سيريا ديلي نيوز -زهور بيطار

مما يثير الجدل حقا في هذه الأيام هو الأسباب الكامنة وراء سير علاقاتنا الاجتماعية باتجاه خاطئ، والنزاعات الاجتماعية في العلاقة بين الأفراد ابتداءً من داخل الأسرة وانتهاءً بالمجتمع ككل. ومما اعتدنا على سماعه هو الحجة الأولى تحت مسمى( ضغوط الحياة والتكنولوجيا). غير أنه ليس بالضرورة أن تكون تلك هي حجج تسبب بإدارة دفة العلاقات نحو الجهة الخاطئة. بل على العكس، التكنولوجيا قصرت المسافات وأجازت عدة خيارات للتواصل، كما أن ضغوط الحياة والسعي وراء توفير حاجات المعيشة هي نشاط اعتيادي منذ خليقة البشرية يتناسب مع حجم المتطلبات لكل زمن.الحقيقة هي أن الإنسان نفسه هو المسؤول الأول والأخير عن مسير علاقاته نحو الخطأ أو الصح. فللأسف لازال البعض يفتقر للوعي بالمضمون الحقيقي لما داخله كما لدى الآخرين فيحيط نفسه بهالة من الخوف والحذر تحول دون تفاعله وانتماءه وتواصله مع الآخرين. يوضح ذلك العالم( ماكس فيبر) في تعريفه للتفاعل الاجتماعي على أنه: "السلوك الإنساني الذي يشتمل على الاتجاه الداخلي أو الخارجي والذي يكون معبرا عنه بواسطة الفعل أو الإحجام من الفعل...."، حيث أن المعنى الذي يفكر به الفرد ضمنيا هو من يخلق الفعل الذي يقوم به اجتماعيا بحسب المسميات والصفات اللتي يمنحها لكل شخص في حياته. وهذا بالضبط ما يقع في شركه بعض الأشخاص المتخاصمون مثلا حول سوء تفاهم، الخوف من المبادرة في مصالحة الأخر بسبب المعنى أو المكنون الخاطئ الذي يضمره الأول عن الشخص الأخر هو ما قد يتسبب بخلق الفتور فتتخذ العلاقة الشكل الخاطئ في مسيرها. وبالحديث عن( علم النفس الاجتماعي)فأنه يؤكد أن الإنسان هو المسؤول عن أي سلبية أو ايجابية يلقنها لعقله الباطن لتنعكس على العقل الواعي فيترجمها الأخير على هيئة أفكار تعبر عما في داخل الشخص كما عن الآخرين، تماما كمن يردد عبارات "الغدر كثير"،" الجميع أشرار"... الخ. الحقيقة الأخرى هي أن تلك المسميات موجودة أيضا منذ القدم فهي لم تقل أو تكثر بالفعل، لكن تردديك لتلك العبارات يظهر في تصرفاتك من خلال العلاقات فيجعلك عرضة لهواجس تقتنع بها حول الآخرين ولكن لا دلائل عليها على أرض الواقع. وأخيرا عزيزي القارئ، أنا لا ألغي بقولي هذا الحذر الواجب والحدود للعلاقات كافة.إلا أن ثقتك بنفسك و الفكر الايجابي بما ستؤول به إليك علاقاتك بالآخرين يخفف من وطأة الحدة والخوف التي تسببها لنفسك وتجنبك منازعات غير مجدية فلن تكون بذلك مضطر للسير بعلاقاتك باتجاه خاطئ إن لم يبادرك الطرف الأخر بسوء.بؤيثق

سيريا ديلي نيوز


التعليقات