من يعمل يخطئ.. ومن يركن في عتمة الليل ساكناً لا يخطئ… كل باحث.. كل كاتب.. كل مجتهد.. كل من يعمل هو عرضة للخطأ والمتتبع لما تطرحه دور النشر والمطابع على امتداد الوطن العربي ويدقق بين كتاب وآخر ومجلة وأخرى وصحيفة وصحيفة قد يكتشف أخطاء صغيرة أو أخطاء كبيرة قد يكتشف ما يمكن السكوت عنه وهذا ما ينطوي تحت عنوان الأخطاء المطبعية، والخطأ المطبعي مزعج يشوش القارئ ومؤلم عندما يجر الفاعل ومضحك عندما يقلب المعنى.
و قد يكتشف القارئ والمتابع أخطاء لا يمكن السكوت عنها، فلا بد أن يصرخ ملء صوته لماذا؟ لماذا؟ إضافة لذلك فهنالك في مسيرة الصحافة والصحفيين إضافة للأخطاء المطبعية، طرائف وهفوات ونكات صحفية، حتى إنه اشتهر في عالم الصحافة العديد من الصحفيين الساخرين.
الأخطاء المطبعية
الأخطاء المطبعية هي مشكلة المشاكل وعلة العلل بالنسبة للصحف والمجلات وعلى الرغم من أن هذه الأخطاء عند حدوثها ترفع ضغط المحررين والمسؤولين في الصحيفة أو المجلة إلا أن القارئ يتلقى هذه الأخطاء بكثير من اللوم والنقد وأحياناً كثيرة بالتجريح…. وهذه الأخطاء المطبعية قد تسبب في بعض الأحيان حدوث أزمات سياسية أو اقتصادية أو ثقافية…
كثيرون هم الذين يظنون أن العمل الصحفي من البساطة بأنه مثل أي عمل آخر، كثيرون الذين لا يدرون أن كل صفحة في أي مجلة أو صحيفة يدفع ثمنها كمية لا بأس بها من السهر والتعب والشقاء، حين يكون الآخرون في سبات عميق.. ومع ذلك ومادامت هنالك مطابع تدور وصحف تصدر سيظل الخطأ المطبعي قائماً يرافق عالم الصحافة.. والأخطاء المطبعية كانت وستبقى ملح الصحافة.
قرأت منذ فترة حادثة طريفة عن الأخطاء المطبعية تقول، نشرت صحيفة التايمز اللندنية الواسعة الانتشار والخبرة والتكنولوجيا الطباعية والمعلوماتية مقالاً مطولاً عن أحد القادة العسكريين من رتبة جنرال قتل في ساحة الحرب، ولكن منضد الحروف في الصحيفة أخطأ في إحدى العبارات فانقلب المقال رأساً على عقب، فقد أرادت التايمز أن تعدد مناقب هذا الجنرال وبأنه «القائد الذي تركت به المعارك آثاراً بليغة» فارتكب منضد الحروف الغلطة المطبعية إذ أنقص منها بعض الأحرف فأصبحت العبارة تعني: «القائد الذي يخاف المعارك ويخشاها» فلما احتج أهل القائد على هذه الغلطة الفادحة، اعتذرت الصحيفة وصححت العبارة، ووقعت في الخطأ أيضاً إذ صححتها على الشكل التالي: «القائد الذي تركت به الخمرة آثاراً بليغة»…
ومن الأخطاء المطبعية «القاتلة» أن صحيفة الأهرام المصرية، في نهاية السبعينيات من القرن الماضي أرادت «تغطية» نشاط وزيرة الشؤون الاجتماعية حكمت أبو زيد وهي أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في مصر عندما اختارها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أول وزيرة للشؤون الاجتماعية.
أراد المحرر القول إن الوزيرة تتجول في منطقة كفر الشيخ الواقعة في أقصى شمال مصر، ولكن بقدرة قادر أخطأ منضد الحروف فبدلاً من القول «تتجول» أصبحت «تتبول» فكان الخبر: «حكمت أبوزيد تتبول في كفر الشيخ».
وأيضاً صحيفة الأهرام المصرية أرادت القول: «عودة وزير الأوقاف» فكان منضد الحروف بالمرصاد ولكن من دون قصد فكتب «عورة وزير الأوقاف»!!!!
وليس حال صحيفة الأهرام المصرية أحسن حالاً من صحيفة أخبار اليوم المصرية.. فقد ارتكبت خطأ أدى إلى زوبعة قاسية في أرجاء «أخبار اليوم». ففي أحد أعداد صحيفة «أخبار اليوم» في عام 1960 ظهر خبر في الصفحة الأولى يقول: «مقتل السفاح عبد الناصر في باكستان»!؟ وكان أن صودرت أعداد الصحيفة من الأسواق وأتلفت، وراح ضحية هذا الخطأ المطبعي رؤوس كبيرة في الصحيفة.
والقصة أن خطأً فاصلاً بين العناوين- مقتل السفاح- «وهو مجرم عاث فساداً وقتلاً في ذاك الزمن بالقاهرة» والثاني «عبد الناصر في باكستان».. فسقط من بينهما سهوًا الفاصل، فأتى العنوان: «مقتل السفاح جمال عبد الناصر في الباكستان»!!!.
