سيريا ديلي نيوز - خاص - كارولين خوكز
على الرغم من تحذيرات الحكومة الفرنسية قام الأب جورج آسادوريان بزيارة مدينة القامشلي
سيريا ديلي نيوز التقت بالأب جورج آسادوريان راعي كنيسة الأرمن الكاثوليك في باريس
و حول سؤالنا للأب حول سبب إصراره على زيارة سورية أجاب : السبب الأول هو حبي للوطن الذي نشأت
فيه كما كل السوريين وقد كانت زيارتي ليست للإطمئنان فقط على الأهل إنما على جميع أبناء بلدي
وقد تحدث لنا آسادوريان مبيناً مدى تأثره الكبير حين وصوله إلى سورية متجها من دمشق إلى
مدينة القامشلي بما لحق بسورية من خراب ودمار فقال : لحظة وصولي إلى مدينة القامشلي
التقطت صورة لي أمام اللائحة الموضوعة على مدخل المدينة كتب عليها / القامشلي ترحب بكم /
هذه العبارة التي تحمل معان ودلالات كبيرة في نفسي فهي مدينة الناس الطيبين والبسطاء في تعاملهم
وبمحبتهم وتعلقهم بالوطن وتعايشهم مع الواقع
وتابع آسادوريان قائلا" : خلال لقائي مع أبناء المدينة رأيت حبهم للوطن وتحديهم للظروف رأيت
التصميم والإرادة القوية والإبتسامة على وجوههم بالرغم من صعوبة الحياة التي سببتها الحرب
الطويلة والتي لم تستثنى أحدا" من شراستها وانعكاساتها السلبية على حياة الشعب السوري ككل
اجتماعياً" واقتصادياً"
وخلال تواجدي في القامشلي أحسست بالأمان ولم أشعر أبدا" بالخوف الذي حاول الإعلام
الخارجي زرعه في نفوس الناس حول الوضع السوري المتدهور إلى درجة الإنهيار كما لمست التعايش
مابين خليط مجتمع هذه المنطقة الذي تربينا عليه و الذي حافظ عليه أبناء هذه المدينة الطيبين
كما استطاعوا الحفاظ على استقرارها وأمنها
وهذا إنما بسبب المحبة التي تأصل عليها جميع أبناء هذا الوطن, المحبة التي يمتاز بها الشعب
السوري عن غيره من شعوب العالم إضافة إلى ميزة أخرى امتاز بها هذا الشعب وهي التعايش بين
مختلف الأديان والطوائف السورية
وقد تحدث الأب آسادوريان حول المصاعب التي اعترضته في زيارته لسورية فقال : كنت قد خططت لهذه
الزيارة منذ فترة ولكن تم تأجيلها عدة مرات من قبل المسؤولين الفرنسيين في باريس نتيجة
التضليل الإعلامي ولست أنكر بأنني كنت خائفا في البداية من قدومي الى سورية بسبب مايشاع
إعلاميا عن الوضع المشحون في سورية بأن أبناء بلدي منهارين وضعفاء لكنني أحمد الله فقد رأيت
شعبا " قويا" صامداً كما عرفته لم تهزهم لا الحروب ولا الأزمات
وعن دور السوريين المتواجدين في أوروبا ودور رجال الدين في التصدي لهذه المؤامرة الشرسة على
الشعب السوري قال الأب آسادوريان : كوني صحفي وعملت لفترة في إذاعة المحبة في الفاتيكان
استطعت تشكيل مجموعة في فرنسا تحت عنوان كريدو (CCREDO) للدفاع عن حقوق الشعوب وقد تشكلت هذه
المجموعة مع بداية الأزمة في سورية وهدفها مواجهة الإعلام الخارجي وتوجهه المشوه في تسليط
الضوء على الوضع في سورية بشكل بعيد عن الواقع ومختلف عنه تماما"
كما أشار الأب آسادوريان إلى سياسة فرنسا و موقفها من الشعب السوري والدولة السورية عموما" ومن
الرئيس بشار الاسد بشكل خاص كما قال : كنا دائما بالمرصاد
لكل تعليل خاطئ من قبل المسؤولين في فرنسا وتصحيح ذلك من خلال مواقفنا ومواجهتنا للمسؤولين
فيها بعدم قبولنا ورفضنا لأي تدخل خارجي في شؤون الشعب السوري فهو الوحيد الذي يمتلك حق
تقرير مصيره .
