناته وطرق العبور بحيث أصبحت الجماعات الإرهابية تهدد سيدها في عقر داره.. بينما سورية تنهض نحو الانتصار الناجز.
سيريا ديلي نيوز
2015-11-02 20:28:16