توأم.. ابتسامتهما في البيت كانت فرحاً، وتصرفاتهما وحركاتهما تشغل البيت بأكمله. محمد وكريم فرح أمهما وقلبها الكبير الذي أبى إلا أن يزرع الحب والفرح في أرجاء الوطن الذي نسي الفرح نتيجة الإرهاب التكفيري الذي زرع الموت والحزن في كل مكان حلّ فيه انطلاقاً من بيتهم الصغير إلى وطنهم الكبير سورية.
ودّعا والدتهما ضاحكين مرفوعي الرأس كشموخ قاسيون صلباً.. قالت أمهما وهي مبتسمة والقلب يرتجف من الداخل خوفاً على فلذة كبدها (الله ييسرلكن يا أمي .. بدي ياكن أبطال وترفعو راسي وتكونو عون لرفقاتكن وتخلصونا من الإرهاب. بلدنا بحاجتنا كلنا وسورية أم الكل بتستاهل).
شدّ محمد على يد أمه وقبّل رأسها وقال لها "ادعي لنا يا أمي"، حملا حقيبتيهما وودعاها وذهبا ملتحقين بكتيبتهما العسكرية، حملا سلاحيهما ونزلا إلى أرض المعركة قاتلا وأصيبا عدّة مرات واستشهد كريم... وبقي إيمان محمد بالنصر والحق قوياً ودعاء أمه وذكرى أخيه الشهيد كانت تقويه ولم تمنعه إصاباته المتكررة من العودة إلى أرض المعارك بل استمرّ بعزم أكبر من قبل، وقلب أمه يدعو له في كل ثانية بالنصر والعودة إليها سالماً لتراه عريساً يعم الفرح قلبه وقلبها.
بعودة محمد إلى البيت يعود الفرح. ابتسمت أم محمد وهي تخبرنا الحكاية بيوم عرسه، عرس الفرح عرس النصر عرس البطل محمد وأخ الشهيد كريم الذي فاجأ أمه ببطاقة دعوة لحضور العرس الذي أقامته سيريتل بالتعاون مع وزارة السياحة لمجموعة من الشباب من ذوي شهداء الجيش والقوات المسلحة وقال لها هذا الشيء ليس بجديد على سيريتل فقد تعودنا على مدى قربها من الناس وعطائها فلا تبخل بأي شيء ممكن أن تقدّمه لنا حيث تقوم بدعم السوريين جميعاً وخاصة أسر الشهداء، وعرس اليوم استمرار لمسيرة الحياة والحب والأمل بنصر قادم بأمل كبير ويبدأ الدرب "ع الحلوة والمرة" لنعيشه سوا.
سيريا ديلي نيوز
2015-08-04 05:14:09