وأثناء حوارنا معه روى لنا الأب آسادوريان ماحصل في أحد إجتماعات وزيرة دفاع فرنسا خلال
حديثها عن سورية وانتقادها للنظام في سورية فرد آسادوريان فقال لها : كيف تتحدثين عن بلد لا تعلمين أي شيء عنه ولا
عن شعبه وما هي قيمة الوطن بالنسبة لهذا الشعب واذا كان رئيسنا ديكتاتوريا كما تزعمون فأنا
أقول بأننا نفضل هذا الدكتاتور الذي أحبنا وفتح مدارسنا وبنى بلدنا أكثر من ديمقراطياتكم
المزعومة التي حطمت كل القيم الإنسانية والأخلاقية
وتابع الأب آسادوريان قائلا" : بعد مرور خمس سنوات على هذه الحرب الظالمة و كل ما جرى في
سورية تبين للعالم بأن كل ماحدث مؤامرة كبيرة حيكت ضد سورية البلد المقاوم سورية التي
احتضنت جميع العرب من فلسطينيين لبنانيين
وعراقيين
وكان للأب آسادوريان عتب على الإعلام السوري بعدم وصول الخبر بلحظته كما وسائل الإعلام الأخرى
وتسائل قائلا" :هل سبب ذلك هو عدم وجود كفاءات إعلاميية في سورية يستطيعون القيام بذلك ؟ نحن
نتمنى كمواطنيين سوريين نقيم في بلاد الإغتراب أن نقرأ الأخبار وماذا يحدث في بلدنا عبر
إعلامنا وليس عن طريق وسائل الإعلام الأخرى ونحن لا نلقي اللوم العتب على أحد إنما نتمنى الأفضل
لبلدنا على جميع الأصعدة
وأشار الأب آسادوريان أنه من خلال خطاباته وحديثه في مجلس النواب والشيوخ أن سورية تعرضت
للمشاكل من النواب والوزراء وقال : كوني عضو في لجنة كريدو طلب مني الإجتماع مع الرئيس
الفرنسي السابق ساركوزي ورئيس وزراء فرنسا الأسبق فرنسوا بيون بعد عودتي من زيارة سورية لكي
انقل لهم الصورة عن سورية وقد لاحظت تغير نظرتهم لما يحدث في سورية ففي بداية الأزمة كانوا
يرفضون الحديث أو الإستماع إلينا واليوم نتيجة مواقفنا تجاه بلدنا هم يتوددون إلينا
ويطالبون لقائنا
وأثناء زيارة أربعة وزراء فرنسيين سورية بينهم رئيس لجنة الصداقة السورية الفرنسية
تحدثت اليه وقلت له : إذا لم تسطيع قول الحقيقة فمن الأفضل أن تستقيل
أيضا كان لي لقاءات مع نواب ووزراء وقد التقيت أيضا مع رئيس فرنسا الحالي هولاند في لقاء للأرمن
على العشاء بمناسبة الدفاع عن القضية الأرمنية وخاطبته قائلا : متى سيتغير موقفكم وسياساتكم
من سورية ؟فكان رده ابتسامة فقط
في النهاية كان الأب آسادوريان متفائلاً بمستقبل سورية وقال: حبنا لهذا الوطن فوق كل شيء
وبلدنا سوف تعود متعافية صحيحة
وأشار أيضا" إلى رغبته في زيارة سورية مرات أخرى
سيريا ديلي نيوز - كارولين خوكز
2015-09-15 09:35:28