الأزمة المالية التي يعيشها العالم حاليًا خصوصًا أزمة اليونان وديونها لم تكن هي الأولى من نوعها، بل إن هناك العشرات من الأزمات المالية التي ضربت العالم سواء بشكل إقليمي أو عالمي.
أزمة الديون الأوروبية

ويطلق عليها اسم أزمة منطقة اليورو.

بدأت هذه الأزمة منذ عام 2009م والتي ضربت عددًا من دول منطقة اليورو.

هذه الدول كانت اليونان والبرتغال وأيرلندا وإسبانيا وقبرص.

هذه الدول لم تتمكن من إعادة دفع أو إعادة تمويل الدين الحكومي الخاص بها أو أنها لم تتمكن من إنقاذ مديونيات البنوك الخاصة بها دون مساعدة من طرف ثالث مثل صندوق النقد الدولي وأو صندوق الإنقاذ الأوروبي أو البنك المركزي الأوروبي.

اليونان أصبحت أولى الدول المتقدمة التي لم تتمكن من دفع أحد أقساط ديونها عام 2015م لصالح صندوق النقد الدولي حتى وصل الأمر إلى مخاوف من إعلان الإفلاس.

الكساد الروسي الكبير

عبارة عن أزمة ضربت الأسواق المالية الروسية بالإضافة لحالة من الكساد الاقتصادي.

نشأت هذه الأزمة نتيجة تزايد المخاوف في أعقاب الحرب الروسية مع جورجيا هذا بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط الأورالي الثقيل بنسبة أكثر من 70%.

اندلعت هذه الأزمة أواخر عام 2008م حيث انخفضت الأسواق الروسية وفقدت الأسهم الروسية حوالي مليار دولار من قيمتها.

في عام 2009م عادت الأسواق للانتعاش تدريجيًا وتمكنت من استعادة نصف خسائرها السابقة.
فقاعة الإسكان الأمريكية

كانت فقاعة اقتصادية أثرت على أجزاء كبيرة من سوق الإسكان في الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه الأزمة ضربت أكثر من نصف الولايات الأمريكية عام 2006م.

أدت هذه الفقاعة إلى حدوث أزمة في الائتمان مما أدى لاحقًا إلى الركود الذي شهدته الأسواق الأمريكية بين عامي 2007 – 2009م.

فقاعة الإنترنت

ويطلق عليها اسم فقاعة (دوت كوم).

هي أزمة اقتصادية امتدت في الفترة بين عامي 1997 – 2000م.

في هذه الأزمة نمت أسواق البورصة في الدول الصناعية بشكل ملحوظ فيما يتعلق بالصناعات الخاصة بالإنترنت.

هذه الفترة تميزت بنشأة العديد من الشركات المعتمدة على شبكة الإنترنت حيث اعتقدت هذه الشركات أنها ستحقق أرباحًا كبيرة لمجرد إضافة مقطع دوت كوم.

موقع (pets.com) كان المثال الأبرز لفشل هذا النوع من الشركات. الموقع تأسس عام 1998م وانهار عام 2000م حيث كان الهدف منه الحصول على حصة من إجمالي 24 مليار دولار ينفقها الأمريكان على حيواناتهم الأليفة.

لكن الموقع لم ينتبه إلى هامش الربح الضعيف (4%) فيما يتعلق بمستلزمات الحيوانات الأليفة، وعلى الرغم من ارتفاع أسهم الشركة بشكل كبير جدًا نتيجة الحملة التسويقية الضخمة التي قامت بها من أجل علامتها التجارية فإن الأرباح القادمة لم تكن تغطي مصاريف الإعلانات فانهارت وأغلق الموقع.


الكساد الأرجنتيني العظيم

حدث بين عامي 1998 – 2002م.

نشأت هذه الأزمة كرد فعل على الأزمتين الماليتين في روسيا والبرازيل.

تسببت هذه الأزمة في اندلاع أعمال شغب وارتفاع معدلات البطالة مما أدى في النهاية لسقوط الحكومة والتخلف عن سداد الديون الخارجية.

انكمش الاقتصاد الأرجنتيني في هذه الفترة بنسبة 28% كما وصلت نسبة الفقر بين الأرجنتينيين إلى 50%.

من الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة كان النظام الديكتاتوري العسكري الذي حكم البلاد وتسبب في حدوث أزمات اقتصادية كبيرة خصوصًا بين عامي 1976 – 1983م.

الإثنين الأسود

يشير هذا المصطلح إلى يوم الإثنين 19 أكتوبر عام 1987م.

في هذا اليوم انهارت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم وفقدت جزءًا كبيرًا من قيمتها خلال وقت قصير جدًا.

البداية كانت مع سوق أسهم هونغ كونغ ثم انتقل إلى الأسواق الأوروبية ثم وصل إلى الولايات المتحدة.

من أشهر التفسيرات المتعلقة بهذه الأزمة كان أنها رد فعل على التغطيات التأمينية التي يتطلبها بيع البرامج الخاصة بالحاسوب.

من الأسباب الأخرى كان هناك تجارة البرامج والسيولة والمغالاة.

أزمة أسعار أوبك

بدأت هذه الأزمة في أكتوبر عام 1973م عندما أعلنت الدول العربية المصدرة للنفط والأعضاء في منظمة أوبك بالإضافة لكل من مصر وتونس وسوريا عن حظر بيعهم للنفط.

في نهاية هذا الحظر عام 1974م كان سعر النفط فد ارتفع بنسبة 3 دولار للبرميل ليصل سعر برميل النفط إلى 12 دولار.

كان لهذه الأزمة العديد من من الآثار قصيرة وطويلة الأجل على السياسة العالمية والاقتصاد العالمي.

هذا الحظر من الدول العربية جاء كرد فعل على تدخل الولايات المتحدة في حرب أكتوبر 1973م بجانب إسرائيل عبر إرسال مختلف أنواع السلاح.

قامت هذه الدول بوقف تصدير النفط إلى كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا واليابان وكندا.

خلقت هذه الأزمة شرخًا داخل حلف شمال الأطلسي حيث سعت عدد من الدول إلى النأي بأنفسها عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

هذه الأزمة كان لها دور رئيسي في انتهاء الحرب بين مصر وإسرائيل وتمكُن المصريين من استعادة سيناء.

الكساد الكبير

عبارة عن أزمة اقتصادية ضربت العالم منذ عام 1929م مرورًا بفترة الثلاثينات والأربعينات.

هي أكبر وأشهر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين ويضرب بها المثل لما يمكن أن يحدث خلال القرن الحادي والعشرين.

البداية كانت من الولايات المتحدة الأمريكية عندما انهارت سوق الأسهم الأمريكية يوم 29 أكتوبر فيما يعرف بالثلاثاء الأسود.

الأزمة طالت جميع الدول تقريبًا سواء غنية أو فقيرة وانخفضت التجارة العالمية بنسبة ما بين النصف إلى الثلثين.

انخفض أيضًا متوسط دخل الفرد وقلت عائدات الضرائب وانخفضت الأرباح.

كانت المدن المعتمدة على الصناعات الثقيلة هي الأكثر تأثرًا بهذه الأزمة كما توقفت أعمال البناء في معظم الدول وانخفضت أسعار المحاصيل الخاصة بالمزارعين بحوالي 60% من قيمتها.

في هذا الوقت عانى أكثر من خمس أطفال الولايات المتحدة من سوء التغذية كما كانت هناك عائلات بأكملها تنام في أكواخ من الكرتون.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات