اليوم هو 25 تموز 2015 ونحن في اليوم الثاني و الأخير من المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري( دمشق 24-25/تموز/2015) و الذي ينعقد برعاية الرئيس العربي المقاوم السيد الدكتور بشَّار حافظ الأسد , و يشارك في هذا المؤتمر أكثر  130 شخصية إعلامية محلية وعربية وأجنبية من روسيا والصين وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان ومصر ولبنان والعراق والجزائر والمغرب والبحرين والأردن والسودان والسعودية وتونس وقبرص وبريطانيا وألمانيا والكويت.

ويتضمن المؤتمر نقاشاً جدِّياً حول دور الإعلام الوطني والصديق والمعادي في سياق الخطاب السياسي والفكري والعمل الإخباري والميداني, وتتركز محاور المؤتمر أيضاً حول ضرورة تشكيل تحالف إقليمي ودولي لمواجهة الإرهاب ودور الإعلام في الحروب الراهنة وتشكل العالم الجديد وأهمية الإعلام في العمل الميداني والعسكري وتحقيق رؤية مستقبلية لدور الإعلام خلال المرحلة القادمة.

 و قبل صدور البيان الأخير للمؤتمر و الأكيد بأنه سيكون هاماً للمرحلة المقبلة في المواجهة .

  لنا كلمة يجب أن نقولها :

إن هذا المؤتمر يأتي بعد دخول الحرب الظالمة على سورية عامها الخامس من الصمود السوري عسكرياً و إعلامياً مع قِلّة قليلة من الأخوة و الأصدقاء الداعمين لموقف سورية ,  شهدت خلالها الحرب على سورية أقصى درجات الكذب و الخداع للمشاهد العربي و العالمي و انطلت أكاذيب إعلام المحور المعادي على الغالبية العظمى من المشاهد العربي على مساحة الوطن العربي , عبر شيطنة الدولة السورية و تصويرها على أنها تقتل شعبها , و شيطنة الجيش العربي السوري هذا الجيش العقائدي الذي كان و على مدار أعوام العدوان الأمل و الرجاء لكل مواطن سوري لتخليصه من شرور هذه العصابات المسلحة التي جنَّدتها أجهزة الاستخبارات الاستعمارية و موَّلتها خزائن الوهابية في محميات الخليج .

فشكراً لأصدقائنا الذين وقفوا معنا منذ تعرُّض سورية للعدوان, و على رأسهم إيران و روسيا و الصين و أشقائنا في المقاومة اللبنانية ,  و الشكر أيضاً للعدد القليل من وسائل الإعلام المقاومة التي وقفت معنا كقناة المنار و الميادين في مرحلة لاحقة .

الشكر لكل وسائل إعلامنا الوطني و الرحمة لشهداء هذا الإعلام

إن كان لنا من كلمة شكر لإعلامنا الوطني بكافة مستوياته العام و الخاص من فضائيات و مطبوعات والنشر الالكتروني  و كل من دافع عن سورية على مواقع التواصل الاجتماعي و الذين استطاعوا إيصال الصورة الحقيقية للوضع في سورية إلى كل متابعي وسائل الإعلام في العالم .

الإعلام و الحرب

الأكيد بأن الإعلام  هو ذراع قوية للحرب التي تخوضها أطراف المؤامرة العالمية ضد سورية وقد جنَّدت لها محطات كانت لفترة قصيرة تتمتع بالمصداقية عند المواطن العربي و العالمي.

 وغني عن التعريف بأن هذه المحطات تتمتع بإمكانات مادية وبشرية هائلة , مما أهلها للعب الدور الرئيسي في سقوط دول كثيرة بدءاً بالثورة البرتقالية في أوكرانيا وقرغيزستان  وصولاً إلى تونس و مصر وليبيا و اليمن .

خصوصية التجربة السورية

في سورية , القضية مختلفة ,  وليست شوفينية,  إنما لاختلاف المعطيات التي أدت لنجاحهم في الدول السابقة و عدم توفر هذه المعطيات  في سورية , و أهمها كما أعتقد الالتفاف الجماهيري الكبير و الكاسح حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد و هو الأمر الذي أظهرته استطلاعات المراكز العالمية المتخصصة بهذا الشأن , والأمر الآخر و الهام أيضاً فهو الوضع الاقتصادي و الثقافي الذي يتمتع به الإنسان السوري ,  فالخدمات التي تقدمها الدولة رغم شح الإمكانات تعتبر كبيرة قياساً للدول الأخرى ,  فالرعاية الصحية المجانية المعمول بها في سورية  هي حلم للمواطن الأمريكي و الأوربي ,   و التعليم المجاني الذي مكَّن الشرائح الاجتماعية الفقيرة من تعليم أبنائها هو أيضاً حلم لتلك الدول و التي تعاني من ارتفاعات متزايدة في تكاليف التعليم يضاف إلى هذه الظروف التي تجعل من سوريا دولة مختلفة.

