سيريا ديلي نيوز - د.فائز الصايغ
ارتفعت وتيرة التحليلات وبخاصة منها ما يهدف إلى التشكيك بالأصدقاء والحلفاء الذين أدركوا الحقيقة قبل غيرهم، ووقفوا إلى جانب السوريين في وقت اجتمعت فيه أكثر من مئة دولة فيما أطلق عليه أصدقاء سورية في باريس.
التشكيك اليوم بالموقف الروسي بعد التشكيك في الموقف الإيراني من قبل على خلفية الزيارات المتبادلة بين الجانبين ومحاولة السعودية تطبيق مفاهيم المال على مفاهيم المبادئ.
المحاولة ليست هي الأولى من نوعها ولا من أهدافها، وهي إذ تشير إلى أن الوضع الداخلي والخارجي السعودي يشكو من انكسارات وإحباطات تحاول السعودية ببريق المال لا ببريق السياسة ترميمه، وخصوصاً أن مجموعة 5 + 1 مع إيران تواصل تذليل عقبات التفاهم أمام المسألة النووية الإيرانية، فيما لم يكن في مضامين اجتماع قمة الدول الخليجية مع الرئيس أوباما في كامب ديفيد أي ملامح لعمل مشترك جدي لا في إطار ضمان أمن السعودية ومعها الخليج، ولا في إطار وضع الولايات المتحدة الأميركية في خنادق السعودية، لا في مواجهة إيران، ولا في مواجهة الوضع في اليمن فيما بعد، على خلفية الثقافة السعودية المنتشرة هذه الأيام، والتي تجد من يسوّقها في بلدان الوطن العربي وبعض العالم.. إن المال سلاح قادر وهو أمضى عند بعض النفوس وفي بعض الأحيان من السلاح والعقيدة والمبادئ والقناعات.
بين الثلاثي والتعارض في الموقفين السعودي والروسي على مرّ الزمن كانت المبادئ هي الناظمة للثنائيات الروسية مع الجميع.. أما مع السعودية، فالروسي كما يبدو أكثر حذراً وأكثر تصميماً، لأنه يدرك أن السعودية لا تملك في السياسة ما تعطي ولا تستطيع أن تضع مع الروس قواعد جديدة ومعاصرة للتعاطي السياسي، فالتابع لا يمكن أن يكون سيداً وبخاصة إذا كان التابع يقبع تحت عباءة العدو التقليدي لروسيا اليوم، وللاتحاد السوفييتي من قبل، وهو يدرك أن اللاعب الأساسي الأميركي والذي يحاول العبث في الأمن القومي الروسي يزج معه التابعين له وإمكاناتهم كاملة في المعركة التي يخوضها.
لهذا يكون الروسي مرناً في أغلب الأحيان وبخاصة مع الذين يملكون قرارهم الوطني المستقل، ويحاور في حدود المطلوب وتحت سقف المبادئ المتوارثة من التاريخ الروسي والسوفييتي العريق، ومن التاريخ الروسي الراهن، وفي نفس الوقت يكون حذراً ومتوجساً من التابعين وفي مقدمتهم في الآونة الأخيرة السعودية المتورطة في اليمن، وتريد من أي جهة في هذا العالم أن تمدّ لها اليد للخروج من هذا المأزق الذي هو ورطة أميركية بامتياز.
العلاقات الروسية السعودية قديمة العهد، فقد كان الاتحاد السوفييتي من أوائل الذين اعترفوا بالمملكة يوم كان اسمها مملكة الحجاز وسلطنة نجد وملحقاتها عام 1926، يوم كانت السعودية تستورد الكوريسين من روسيا، وتستدين منها ما يطعم شعبها.
روسيا اليوم أكثر غنى من السعودية، وأعرق شعباً وأرضاً ودولة ومؤسسات، والموازين عندها موازين مبادئية أخلاقية عقائدية تفتقدها السعودية، لهذا السبب وغيره من آلاف الأسباب، توقفوا عن التشكيك، لأنه من اختصاص أبواق السعودية ومن باعوا أنفسهم لسياساتها الحمقاء.
سيريا ديلي نيوز
2015-06-29 22:23:52