وقد يؤوّل بعض من يصطادون في المياه العكرة كلامنا هذا ويفسّره بأننا نشبّهها بـ"داعش" –لا سمح الله- فنرد عليه قائلين "نعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ومن كل مفسّر لئيم!

على كل حال فمنذ حوالي العقد والنصف من الزمان يلعب على خشبة مسرح هذه المديرية لاعبون لا تجمع بينهم أية صلة سوى "صلة وصل" المصالح والتوجّه الواحد الأوحد الذي لا يشركون معه شيئاً آخر... أما "الآخر" بالنسبة إليهم فليس إلا عدوّاً متربّصاً بعبقريتهم "الفذّة" ونهجهم "القويم"  وحكمتهم البالغة مبالغ العظماء وغيرتهم المنقطعة النظير على وطن الأوطان وخشيتهم من مؤامرات إخراجه من مصاف الدول(...)طالما أن أولئك اللاعبين يعتبرون أن الغرب أبوهم وفرنسا أمهم الرؤوم!

يعتقدون –بموجب أن أحدهم وُلد في باريس أو نال جنسيتها، أو أنه -أو أباه- نال وسام الاستعمار (التائب على أبواب دمشق في سنة الاستقلال)- يعتقدون أنهم أبناء منجزات "فولتير" و"جان جاك روسو" و"ماري أنطوانيت"...يعتقدون أنهم بقية الحلم الفرنسي وورثته الشرعيون بعد أن اعترفت جمهورية فرنسا بالجمهورية العربية السورية جمهوريةً مستقلةً من الانتداب والاحتلال وكل مظاهره البشعة...

يعتقدون كل ذلك ويديرون بالتناوب (على مبدأ التيار المتناوب، وحاشى وكلا أن نتهمهم بالتيار) يديرون مديريةً أهم مهمة لها هي حماية الهوية السورية...

وهكذا...لا تنتهي فضائح أحدهم في الإدارة إلا بعد أن يكون قد هيّأ البديل المنسوخ طبق الأصل له وعنه...أما إذا عاجلته القضية قبل تحضير البديل فثمة من يقوم بتلك المهمة عنه...وعنه –رضي الله عنه-  تؤخذ كل الأفكار ويُستكمل النهج وتستمر مسيرتهم جميعاً.

ومنذ سنوات لا يذهب مسؤول في الآثار قبل أن يأتي –أو يُأتى بمثله-... ولا نجد أنفسنا هنا مضطرين لذكر الأسماء بسبب قلتها..فهم قلة قليلة تلعب بالكثرة الكثيرة، والكثرة هنا نقصد بها وطناً بأكمله يعاني مما وقّعوا عليه، علماً أن حبر أحدث ما وقّعوا عليه ووقَعوا فيه لم يجف بعد وكأنه دم ضحية يأبى أن يُهرق أو يراق بسبب الظلم الشديد.

أخبارٌ متطايرة متناثرة قد تنبئنا بانتهاء صلاحية فضائح مديرٍ في الآثار، وإلباس ثوبه المغسول بمسحوق "التغيير"، المرنّخ بـ"النيلة الزرقاء"، المبيَّض بمستحضرات تبييض الوجه والسمعة والسيرة لشخص معه لا يعدو كونه رذاذاً من آثار عطسه وحبلاً من حبال صوته وقرناً من قرون استشعاره للوضع، وناباً من أنياب نهشه للمصلحة العامة...لذا وجب التنويه وتسليط الضوء على ولمن لا زال يعتقد أنه في عتمة هذه المؤسسة ولا أحد يراه، أو يظن أنه تحصّن بحصانة الفارّين المنتهية أدوارهم في قاعة رحيلٍ فاخرة الأثاث...وكل عيد فطر وأنتم بخير يا سادة وزارة الثقافة! 

 

 

 

سيرياديلي نيوز - خاص - سليمان أمين


التعليقات