أكد المحلل السياسي السوري حسام شعيب إن مقابلة أميركا للمواقف الإيرانية المرنة خلال المفاوضات النووية بتذبذب وتقلب واضح في الطروحات يأتي تلبية للمطالب الإسرائيلية في المفاوضات، ومحاولة لإقحام الشروط الإسرائيلية على النص النهائي للاتفاق، وهذا يؤكد على أن القول بأن أمريكا قوة عظمى وقادرة على إدارة الملفات الساخنة في العالم كذبة كبيرة.

و أوضح شعيب إن المساعي الأمريكية الحثيثة لطمأنة إسرائيل على وجودها من خلال محاولة إقحام شرط اعتراف الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو السبب الأساس في عرقلة مسار المفاوضات، ويتزامن ذلك مع تجديد الاتحاد الأوروبي لعقوباته المفروضة ظلماً على إيران ليكون العالم الغربي واضح التوجهات وثابت على علاقته الملتزمة بأمن الكيان الإسرائيلي، لكن الرد الإيراني المباشر على هذه الشروط جاء من شوارع المدن الإيرانية بمسيرات مليونية خرجت للتأكيد على إن الحكومة الإيرانية ملتزمة بالقضية الفلسطينية من خلال إحياء اليوم العالمي للقدس الأمر الذي يضع الولايات المتحدة الأمريكية أمام حقيقة كبرى مفادها، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يمكن أن تعترف بالكيان المحتل، ولا يمكن أن تتخلى عن مشروعها المقاوم.
ولفت المحلل السوري إلى أن المسيرات التي خرجت في كل المدن المقاومة اليوم، جاءت كدليل من محور المقاومة على إن الضغوط لن تنفع، وإن كان العالم يخوض حرب تفاوضية مع الحكومة الإيرانية من خلال الملف النووي، وعلى سوريا من خلال الميليشيات التكفيرية، فإن الردود الواضحة والصريحة من الشعوب المقاومة تعطي إيران خيار قوة بالذهاب إلى وقف المفاوضات العقيمة في حال استمرت المماطلة مع استخدام التهديدات والعقوبات ضد إيران، فالغرب يجب أن يعي بعد هذه التجربة الطويلة أن إيران لا يمكن تهديدها لا بالخيار العسكري ولا بالعقوبات الاقتصادية، مشيراً إلى أن دولة كالجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من تحقيق تقدم علمي وعسكري برغم العقوبات لن يضيرها بقاء هذه العقوبات مدة زمنية أطول، حتى الوصول إلى اتفاق نووي لا ينتقص من سيادتها.
وختم شعيب حديثه بالتأكيد على إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتخلى عن مبادئها مقابل الإضرار بحلفائها والتخلي عن القضية الفلسطينية مقابل الحصول على مكتسبات قد تمنح لها في ملفها النووي، فمثل هذا التصرف مرفوض من قبل الشعب الإيراني قبل الحكومة في طهران.

سيرياديلي نيوز- وكالات


التعليقات