تشهد سورية موجة حر لم تتعرض لها منذ سنوات تترافق مع رطوبة مرتفعة مما يزيد الإحساس بالحرارة وأجواء سديمية سببت أمس بانعدام الرؤية في محافظتي السويداء ودرعا.
وقال رئيس مركز التنبؤ في مديرية الأرصاد الجوية رضوان الأحمد إن موجة الحر التي تشهدها سورية ناجمة عن تقدم المنخفض الموسمي الهندي السطحي المترافق بتيارات جنوبية غربية شبه مدارية في طبقات الجو العليا.
وبحسب ما أوردت وكالة "سانا "ذكر الأحمد في تصريح أن ذروة الموجة اليوم الاثنين ويوما الثلاثاء والأربعاء حيث من الممكن أن تصل الحرارة بدمشق إلى 43 درجة مئوية وفي المنطقة الشرقية والجزيرة إلى 47 درجة.
وأشار الأحمد أن ما يميز هذه الموجة ترافقها مع رطوبة نسبية مرتفعة في المناطق الجنوبية والوسطى والساحلية ما يؤدي إلى الإحساس المتزايد بالحرارة فعندما تترافق درجة الحرارة 43 مع رطوبة مرتفعة تعطي إحساسا أنها تصل إلى 50 درجة.
وتستمر موجة الحر حسب الأحمد إلى منتصف آب الجاري رغم تراجعها بعد العاشر منه لكن تبقى درجات الحرارة أعلى من معدلاتها لمثل هذه الفترة من السنة.
وبين رئيس مركز التنبؤ إن البلاد تتأثر أيضا بأجواء سديمية تسببت بانعدام رؤية في السويداء ودرعا ومن المتوقع أن تستمر لثلاثة أيام قادمة بسبب وجود المرتفع شبه المداري الذي يعمل على حبس العوالق والملوثات في الطبقات القريبة من سطح الأرض.
ولفت الأحمد إلى أن الأجواء السديمية تترافق أيضا مع تقدم كتل هوائية رطبة وغيوم ركامية تتحرك على أطراف المرتفع الشبه مداري قادمة من منطقة البحر الأحمر باتجاه بلاد الشام ما يجعل الفرصة مهيأة لهطل زخات من المطر على المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية والمرتفعات الغربية والقلمون خلال الأيام الثلاثة القادمة وذلك بسبب التسخين الزائد والعوامل المحلية.
ونتيجة للأجواء السائدة تحذر مديرية الأرصاد الجوية من التعرض المباشر لأشعة الشمس ولا سيما في فترة الظهيرة حيث تكون الأشعة عمودية ودرجات الحرارة أعلى ما يمكن وتدعو للإكثار من السوائل لتعويض المفقود بالتعرق وعدم خروج مرضى الربو والتحسس إلا للضرورة.
وبالنسبة للمزارعين ينصح الأحمد بزيادة عدد الريات ولا سيما في فترة الليل لتعويض التبخر الشديد نتيجة الحرارة الزائدة مع العلم أن شهر آب من الأشهر الحارة ويشهد بشكل طبيعي ودائم موجات حر لكنها تختلف من عام لآخر حسب المدة ونسبة الرطوبة المرافقة مشيرا إلى أن موجة الحر ضرورية لبعض أنواع المزروعات كالكرمة والتين.
وتأتي موجة الحر هذا العام مع ساعات تقنين كهرباء طويلة جراء الاعتداءات الإرهابية المتواصلة على خطوط الغاز ما يشكل تحديا أكبر أمام المواطنين ولا سيما الأطفال والمسنين وتقول مها من سكان دمشق انها تخرج لتسوق حاجاتها المنزلية في ساعات الصباح الباكر وتعود فورا للبيت وتمنع أطفالها الثلاثة من الخروج خوفا عليهم من الحر فيما اضطر سعيد عامل بناء للتغيب عن عمله مدة يومين كونه يتطلب منه البقاء في الخارج تحت أشعة الشمس.
وتسببت الأحوال الجوية السائدة بنحو 16 حريقا في محافظة السويداء خلال يوم الاثنين والأحد وأوضح قائد فوج إطفاء السويداء نايف الشعار أن الفوج تمكن من إخماد 12 حريقا في منطقة الكوم والكفر والأصلحة وحيي المقوس وطربيه بمدينة السويداء ووسط المدينة وقرى الرحا والقريا وعريقا وبلدة قنوات وعرا وجنوب مدافن السويداء مبينا أن الأضرار اقتصرت على الأعشاب اليابسة وبعض الأشجار الحراجية المثمرة كالزيتون والكرمة وعلى مساحات متفاوتة.
وبين آمر زمرة إطفاء صلخد علاء عماد أنهم تمكنوا من إخماد 4 حرائق في سهوة الخضر ومدينة صلخد والقريا وبين قريتي ذيبين وأم الرمان.
واشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي مع موجة الحر بمئات التعليقات والصور التي تعكس مزاج السوريين وطرق تلقيهم للأحداث الطارئة عموما فاعتذر البعض من العاصفة زينة وتحسر على برودتها فيما رأى آخرون أن هناك من غير موقع سورية على خارطة العالم ووضعها على خط الاستواء.
سيريا ديلي نيوز
2015-08-04 06:18:09