أكد وزير الصناعة كمال الدين طعمة أن الحكومة السورية تسعى لتطوير تعاونها مع المنظمات الدولية ومن أهمها منظمة اليونيدو، مشدداً على أن الحكومة السورية تبذل جهوداً كبيرة من أجل معالجة الآثار والانعكاسات السلبية للأزمة الراهنة من خلال إصدار التشريعات اللازمة لتلبية الاحتياجات المستجدة للمواطنين وبما ينسجم مع متطلبات التنمية المستدامة.
كلام طعمة جاء خلال لقائه أمس الممثل الإقليمي لمنظمة اليونيدو في سورية ولبنان والأردن كريستيانو باسيني، حيث أكد طعمة التزام الحكومة السورية فيما يخص برنامج التحديث والتطوير الصناعي في سورية.‏
وأشار طعمة إلى أن الخطوة الأولى في متابعة استكمال المرحلة الثانية من برنامج التحديث والتطوير الصناعي في سورية هي تنظيم مرسوم لدمج برنامج التحديث الصناعي مع مركز الاختبارات ومن ثم ستتم المتابعة في تأهيل الشركات الواقعة في مناطق آمنة لاسيما المنطقة الساحلية حيث تمت المحافظة على الشركات الموجودة فيها من المجتمع المحلي، وذلك من خلال تشخيص وتدقيق حالة 20 شركة بهدف تطويرها في كل من دمشق وريفها والمنطقة الساحلية، معتبراً أن الخطوات اللاحقة ستكون إعداد كوادر المركز الفني للنسيج وتدريبها مع رفع بعض المشاريع التي من شأنها تحديث القوانين الموجودة حالياً والناظمة للعمل الصناعي في سورية وإعادة النظر باللجنة التوجيهية وإعادة تشكيلها من جديد.‏
من جانبه الممثل الإقليمي لمنظمة اليونيدو عبّر عن سعادته لتواجده في سورية من أجل متابعة النتائج التي توصل إليها في برنامج اليونيدو في المرحلة الأولى وخاصة بعد وقوفه على نية الوزارة استكمال المرحلة الثانية من برنامج التحديث والتطوير الصناعي في ظل الظروف الصعبة ، كما أن وجوده في دمشق يشكل رسالة من منظمة اليونيدو باستمرار التعاون فيما يخص سورية.‏
وفيما يتعلق بالواقع الحالي للصناعة السورية اطلع وزير الصناعة ممثل المنظمة على واقع الشركات الصناعية سواء في القطاع العام أم الخاص والإجراءات المتخذة بشأن ذلك ، حيث استطاعت الجهود المبذولة من قبل الوزارة إعادة أكثر من 35 شركة إلى الإنتاج كانت متوقفة بسبب عدم توافر المواد الأولية والأضرار الجزئية التي أصابتها كما كان للقطاع الخاص دور تشاركي في إعادة تشغيل شركات النسيج.‏
وفيما يخص المدن الصناعية قدم وزير الصناعة صورة واقعية عن حال هذه المدن ، حيث أشار إلى أن مدينة حسياء الصناعية تعمل بطاقة تزيد عن 76 % ومدينة عدرا الصناعية لم يصبها ضرر كبير ، في حين أن الضرر الأكبر كان في مدينة الشيخ نجار بحلب حيث يبلغ عدد الشركات فيها أكثر من 1100 شركة ومعمل توقفت بالكامل ، حيث تمت إعادة حوالي 300 معمل إلى العمل والإنتاج ، كما لفت الوزير إلى أن التحدي الأكبر كان موضوع الطاقة والكهرباء.‏
كما أشار الوزير طعمة إلى مجالات التعاون بين سورية واليونيدو خلال السنوات الأخيرة من خلال تنفيذ الدراسات والبرامج التي أسهمت في تعزيز ودعم جهود سورية لتطوير صناعتها سواء على مستوى الاستراتيجيات والسياسات أم على مستوى المؤسسات الداعمة ، مؤكدا أن نتائج هذا التعاون شكلت أداة مهمة ومفيدة في إعداد خطط وسياسات التنمية الصناعية في سورية ولاسيما برنامج التحديث والتطوير الصناعي الذي انطلق عام 2007 بإشراف اليونيدو وبتمويل من الحكومة الإيطالية.‏
وأكد الوزير طعمة أن الوزارة تعول على التعاون مع المنظمة كإحدى الجهات المهمة التي تساعد في تطوير الصناعة السورية التي تشهد اليوم مراجعة شاملة تهدف إلى إعادة هيكلة منشآت القطاع العام وتمكين القطاع الخاص من المساهمة بشكل أكبر في التنمية والتحديث الصناعي من خلال السياسات المحفزة.‏

سيريا ديلي نيوز


التعليقات