أكد وزير الاعلام عمران الزعبي أن الدولة السورية منفتحة على كل خطوة إلى الأمام تسهم في مواجهة الارهاب وإطلاق مسار العمل السياسي للوصول إلى جملة الحلول السياسية في كل السياقات موضحا “أن الدولة السورية والمواطن السوري الآن الأكثر مرونة في الاستماع والإصغاء والنقاش لكل الأفكار وفي الوقت نفسه الأكثر صلابة وشدة وإرادة في قضية مواجهة الارهاب ومواجهة محاولات المس بكيان الدولة الأرض والشعب والوحدة الوطنية والجغرافيا”.
وقال الزعبي في مقابلة مع قناة “المنار” اللبنانية الليلة: “لا معنى ولا قيمة لبيان جنيف وكل المبادرات والجهود التي بذلت ويمكن أن تبذل في المستقبل عندما تمس السيادة الوطنية.. ونحن شركاء في أي مسار سياسي يحترم ثوابت محددة” مؤكدا أن الشعب السوري هو الذي يقرر من يحكمه ويقوده وأن العملية السياسية يجب أن تتم كما ورد في بيان جنيف بقيادة سورية وبالتوافق ويجب أن تكون أولوياتها محاربة الارهاب.
وحول التصريحات الروسية الأخيرة فيما يخص الأزمة في سورية قال الزعبي: “إن الحكومة الروسية تدعم بيان جنيف 1 وجهود المبعوث الدولي إلى سورية وفي الوقت نفسه المسار السياسي” مشيرا إلى أن موسكو 1 وموسكو 2 عقدا من أجل فتح حوار ومحاولة خلق أفكار مشتركة وقاعدة من الأفكار المتوافق عليها لا أكثر ولا أقل وهذه جهود مهمة وبارزة جدا والحكومة السورية تهتم بها بكل جدية.
وبين الزعبي أنه عندما يتحدث وزير خارجية النظام السعودي في أي منبر في العالم ويقول انه ليس هناك حل سياسي بوجود الرئيس الأسد فهذا الكلام يصلح لمسرحية كوميدية وهو سقط بفعل الثبات والصمود السوري وبفعل انكشاف وتعرية وفضح الأدوار التخريبية والإرهابية لأنظمة سياسية فالعالم لم يعد الآن يوجه انتقاداته واتهاماته الكاذبة والسيئة لسورية كما كان يفعل في البداية.
وقال الزعبي: إنه “لا يوجد الآن دبلوماسية سعودية ولا سياسة خارجية سعودية مستقلة تعبر عن موقع السعودية العربي أو الإسلامي أو الخليجي بل يوجد انعكاس وصدى لسياسات غربية” لافتا إلى أن “اللقاءات الروسية السعودية هي جزء من الجهود الروسية للخروج من حالة الحرب على سورية للذهاب باتجاه الحلول لإطلاق المسار السياسي وفتح الأبواب من أجل النقاش وتقليب وجهات النظر والمسألة لا تتعدى ذلك ولا نريد أن نبني أحلاما وآمالا وتصورات على هذه العقول الرديئة”.
وبخصوص ما يطرح على الاعلام من مبادرات وأي أقربها إلى السوريين أكد الزعبي أن الأقرب هي المبادئ الوطنية وأي عمل يحفظ السيادة على كامل التراب السوري دون شبر واحد خارج حدود الدولة السورية واي عمل يحفظ الوحدة الوطنية ويحقق المصالحة الوطنية الشاملة عبر جملة المصالحات المحلية وأي عمل يواجه الارهاب كأولوية وطرد الارهابيين ومحاسبتهم وأي عمل يعيد أو يسهم في إعادة بناء الإعمار في مواجهة التداعيات الاجتماعية للحرب.. الآن الدولة السورية وعقل المواطن السوري منصرفان كليا في هذا الاتجاه.
وأمل الزعبي ان تكون هذه التصورات موجودة في قوى المعارضة مشيرا إلى أن هناك من ينفذ اجندات خارجية حتى هذه اللحظة على حساب الوطن السوري والدولة السورية مضيفا.. إن كل عمل الان ضد الدولة هو عمل ضد الناس والعكس صحيح.
ورأى وزير الاعلام انه لا يوجد هناك بنيان أو كيان يسمى المعارضة السورية بل هناك كيانات اسمها المعارضة السورية وهي غير متطابقة في الآراء فيما بينها متسائلا.. كيف يمكن ممارسة العمل السياسي مع مجموعات على هذا النحو من العقلية والذهنية.
وبين الزعبي أنه لا يوجد هناك شيء اسمه معارضة معتدلة أو متطرفة فالمعارضة البناءة هي معارضة تأتي إلى حوار بنية الوصول إلى قواسم مشتركة تنقذ الوطن وتحافظ على سيادة الدولة وكيانها وتوءمن بأن الارهاب خطر يتهددنا جميعا وأنه أولوية يجب أن نقاتله وهذا لا يعني ألا نبدأ بالعمل على أولويات أخرى إذا كانت لدينا.
