في عام 1938 ارتحل زبيجنيو بريجنسكي -الذي شغل فيما بعد منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي للرئيس الأسبق جيمي كارتر- مع والديه على ظهر عبارة ظلت تمخر عباب مياه المحيط من ميناء جدينيا البولندي مبحرة الى كندا.

وسار بريجنسكي على البلاط الأبيض والأسود الذي يكسو أرضية القاعة الرئيسية القديمة للمحطة البحرية مثلما فعل فيتولد جومبروفيتش وهو كاتب بولندي طليعي معاصر توجه الى الأرجنتين عام 1939 على ظهر العبارة تشروبري قبيل اندلاع شرارة الحرب العالمية الثانية.

كانا مجرد أفراد ضمن ملايين أبحروا من ميناء جدينيا المطل على بحر البلطيق في شمال بولندا بحثا عن حياة أفضل في بقاع أخرى في أقاصي الأرض.

وقالت يوانا فويديلو المسؤولة الصحفية بمتحف الهجرة في جدينيا لرويترز "عندما نقول إن هناك أكثر من 20 مليون شخص من أصل بولندي في شتى أرجاء العالم فان ذلك يمثل سادس موجة شتات في العالم فيما يتعلق بانفراط عقد الأمة فيما وراء حدود البلاد. تبعث هذه الأرقام على الدهشة دوما".

وهذا المتحف الذي يفتتح أبوابه يوم السبت هو الأول في بولندا الذي خصص للهجرة إلا ان مصطلحات النزوح والهجرة والاغتراب يشرحها على نطاق واسع أمناء هذا المتحف.

وقالت فويديلو "يسرد المتحف قصة النزوح عن أراضي بولندا بدءا من القرن التاسع عشر وحتى وقتنا هذا. لذا -وبادئ ذي بدء- لم تكن هناك دولة بولندية دوما على الخريطة لذا فاننا نتحدث عن الاراضي البولندية. ثانيا نركز بطبيعة الحال على البولنديين وهذا هو المنحى الرئيسي في هذه الرواية".

واضافت "لكننا نتحدث ايضا عن هجرة الناس الذين ليسوا بالضرورة من أعراق بولندا".

ويقع متحف الهجرة في المحطة البحرية القديمة بميناء جدينيا التي شيدت عام 1933 وهي إحدى لآلئ الطرز المعمارية لعصر الحداثة.

ويتناول المعرض الدائم في منطقة العبور السابقة ثلاثة موضوعات رئيسية: الرحلة والاعداد لها وتاريخ المحطة البحرية في جدينيا وحياة المهاجرين في الخارج

سيريا ديلي نيوز - وكالات


التعليقات