السلفية بمعزل عن تعريفاتها التي آلفناها من خلال الحركات الدينية المتطرفة هي اقتداء الخلف بالسلف والسير على نهجه أيا كان نهج السلف وبدون ان تناقش سياسات السلف و نتائجها انما بطريقة التطبيق الاعمى .. والسلفية الادارية هي ادارة المؤسسة القطاعية او غير القطاعية وفقاً الى ابجدية واحدة كررها السلف فحفظها الخلف اي ان الاداء الاداري القطاعي بمجمله محكوم بعدة قواعد ( شفهية متل التلمودغير مكتوبة طبعاً ) اتفق عليها أغلب اصحاب المناصب وايقنوا بضرورة تنفيذها في اليوم الاول لتوليهم المنصب الجديد في اي مستوى اداري متقدم  في سورية الحبيبة وعادة ما تكون هذه القواعد جزء ً من ميكافيلية ادارية  سورية دونكيشوتية يحاول تبنيها الموظف في منصبه الجديد، اعتذر عن كلمة الموظف فالمسؤولين في بلادي لا يحبذون هذا المسمى الوظيفي الذي يدعى (موظف عام وخاصة اذا كان مؤهل عاليا ) بل نحن الشعب موظفون بدون مخصصات ولا اجور لدى سيادة وفخامة ومعالي وجناب حضرة السيد المسؤول.

بعض من جوانب سياسات السلفية الادارية (التقليد الأعمى) التي يعمل عليها  بعض المسؤولين او اصحاب المناصب في بلادي :
*النيل من كل سياسات وانجازات واجراءات السلف ايا كان اذا كان خارج المنظومة الحزبية للخلف   اوحتى لوكان من نفس الحزب الاكبرحزبنا الكبير العلماني الجدير
*اشاعة الخلف فكرة ان العصر المظلم السابق قد ولى وانقشع وبزغ فجر عصر جديد الا ان الواقع يقول ان كل عصورنا مظلمة
*الاغداق على الكوادر الادارية بالوعود والوعيد
*الذهاب الى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج  / طبعا قبل منع آل سعود السوريين من اداء الفريضة / ( طبعاً بدون قرعة) لا لتطهير النفس من ذنوب وشوائب الايام انما لكسب لفظ (حجي) فهو اكثر تأثيرا في نفوس السامعين لما له من ايحاء بورع وتقوى صاحب هذا اللقب وما أكثر الورعين في بلاد تتربع على عرش الفساد الاداري في كل احصائيات العالم
*تزيين المكتب الخاص بفخامة المسؤول بأثاث ( سوبر في اي بي هاي بلس ايكسترا ديلوكس) لفرض الفخامة والهيبة والوقار بفخامة الأثاث لا بضخامة الانجاز وكم من ( أبله وعبيط ) جلس والتاج فوقه الا انه لم يحميه من قانون البقاء للأفضل ..فتاج الملك لا يحميه من الصداع

*جلب طاقم عمل (موثوق به) من خارج المؤسسة التي تولاها الخلف ان امكن واستبدال طاقم العمل ( غير الموثوق به ) وكأن من جلس قبله كان يعمل لجمهورية الدومنيكان لا للجمهورية العربية السورية
*انشاء مكتبة ضخمة تحوي مئات الكتب المذهبة والمتسلسلة (كتب للديكور فقط) واغلبها طبعاً كتب دينية وعلمية في ايحاء منه للاخرين بتبحر سيادته في المعرفة واطلاعه على كل العلوم والتخصصات وحبه الشديد للقراءة عندما تزوره تشعر وكأنك في دار شكسبير او مكتب فولتير
*تجهيز مجموعة من الابواق الاعلامية لتزيين منجزات المرحلة القادمة والنيل من مكتسبات المرحلة السابقة من خلال انشاء صفحات محبي الاستاذ .. ومؤيدي الاستاذ .. وتتميز هذه الابواق بأنها عادة ما تلقي صاحبها الى التهلكة تحت شعار ( فوت بيها وعالزلم خليها)
*يختار السيد  المسؤول حمايته الشخصية من اخوته واقاربه وابناء عمومته وكأنه يتصرف وفق الى مفهوم القبيلة وثقافة (حزام الظهر- الزير سالم وبطيحان انموذجاً/ خشية ان يغير عليه ابناء قبيلة اخرى فيحتمي بأرحامه في ايحاء منه بأنه لا وجود لمؤسسة امنية سورية خاصة معنية بحماية كبار موظفي الدولة وهو عكس ما موجود
*الاجتهاد للحصول على شهادات وجوائز ودروع تملأ ارجاء مكتب السيد المسوؤل حتى يشعر المرء في حضرته انه في مكتب اينشتاين او الفريد نوبل او ريتشارد دوكينز او غاندي او الدكتور علي السلمي

*اجراء تنقلات في المواقع القيادية بالمؤسسة / الشركة / الجهة العامة / لا من اجل التغيير وجلب ذهنية اصلاحية جديدة مؤهلة وشابة  بل من اجل فرض واقع القوة والقدرة على الجميع
*تنظيم جولات ميدانية سريعة في بعض اروقة ومنشآت وقطاعات المؤسسة / الجهة العامة / لغرض اثبات القدرة على الحركة وللايحاء للاخرين بأني اراقبكم
*ارتداء قبعات الهندسة والبذلات الزرقاء والتي تشكل احد ابرز مظاهر الفشل المؤسساتي لمن يرتديها دون تخصصه !!
*البحث عن ملفات فساد واهمال تدين القيادات في المؤسسة / الجهة العامة  لا لتقديمها للقضاء انما للتلويح بها لفرض الطاعة والانصياع التام
*تنظيم جولات خارجية (لتحسين صورة المؤسسة ) وفتح افاق التعاون وتوقيع المذكرات الصورية التي لا طائل منها وما اكثر مذكرات التعاون والتفاهم في بلد اللا تعاون واللا تفاهم
اخي المواطن والموظف السوري العزيز الصامد اذا لمست مثل هذه التصرفات في محيط عملك فإعلم انك مع قيادة ادارية لا تختلف شيئاً عن سابقاتها وتعبر عن اكتمال ذات النهج لكن بأسم مختلف
وهذا ماعنيت به الداعشية الادارية

سيريا ديلي نيوز - عبد الرحمن تيشوري


التعليقات