سيرياديلي نيوز - زينة فائق كوزاك

" اسمع يا رضا كل شي عم يغلى ويزيد " ، من منا لم يسمع أو يردد أغنية زياد الرحباني هذه ، التي باتت كلماتها واقعاً مريراً نتعايش معه كل يوم ... فقد شهدت الأسواق السورية في الآونة الأخيرة ارتفاعاً ملفتاً في الأسعار حتى إن بعض المنتجات تتفاوت أسعارها على مدار الساعة . وهذا بدوره أدى إلى انعكاسات على الحياة اليومية للمواطن السوري ، حيث أصبحت من أهم عاداته قبل شراء أي شيء القيام بجولة تفقدية على الأسواق والمحلات التجارية كافة بحثاً عن إمكانية الحصول على أفضل سعر ممكن يتناسب مع دخله المحدود أما في حال فشله في الحصول على طلبه ، وهو ما يحصل في أغلب الأحيان ، لا لعدم توفر المنتج في الأسواق بل لغلاء سعره الذي قد يصل أحياناً إلى ثلاث أضعاف ما كان عليه سابقاً ، عندها يضطر إلى الاستغناء عن بعض حاجياته التي كانت فيما مضى إحدى أساسيات الحياة بالنسبة إليه وادراجها في خانة الكماليات . وهكذا أصبح المواطن السوري ضحية ارتفاع الأسعار العشوائي والمتكرر الذي يتحكم به أرباب الأسواق من صناع ومستوردين وتجار من جهة وجنون العملة الخضراء وتقلبات قيمتها النقدية من جهة أخرى . إذ يستغل بعض محتكرو الأسواق التبدلات التي تطرأ على صرف الدولار وتراجع قيمة الليرة السورية . فما إن يسمعوا أن قيمة الدولار قد ارتفعت حتى يرفعوا بدورهم أسعار السلع بشكل جنوني متحججين بذريعة باتت شريكة يومية لمسامع المواطنين السوريين " ارتفع الدولار يا خيي ..." . أو يقومون بتخبأت السلع التجارية على مختلف أنواعها بانتظار ارتفاع قيمة الدولار أكثر بعد ، مما يكسبهم المزيد من الأرباح المادية . وكل ذلك على حساب المواطن سواء أكان موظفاً في القطاع العام أم الخاص فكلاهما يتجرعان مرارة نفس الكأس ، كأس ارتفاع الأسعار الذي لا يتناسب ودخلهم المحدود . فكيف لذوي الدخل المحدود من أصحاب العائلات أن يأمنوا أقل ما يمكن من مستلزمات الحياة من لباس ومواد غذائية وطبية وأبسط متطلبات أطفالهم وحقوقهم المعيشية في ظل هذا التفاوت الكبير بين دخلهم ومصاريفهم المتزايدة . وبالرغم من أن الجهات المختصة تقوم باتخاذ بعض اﻹجراءات التي من شأنها الحد من حالة الفوضى التي تعم الأسواق بشكل عام والأسعار بشكل خاص إلا أن لقمة عيش المواطن تبقى رهينة لتقلبات العملة الخضراء وضمير أرباب الأسواق " تجار الأزمة " ، ويبقى رضا ذاك المواطن الدرويش يعيش على مقولة " من بكرا بيبعت الله ... وبتفرج قول انشالله ... بيبعت الله كبير بيبعت للفقير بيبعت مرات شوي بيبعت مرات كتير..." .

سيرياديلي نيوز - زينة فائق كوزاك


التعليقات