لاتنفك الإمتحانات إلى يومنا هذا أيام استنفار تام بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ، فهي تشكل حالة ترقب وتوتر لكل المعنيين بها وأول هؤلاء هو الطالب ومن ثم أسرته ثم القائمين عليها من مدرسين ومراقبين ومدراء مراكز امتحانية فهي مرحلة حاسمة وفاصلة تخول الطالب أو الطالبة الدخول إلى الجامعة والإنتقال إلى مرحلة أكثر استقرارا وثباتا بما يعنى بمستقبله وهي المرحلة النهائية للمدرسة والتي يكون الطالب قد اجتاز فيها اثنا عشر صفا دراسيا بدءا من مرحلة التأسيس أو المرحلة الإبتدائية مرورا بالمرحلة الإعدادية وانتهاء بالمرحلة الثانوية والتي تنتهي أيضا بالثالث الثانوي المكون من فصلين دراسيين كليهما مهمان ولكن لإمتحان الفصل الثاني الحكم والفصل في النتيجة تشكل "البكالوريا" سنة مصيرية في حياة الطالب ومستقبله ولهذا فهي في نظر الكثيرين شبح مرعب يزورهم في نومهم ويشكل هاجسا وقلقا لا يفارقهم ، وهي في الوقت نفسه فرصة لطلاب آخرين لإثبات جدارتهم وتفوقهم...ولكن الإثبات في هذه المرة ممهور باعتراف رسمي بجدارة هذا الطالب وتفوقه كثيرون من ينظرون إلى هذه المرحلة أنها حصيلة دراسة العام الأخير من الثانوية اي الثالث الثانوي ولكنها في الحقيقة أبعد من هذا بكثير..فهي نتاج دراسة عامين متتاليين هما الأول الثانوي والثاني الثانوي اللذين يعدان تأسيا للعام الثالث فيأتي هذا العام ويلخص دراسة هذين العامين ويوسع في نطاق المعلومات والكتب الدراسية وكأن هذين العامين كانا فترة تحضيرية له هذا الأمر لايبدو واضحا لطلابنا أو بمعنى أصح نحن لم نرشدهم إلى ذلك فللأهل والمدرسين دور كبير في مرور الطالب بهذا الإمتحان وطريقة استعداده له وتعامله معه فلنقف قليلا على الحياد ولنسأل أنفسنا : لولا توجيهات من أهلنا ومدرسينا ومن يهتمون لأمرنا...أكنا سنصل إلى مانحن عليه الآن؟؟ أكنا سنجتاز هذا الإمتحان بيسر وسهولة ؟ طبعا لا إذا فلنضع أنفسنا موقع هذا الطالب ولو يوم واحد ونستذكر ماكان يقلقنا حينها...ماكنا بحاجة له ...ماالذي كان له عظيم الأثر فينا خلال تلك المرحلة ولنمارس هذه الأدوار مع طلابنا وأبنائنا ولنكن لهم عونا ومرشدا بجدارة وحينها نكةن قد هيئنا لهم أول أسباب النجاح ويبقى السبب الثاني وهو دراستهم واجتهادهم .

سيرياديلي نيوز-مادلين جليس


التعليقات