وأوضح الزعبي أن ما حدث في سورية ما كان ليحدث لولا الغطاء والدعم الأمريكي السياسي لافتا إلى أنه لا السعودية ولا تركيا قادرتان على التصرف بمفردهما متسائلا في هذا الشأن.. هل توجد لدينا قناعات بأن هناك قرارات في بعض الدول العربية هي قرارات مستقلة وحرة وسيدة.
وأشار الزعبي الى ان المسار السياسي ينطلق عندما توافق تركيا والسعودية وقطر والأردن ودول أخرى على ضبط حدودها وتمنع دخول الارهاب والسلاح والتمويل وعندما تذهب جهودها أكثر للالتزام بالقرارات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب.. في تلك اللحظة نستطيع القول إننا خطونا خطوة أولى لإطلاق عملية مكافحة الإرهاب وهي أولوية وعندها يمكن الحديث عن الكثير من التفاصيل التي تتعلق بالمسار السياسي الذي هو جملة الحلول السياسية.
وحول المساعدات العسكرية الروسية إلى سورية قال الزعبي.. إن العلاقة السورية الروسية بما فيها السياق العسكري هي علاقات قديمة موضحا انه ليس هناك قوات روسية ولا عمل روسي عسكري على الأرض السورية برا ولا بحرا ولا جوا.
وحول قضية السوريين المهاجرين أو الهجرة إلى أوروبا أو دول اخرى بين وزير الاعلام أنها “واحدة من ابرز التداعيات الاجتماعية والانسانية للارهاب الذي يضرب سورية والذي تسانده دول معروفة عربيا او دول الجوار او بعض الدول الاوروبية وفي مقدمتها فرنسا”.
وقال الزعبي.. يرسلون الينا الارهابيين القتلة المتخلفين في مجتمعاتهم ويأخذون ويجذبون اليهم الكوادر والعقول المبدعة واليد العاملة الفنية الماهرة لافتا إلى أن هذه ليست قصة عبثية بل مشروع متكامل عنوانه تفريغ هذه المجتمعات من طاقاتها وكوادرها ومبدعيها وتحويلها الى مجتمعات غربية بأجور متدنية حسب الشهادة والاختصاص وارسال القتلة الى مجتمعاتنا ثم ضرب هذه الدول عبر التحالفات العسكرية الدولية وتدميرها وتدمير بناها التحتية في عمل متناغم مع عمل المنظمات الارهابية التي تدمر الاثار والمصانع وكل البنى التحتية.
وأوضح الزعبي أن هناك ايضا عشرات الاف اللاجئين من دول كثيرة غير ان هناك محاولة للتركيز فقط على حاملي الجنسية السورية من اجل التوظيف السياسي بأوسع نطاق ممكن لهذه المسألة مؤكدا أن “هذه القضية بالدرجة الاولى هي انسانية اخلاقية وهي من نتاج هذه التداعيات.. هؤلاء هم هاربون من الارهاب لن يعودوا الا بعد ان يتأكدوا من ان الدولة السورية واصدقاءها والمجتمع الدولي استطاعوا ان يتصدوا لهذا الارهاب او يقضوا عليه”.
ولفت الزعبي إلى أن الإعلام الغربي يحاول ان يسلط الضوء جزئيا على /داعش/ من اجل ان يخفي سلوك تنظيمات أخرى أو أن يظهرها بمظهر المعتدل كما يجربون مع بعض مجموعات “جبهة النصرة” أيضا في بعض المناطق وليس في كل المناطق.
وأكد وزير الاعلام ان النظام السعودي مسؤول مسؤولية مباشرة عن مأساة السوريين في سورية والذين يذهبون إلى أوروبا مشيرا إلى أن من يرسل السلاح الكيميائي والذخائر والارهابيين ويدفع لهم رواتب وأجورا لن يستقبل لاجئين سوريين مذكرا بأن هذا النظام لا يسمح منذ خمس سنوات للسوريين بالذهاب لاداء فريضة الحج.
وتعليقا على أحداث السويداء أشار الزعبي إلى وطنية أهالي المدينة وأنهم وبالتعاون مع الدولة قاموا باعتقال المسؤول عن هذه الاحداث وبعض الإرهابيين الآخرين مضيفا.. إن “السويداء تجاوزت الفتنة”.
ورأى الزعبي أن الحرب على سورية تدخل في مراحلها الأخيرة ليس بالمعنى الزمني فقط وإنما بالمعنى السياسي لأن ملامح ما حدث في سورية وطبيعة ما يحدث هي التي اصبحت واضحة لأن حجم التضليل الذي كان موجودا انتهى مشيرا إلى أنه عندما نستطيع وضع هذه الصورة الواضحة وتنجلي الحقيقة ويزول الغبار ومحاولات التعمية السياسية والميدانية عندها يمكن الحديث بمنطق سياسي آخر مختلف عنوانه خصمنا هو الارهاب.
سيريا ديلي نيوز - سانا
2015-09-08 08:05:29