منذ مدة ، ألقي القبض في كراتشي على شعيب أحمد شيخ، المدير التنفيذي لشركة Axact للبرمجيات، مع أربعة من معاونيه بتهم النصب والاحتيال الإلكتروني ومخالفة قانون الجرائم الإلكترونية وتبييض الأموال. وعُثر خلال تفتيش موجودات الشركة على مستودع يحوي آلاف الشهادات الفارغة لجامعات وهمية، بما فيها جامعة نيكسون.التي عملت على الاحتيال على الطلاب من أجل الحصول على المال لقاء شهادات لا قيمة لها.
إذ توقّفت وظائف الدردشة على تلك المواقع الإلكترونيّة التي كانت تسعى لجذب الطلاب لدفع المال من أجل الحصول على منح لا قيمة لها، ولم يعد أحد يردّ على أرقام الهواتف المدرجة على تلك المواقع.
فقبل بضع أسابيع، نشرت صحيفة نيويورك تايمز نتائج تحقيقها الصحفي والذي جرى في وقتٍ لاحق وبشكلٍ مستقل . حيث كشفت الصحيفة عن شركة باكستانيّة تدعى Axact  تدير حوالي 370 موقعاً أكاديميّاً وهميّاً – يتضمّن جامعات، ومدارس ثانويّة، ومنظّمات إعتماد.
تقول صحيفة التايمز إنّ الأشخاص الذين يقفون وراء شركة Axact، تمتّعوا بإستحقاقات موظّفين تتضمّن بركة سباحة في الشركة ويختاً. وتشير تقديرات خبراء احتيال إلى أنّ شبكة Axact  كانت تجني ملايين الدولارات شهريّاً.
إعلان منظّمة الإعتماد على الصفحة الرئيسيّة لموقع صحيفة نيويورك تايمز قبل أسابيع فقط من إجراء التحقيق.
حدّدت صحيفة نيويورك تايمز الشركة التي يبدو أنّها خلقت الشبكة.
وما أن نُشر تحقيق النيويورك تايمز، حتّى داهم محقّقون باكستانيّون مكاتب شركة Axact  في كراتشي واعتقلوا مدير الشركة، شعيب أحمد شيخ – وهو رجل معروف ومؤثّر في باكستان. ويعتبر شيخ أيضاً مالكاً لمجموعة BOL  الإعلاميّة في باكستان، والتي تتضمّن محطّة أخبار تلفازيّة ومجلاّت مطبوعة.
في مقابلة شخصيّة عام 2013، وصفته صحيفة النيوزويك بـ”المحقّ تماما” Axactly right – في محاكاة لإسم شركته Axact، و”الرجل الذي يقف خلف ثاني أكبر وسيلة إعلاميّة في باكستان.”
منذ إعتقاله، تمّ إعتقال مدراء تنفيذّيين آخرين والتحقيق معهم من قبل السلطات الباكستانيّة واستقال العديد من الصحافيّين من الجناح الإعلامي لشركة شيخ.
وقالت شركة Axact، في عدّة بيانات مكتوبة، إنّ مزاعم صحيفة نيويورك تايمز لا أساس لها من الصحّة وتسعى للتشهير.

هذه الجامعات الوهمية موجّهة خصيصاً للعالم العربي، حيث كشفت سجلات الشركة الباكستانية عن قيام أحد السعوديين بدفع مبلغ يصل إلى 400 ألف دولار مليون و500 ألف ريال مقابل الحصول على درجات عليا وهمية والشهادات المرتبطة بها من مدارس وجامعات أمريكية، وهناك أشخاص من مصر دفعوا 12 ألف دولار مقابل الحصول على شهادات دكتوراه في الهندسة من جامعات كجامعة نيكسون وجميعها شهادات تم صنعها وطباعتها بطريقة بالغة الدقة يصعب كشفها.
من جهةأخرى بينت سريفاستافا، التي تحمل شهادة الدكتوراه في إدارة الجودة من جامعة ميدتاون، رداً على سؤال أحد الصحافيين حول التقرير الذي نشرته  النيويورك تايمز حول  تقديم شهادات وهمية على الإنترنت أن أكثر من 3000 شخص في دول مجلس التعاون الخليجي فقط حصلوا على شهادات جامعية من شركة Axact.
 بعض الأمثلة:
    – المملكة العربية السعودية: المدير العام في شركة خدمات رعاية صحية.
    – الإمارات العربية المتحدة: مدير المدرسة في مدرسة خاصة دولية في أبو ظبي.
    – قطر: رئيس جودة المشروع في شركة قطر غاز.
    – الكويت: مشرف على سلامة موقع.
    – البحرين: نائب المدير العام لبنك إسلامي.

فضيحة جامعات "أكساكت" ستطويها الأيام، كما طوت قبلها فضائح جامعات وهمية أخرى زيّنت شهاداتها جدران مكاتب الكثير من الدكاترة الوهميين الذين استمروا في عملهم كأن شيئاً لم يحدث، حتى أصبحنا نجد أجيالاً متعاقبة من "الوهميين" الذين عرفوا قواعد اللعبة ودخلوا تجارة الزيف والخداع بدعم منقطع النظير من وسائل الإعلام العربية. من دون شك، الخاسر الوحيد في هذه اللعبة الجهنمية هو المواطن العربي البسيط الذي ما زال مبهوراً بظاهر الأمور من ألقاب ومسميّات.

سيريا ديلي نيوز - متابعات


التعليقات