الجهل لدى بعض الإعلاميين
في أيامنا هذه حدث ولا حرج عن المطبات والأخطاء المطبعية وغير المطبعية و«الفزلكات» في وسائلنا الإعلامية، وخاصة الجهل أو عدم الدراية والثقافة… لدى بعض الإعلاميين، فهم يحاورون كاتباً ما أو فناناً أو سياسياً من دون أن يعرفوا من هذا المتحاور!؟
منذ أيام ذكرت فضائية mtv: «وقع الإعلاميّون في أخطاء كثيرة، معظمها لها صلة بالضغط الذي يواجهونه في عملهم، خصوصاً ما يتصل بالنقل المباشر، سواء عبر أثير المحطات التلفزيونيّة أو الإذاعات. وعادةً ما يكشف الإعلاميّون، في جلساتهم الخاصّة، عن الأخطاء التي يرتكبونها أو تلك التي يرتكبها زملاء يعملون في المؤسّسات الإعلاميّة نفسها، فتتحوّل إلى موضوع تندّر، ولو أن بعضها يوقع أصحابها، عند حدوثها، بوَرطة.
ومن الأخطاء اللافتة، التي تثير الضحك، تلك التي كشفها لنا زميلٌ يعمل في إحدى الإذاعات اللبنانيّة البارزة، ويملك خبرةً في المجالين الإعلامي والفنّي، بعيداً عن السياسة وشؤونها. وقد اضطرّ الزميل، بسبب مشاركته في إعداد برنامج يخصّص حلقات للشأن السياسي، للتواصل مع شخصيّة سياسيّة لها طابع قانوني لكي تتمّ استضافتها في البرنامج، فلجأ إلى محرّك البحث «غوغل» حيث عثر على اسم رئيس الحكومة السابق شفيق الوزان، ولكن بصفته قاضياً. لم يسبق للزميل أن سمع باسم شفيق الوزان الذي ترأس حكومتين في عهدَي الرئيسين الياس سركيس وأمين الجميّل، قادماً حينها من خارج «نادي» رؤساء الحكومة التقليديّين.
وعثر الزميل أيضاً على رقم هاتف باسم رئيس الحكومة الراحل، فاتصل على الرقم وبادر مجيبه: «مرحبا، فيي إحكي مع القاضي شفيق الوزان؟». صُدم الرجل الذي أجاب على الهاتف، وبعد أن سأل عن هويّة المتصل قال له: «أنا قريبه، ولكنّ شفيق الوزان توفّي». سأله الزميل «متفاجئاً»: «ومتى توفّي؟»، فأجابه: «منذ العام 1999»، أي منذ 16 عاماً».
في سورية
وهنا بَيْتُ الْقَصِيدِ، والسؤال الكبير المطروح أين إعلامنا الرسمي والخاص من كل ذلك؟؟
استعرضنا بعض الأخطاء والمطبات في عدد من البلدان ووسائل إعلامية مختلفة، فما حال صحفنا ووسائل إعلامنا في هذا المضمار؟
المتعارف عليه في الشارع السوري أن هنالك بعض العاملين في ساحة الإعلام السوري، ليس لهم ناقة أو جمل في الشأن الإعلامي، وكثيراً ما سمعنا عنهم أنهم نزلوا بالبرشوت!!!! والقول يقال إن أكثر من يعاني في هذا الشأن هو التلفزيون الرسمي، وقد يكون الحديث عن ذلك ذا شجون وآلام وضحك واستعجاب!!! في الصحافة الورقية والمرئية والمسموعة إلى مؤسسات الإعلام المختلفة، ولكن لن نخوض في الحديث عن شأن الأخطاء والعثرات والتجاوزات في إعلامنا بل نقول، هنالك زاوية أسبوعية في هذه الصحيفة «الوطن» اسمها «على الطالع والنازل» يكتبها على ما يبدو صحفي متمرس على بيَنة ومعرفة بخفايا إعلامنا، يكتبها بكل حيادية وجرأة، ولكنه أخفى اسمه!؟ لسبب نجهله، واكتفى بالقول يكتبها «عين».
ومن أراد الاطلاع على أخطائنا الإعلامية بشتى مجالاتها وأنواعها فما عليه سوى متابعه زاوية صحيفة «الوطن» ضمن الصفحات الثقافية «على الطالع والنازل» يكتبها عين. ولا أريد من أحد أن يدرك أنني أعمل دعاية لهذه الزاوية فأنا والله لا أعرف كاتبها وإنما أتابعها بانتظام وأسجل هنا أنني من مؤيديها والمعجبين بها.
وبعد
أخطاء مطبعية ومطبات إعلامية تعج بها الصحف والصحافة المرئية والمسموعة، ابتدأت منذ بداية المسيرة الصحفية وبقيت وستبقى، ما دام هنالك قلم يكتب ومطابع تدور، ونفوذ يهيمن على الوسائل الإعلامية! ولكن كما يقولون، خطأ عن خطأ يفرق، فهنالك أخطاء قاتلة تطول العديد من الرؤوس الإعلامية وأصحاب الشأن في المطبوعة أو أي وسيلة إعلامية، وقد يصل الأمر لأصغر محرر، وهنالك أخطاء تمر مرور الكرام وعفى الله عما مضى!!؟؟
سيريا ديلي نيوز - شمس الدين العجلاني – الوطن
2015-10-12 10:28:03