أبرزت مؤسسة "TalentSmart" عددا من الوسائل التي يستخدمها الناجحون للسيطرة على مشاعرهم السلبية والحفاظ على رباطة جأشهم، فقد أجرت المؤسسة مسحاً شمل
أكثر من مليون شخص، ووجدت أن 90% من المتفوقين بينهم يتمتعون بمهارة إدارة مشاعرهم خلال أوقات الضغط النفسي من أجل الاحتفاظ بهدوئهم وقدرتهم على السيطرة على الموقف.
وقد كشف بحث منفصل لجامعة "كاليفورنيا" في "بيركلي" عن تنامي معدلات التوتر العصبي في العصر الحديث، ودعا لضرورة السيطرة على هذا التوتر، وأوضح أن التوتر في بدايته يدفع المخ لإنتاج خلايا جديدة مما ينشط الذاكرة لكن
استمراره لعدة دقائق يعوق المخ عن الاستمرار بتكوين تلك الخلايا مما يحد من القدرات الذهنية للشخص.
*نصائح للسيطرة على الانفعالات والاحتفاظ بالهدوء*
*01-* *الامتنان لما يتمتع به المرء*
تخصيص بعض الوقت يوميا للتفكير في كل ما يشعر المرء بالامتنان نحوه سواء من
أشخاص أو نجاحات أو ممتلكات... والخ يساعد على تحسين المزاج، ويؤدي لخفض
نسبة هرمون التوتر (كورتيزول) بنحو 23%، ووجد بحث جامعة "كاليفورنيا" أن
الأشخاص الذين يحرصون على زرع هذا الشعور بالامتنان يوميا يتمتعون بصحة
جسدية ونفسية أفضل ومستويات طاقة أعلى مما يسهم بنجاحهم، وعزى ذلك إلى
انخفاض معدلات "الكورتيزول" بالجسم.
*02-* *عدم الإسراف في التفكير في الاحتمالات*
يرى الخبراء أن أسئلة مثل "ماذا لو كذا وكذا...؟ " تلقي البنزين على
النيران" في أوقات التوتر والقلق، وتشتت انتباه الشخص في عدة اتجاهات
مختلفة، وتدفعه لاستغراق الوقت في التفكير في الاحتمالات مما يصرف تركيزه
عن محاولة السيطرة على قلقه، والهادئون يدركون ذلك جيدا فلا يحاولون الوقوع
في شرك سؤال "ماذا لو ...؟".
*03-* *الإيجابية*
عندما يصادف المرء توترا أو مزاجا سيئاً فعليه أن يحاول التفكير في أي حدث
إيجابي مهما كان صغيرا سواء كان هذا الحدث من الماضي أو منتظراً في
المستقبل، فذلك يساعد على تشتيت التركيز عن الأمور السلبية مما يخفف حدة
التوتر.
*04-* *الإنفصال المؤقت عن التكنولوجيا*
التطور التكنولوجي جعل الاتصال بين الأشخاص ممكنا في أي وقت من ساعات الليل
أو النهار، ولا يعطي ذلك فرصة للشخص للاسترخاء وتخفيف الضغط العصبي، فيُنصح
بإعطاء فرصة للانفصال عن مصدر الضغوط مثل غلق الهاتف الجوال والبريد
الإليكتروني من آن لآخر، ووجدت الأبحاث أن هذه الخطوات البسيطة تسهم بصورة
كبيرة في تخفيف التوتر.
*05-* *الحد من الكافايين*
تناول مشروبات "الكافايين" يعزز إفراز مادة "الأدرينالين" في الجسم التي
تعزز مستويات الطاقة لكنها على الجانب الآخر تقوض عملية التفكير المنطقي
وتنتج عن ردود فعل متسرعة، فهي تجعل المشاعر تسبق الأفعال، فلا يتمكن المرء
من السيطرة على هذه المشاعر.
*06-* *معدل كاف من النوم*
الحرص على النوم لوقت كافٍ من أهم العوامل في عملية الذكاء العاطفي والسيطرة
على مستويات التوتر، فالنوم يساعد المخ حرفيا على "إعادة الشحن"، فيستيقظ
الإنسان أكثر انتباها وقدرة على التفكير السليم، أما عدم أخذ قسط وافر من
النوم فيقلل نشاط الذاكرة والقدرة على التحكم بالنفس، ويدفع الشخص إلى
التوتر حتى لو لم يكن هناك سببا لذلك.
*07-* *تجنب أحاديث النفس السلبية*
يجب تجنب الأحاديث السلبية مع النفس، فالتفكير في الخواطر السلبية يزيد
قوتها ويحولها من مجرد أفكار إلى يقين واقعي في نفس الشخص، فتعويد النفس
على طرد الأفكار السلبية والتشاؤمية بمجرد ظهورها في مخيلة الشخص لا يسمح
لها بالسيطرة عليه، فيصبح مزاجه أفضل وقدرته على التحليل أكبر، ويجب أن
يدرب المرء نفسه على فصل الأوهام والمخاوف السلبية عن الحقائق الواقعية حتى
يخفف وطأة تلك الدائرة السلبية المرهقة.
*08-* *تغيير أسلوب التفكير*
يدرك الناجحون أنهم لا يملكون التحكم الكامل في الظروف السلبية من حولهم
مثل الازدحام المروري أو المديرين غير المتسامحين، لكنهم يستطيعون تغيير
أسلوب تفكيرهم الشخصي تجاه هذه السلبيات، فيدركون أنها جزء من الواقع عليهم
التعامل معه مما يجعل تأثيرها السلبي أقل حدة.
*09-التنفس العميق*
قد تبدو هذه الخطوة "تافهة" في أعين البعض، لكن على النقيض من ذلك فهي
تساعد بصورة مذهلة في تخفيف حدة التوتر التي يعاني منها الإنسان، ويُنصح
الشخص الذي يشعر بالقلق بالجلوس في مكان منفرد والتركيز على التنفس بعمق
لمدى دقيقتين (ما يوازي 20 نفسا) مع صرف جميع الأفكار الأخرى، وسيصاب
بالدهشة من النتيجة.
*10-استخدام نظام الدعم الشخصي*
ليس من المنطقي أن يحاول الشخص القيام بكل تفاصيل الأشياء بنفسه دون طلب
المساعدة، فكل إنسان لديه أشخاص داخل وخارج نطاق عمله يكونون على استعداد
لتقديم المساعدة في المواقف الصعبة إذا طُلب منهم ذلك، فعليه أن يحدد هؤلاء
الأشخاص بدقة ولا يتردد في اللجوء إليهم وقت الحاجة.
فمجرد الإدلاء لهؤلاء الأشخاص بالمخاوف والمنغصات التي يشعر بها المرء
سيحسن نفسيته ويقلل توتره، وفي بعض الأحيان قد يكون المستمع أكثر قدرة على
رؤية حلول غائبة عن الشخص نفسه لأنه غير مستغرق عاطفيا بالمشكلة، وسيحصل
صاحب المشكلة على ميزة إضافية من هذه الخطوة وهي تقوية روابطه مع الأشخاص
الذين يهتمون به ويقدرونه.
سيريا ديلي نيوز
2015-10-23 15:56:15