كشفت صحيفة “الجمهورية” عن خط جديد يُستخدم لتهريب السيارات المسروقة من لبنان نحو الاراضي السورية لصالح الجماعات المسلحة.

وقالت الصحيفة ان السرقات شهد إنخفاضاً محدوداً في الآونة الأخيرة حيث شهدت السرقات حتى الشهر الجاري «416 بينما سُرقت 541 سيارة في الفترة نفسها من العام الماضي، أيْ بانخفاض بلغ 125 سيارة».

وتكشف «الجمهورية» وفق معلومات أمنية عن خطّ التهريب الجديد البديل عن خط عرسال- بريتال- يبرود، وهو خطّ الهرمل- القُصير، حيث يستخدمه السارقون لتصدير غنائمهم.

وفي التفاصيل، وجدت العصابات في معابر الهرمل طريقاً سالكاً لعملها، إذ يشحنون السيارات في الجبال الوعرة ويمرّون خصوصاً في معبر وادي فيسان ويصلون الى بلدة القُصير السوريّة، فهذه المنطقة بعيدة من مراقبة الدولة التي لا تستطيع أن تضع كلّ 10 أمتار مركز مراقبة، فيما لا يستطيع «حزب الله» ضبط هذه المنطقة الوعرة والكبيرة جغرافياً.

وبعد وصول السيارة المسروقة الى القُصير، تتصل العصابات بأصحابها وتطالبهم بدفع مبلغ مالي لتسليمها، وعندها يتعرّض أصحاب هذه السيارات للسلب على الطريق من العصابات نفسها، علماً أنّ بعضهم خاطر بالذهاب الى القُصير واستردَّ سيارته بعد معاناة كبيرة.

يَغيب «بارون» وتفرز العصابات «بارونات» جُدداً، فـ»أبو عبدو» كان يُمسك سوق تصدير السيارات المسروقة في يبرود، وبعد المعارك بات مصيره مجهولاً والأرجح أنّه إنضمّ الى تنظيم «داعش»، فحضر «بارون» آخر في القُصير.

وعلمت «الجمهورية» أنه يُدعى رضا يونس، وهو سوريّ الجنسية، إمتهن السرقة منذ زمن طويل، وكان موجوداً في السوق. وبما أنّ المَثَل يقول «مصائب قوم عند قوم فوائد»، إستفاد يونس من توقّف عمل «أبو عبدو» ونَسَج علاقات مع عصابات بريتال وأمّن لها سوق التصدير، أو مكاناً تضع فيه سيّاراتها ريثما تتمّ المقايضة مع أصحابها.

وبما أنّ الاحداث السورية تتلاحق بعد سقوط المناطق الحدودية مع الاردن وسوريا في يد «داعش» و»النصرة»، فتّش تجار السيارات المسروقة عن سوق جديد بديل عن الخليج وهاتين الدولتين، وبالتالي نسجوا علاقات وفق ما تذكر معلومات أمنية متابعة لهذا الملفّ مع تجّار أتراك، فأصبحت وجهة السيارات المسروقة تركيا وجمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق في أوروبا الشرقية.

وتتخوّف المراجع الامنية من أن تنشط حركة السرقة مجدّداً، خصوصاً أنَّ التفجيرات قد تراجعت والبيئة الحاضنة للعصابات قد تعود عن تحفّظاتها، هذه التحفّظات التي ساعدت في فترات سابقة مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية في قوى الامن الداخلي في القبض عليها، كما أنّ إطلاق البعض وبرمجة العصابات عملها وفق خط التهريب الجديد وانفتاح سوق التصدير نحو تركيا يُعطي دفعاً لعصابات بريتال وحلفائها لمعاودة عملهم.

خصوصاً أنّ عمليات الرصد لمكتب جرائم السيارات مستمرّة، لكنّ العصابات أدخلت تقنيات جديدة على عملها، وإستخدمت «الواتساب» وشكَّلت مجموعات تُحذّر بعضها بعضاً كلّما شعرت بحركة أو مداهمة قريبة من بريتال، وهذا ما حصل مع المطلوب (أحمد س) الّذي استطاع المكتب الإطّلاع على حركة اتصالاته ورسائله ما سرّع التنفيذ.

في وقتٍ تقبض القوى الأمنية على بعض العصابات، تنشط عصاباتٌ أخرى مُحاوِلَة ضرب أمن المواطن والأمن القومي من خلال التفجيرات وإهتزاز إستقرار المجتمع، وطالما أنّ الحرب السورية مستمرّة، فمن الصعب ضبط الفلتان، بل أقصى ما يمكن فعله هو التخفيف من وطأته.

سيرياديلي نيوز


التعليقات