أمراً آخر جدير بالعناية و الاهتمام ,  وهو الدعم الحكومي لحاجات المواطن الرئيسية كالخبز و السكر و الأرز و المازوت  وخدمات النقل العام و غيرها من الأمور التي تخفف من أعباء الحياة , و أخيراً أمر  تجدر الإشارة إليه ,  و له الخصوصية السورية هو أن النظام في سورية,  ملبٍ لحاجات الجماهير ويندمج معها في مقاومة العدو الصهيوني و محاربة الاستعمار بأشكاله المختلفة , مما يجعل هذا النظام مندمجاً فعلياً في تطلعات الجماهير إلى الحرية و العدالة و الاستقلال . 
أما عن نجاح التجربة السورية في التصدي للمؤسسات الإعلامية  الضخمة التي تم استخدامها ضد سورية و التي فاقت العشرات إن لم نقل المئات  و باعتقادي أيضاً.. فكيف حدث ذلك ؟ 
الحكمة السورية في إدارة الأزمة و خصوصاً ما يتعلق بالتغطية الإعلامية الخارجية .
كنت ولا زلت على  ثقة ,  بأن سورية كانت و لا زالت قادرة على تعطيل البث الفضائي عن شرق المتوسط بالكامل , و لكنها لم تفعل ,  و سمحت للمواطن السوري  و منذ بداية العدوان على سورية بتلقي أخبار  محطات سفك الدم السوري كالجزيرة و أخواتها , و عملت في ذات الوقت على تعرية ما تبثه تلك المحطات و كشف كذبهم عبر برنامج واحد كمثال هو برنامج التضليل الإعلامي الذي قدمته قناة الدنيا الفضائية  و الذي أصبح من أكثر البرامج المشاهدة في الوطن العربي , و حقق نجاحاً منقطع النظير, اضطر إدارات المؤسسات الإعلامية العالمية الشريكة في المؤامرة على سورية  إلى عقد اجتماعات طارئة,  يحضرها كل المشرفين على هذه المحطات في موعد بث هذا البرنامج ,  ليعرفوا كم كشف السوريون من أكاذيبهم وفيديوهاتهم المزورة  , والتي لم تنطل على المواطن السوري كما انطلت على غيره .

 و قناة الدنيا ,  بإمكاناتها المادية و البشرية  قياساً لتلك المحطات استطاعت  عبر مساهمة المواطن السوري بتقديم المساعدة لهذه القناة و أعني المساعدة الإعلامية , من الانتصار المؤزر  على تلك القنوات و كشف كذبها وأيضاً يجب أن أخص الجيش السوري الالكتروني بالشكر و كل الناشطين على شبكة الانترنيت, هذا النجاح الذي مقومه الأساسي حب الوطن و الدفاع عنه  وضع هذه القناة على قائمة العقوبات الأمريكية و الأوربية في  تلك البلدان التي تدعي الحرية و الرأي الآخر و حقوق الإنسان.

المهم في نجاح مقاومة الحرب الإعلامية على سورية ,  هو أن هذا الإعلام الذي ساهمت به كل القنوات الوطنية و لا أخص قناة الدنيا الفضائية و أيضاً المواقع الالكترونية و الوسائل المطبوعة و المسموعة ,   مما ساهم في رفع وعي المواطن السوري خاصة  و العربي عامة ,  و في إسقاط مصداقية  الجزيرة و أخواتها وكشف أكاذيبهم ,  مما أسقطها فعلياً في عيون السوريين وقلوبهم , بدون إسقاطها عن شاشاتهم و جعلتها  مادة للسخرية و التندُّر من قبل هذا  المواطن  السوري و العربي عامة .

 و أعتقد بأنكم توافقونني بأن هذا الخيار هو الأسلم من منع وصول بث الجزيرة و إظهارها بمظهر الضحية,  بدلاً من ظهورها بمظهر المجرم .

و يأتي اليوم المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري في دمشق ليتوج التجربة الإعلامية المقاومة للإعلام السوري  و تقديمها لأشقائنا العرب الذين بدأت النار تندلع في بيادرهم و الذين بشكل أكيد نرجو لهم السلامة و لن تأخذنا ردَّات الفعل تجاه الشُذَّاذ من أبناء هذه الدول الذين انجرفوا في تيار الإرهاب التكفيري ضد الدولة السورية لأن تأخذنا ردَّات الفعل لأن نحرف مسارنا العربي القومي و سنبقى كسوريين السند الحقيقي لكل أخوتنا العرب و سيبقى عزالدين القسَّام حاضراً وجول جمال راكباً طوربيده  للدفاع عن عروبة مصر و سيبقى صلاح الدين مُسرِجاً خيوله لتحرير فلسطين .

 

سيرياديلي نيوز - يونس أحمد الناصر


التعليقات