سيرياديلي نيوز - السويداء - رهان حبيب

حركة وانتظام صرير المعدات وسواعد تتحدى الصعاب في ورشة مشروع التنمية الزراعية في السويداء التي تقوم بمهام الإصلاح للآليات الثقيلة والسيارات ومختلف احتياجات المشروع الذي طور لغاية هذا العام 49 ألف هكتار من أراضي محافظة السويداء.

هنا لا صوت إلا للعمل لهدف إصلاح القطع الثقيلة بلدوزرات وتركسات عمل في غاية الدقة والخطورة يحتاج لجهد عضلي وفكري كبير مرفقاً باندفاع وحرص كبير على إنجاز العمل دون الحاجة لأي مساعدات خارجية لغايتين الأولى القيام بالواجبات الموكلة للورشة والثانية  التفاني لأجل التخفيف من الهدر كون الإصلاح في الورشة يعتمد على جهود العمال ويخرج من دائرة التكاليف المبالغ فيها في القطاع الخاص.

في جولة لموقع سيرياديلي نيوز  في هذه الورشة تم الإطلاع على كادر العمل الفني الذي تحدث بشفافية عن عمل يؤديه على مدار عقود مضت دعمت مرتكزات هذه الورشة ونالت الثقة بجودة عملها، وسنحاول من خلالها التعريف بهذه الشريحة التي قدمت الكثير مع العمل بأن السنوات الأخيرة عكست حالة من تخفيض التعويضات مع العلم بزيادة حجم العمل وما يترتب عليه من جهود وساعات مرهقة تستحق في البداية العمل لإدخال مهنة عمال الورش الفنية لهذا المشروع ضمن المهن الخطرة  من خلال التعرف للأمراض المزمنة التي ترافق هذه النوعية من الأعمال الشاقة التي يؤديها العمال وسجلت حالات مختلفة ضمن هذا الموقع تؤكد الحاجة  لتصنيفها ضمن المهن الشاقة وهذا مطلب رفع في عدد من المؤتمرات العمالية من خلال نقابة عمال التنمية الزراعية المتابعة لشؤون هؤلاء العمال  وفق حديث الرفيق سلام عسقول رئيس مكتب نقابة عمال التنمية الزراعية وقال: لدينا ثقة كبيرة بعمال ورشة التنمية  الذين يؤدون عمل مميز من خلال تنزيل محركات ضخمة تحتاج لخبرات كبيرة وقد كلل عملهم بالنجاح  وتمكنوا من إصلاح كل المحركات التي احتاجت للإصلاح لتدخل في الخدمة في وقت قياسي دون تحميل الفرع تكاليف مالية ضخمة، وما نلمسه من خلال المتابعة الدائمة للورشة أن هذه المهنة تقتضي الدراسة لتكون من المهن الشاقة كون العمل مرهق ويحتاج  لجهود عضلية كبيرة وترافق ذلك مع نوعية خاصة من أمراض الفقرات والأعصاب  التي تنتج عن طبيعة العمل المرهقة هذا مطلب رفعناه ونقوم بمتابعته  من خلال الاتحاد العام لنقابات العمال على أمل ضمان حقوق هؤلاء العمال المجدين الذين قدموا الكثير للوطن من خلال عملهم المخلص.

المهندس حسام جمول مدير فرع مشروع التنمية الزراعية في السويداء قال: أنجز مشروع تطوير المنطقة الجنوبية مايقارب 49 ألف هكتار من الأراضي المطورة هذا الرقم له معاني كثيرة بالنسبة للمحافظة وللعملية الزراعية  بالتالي فإن  تحقيق هذا الرقم  يدل على اهتمام كبير بهذا المشروع  وعلى الجهود الكبيرة لعمال هذا المشروع وورشة الاصلاح بشكل خاص التي قدمت مثالاً صادقاً عن التفاني والإخلاص في آداء العمل  هذا العمل الذي يدخل في إطار تخفيف التكاليف والهدر لانجاز عمليات إصلاح كبيرة بتكاليف بسيطة داخل الورشة ورفضهم القاطع لتحويل أي محرك لخارج الورشة وتمسكهم بانجاز المهام المطلوبة  دون الاستفادة بتعويضات كبيرة وعلى العكس فهناك صعوبات كبيرة تواجه الفرع تبعاً للظروف الحالية التي يمر بها وطننا والظروف الاستثنائية  التي انعكست بشكل مباشر على العمل نسعى مع الادارة لحلها لضمان تطور الورشة لتقدم خدماتها للفرع وآلياته بشكل مستمر.

في سياق مناقشة ظروف الورشة واحتياجات التطوير طرحنا مجموعة من الأسئلة على مدير الورشة المهندس شوكت خداج: وهي لماذا لاتتحول الورشة لمرحلة منافسة القطاع الخاص وتقديم الخدمات لمختلف القطاعات مع العلم بجودة الخدمات وتطور الورشة لتتمكن من تحصيل دخل مادي يدعم العمل؟ هذا من جهة ومن جهة ثانية ماهي احتياجات التطوير المأمولة للاستغناء عن خدمات القطاع الخاص لتكون الورشة متكاملة بكل معداتها؟ حيث أجاب بالقول:

يتبع للورشة عناصر متميزة عناصر مميزة لاتتوافر في الورشات الكبرى في القطاع الخاص هذه الورشة  بعام 2014  نفذت أربع محركات ثقيلة وخمس محركات سيارات وأنزلت أربع محركات بلدوز  و700 جولة في الفرع ولصالح وزارة الدفاع  وقام القسم الاداري بتنفيذ  280 طلب إصلاح للآليات الخفيفة و349 طلب إصلاح للآليات الثقيلة. 

هذا العام تم تطبيق محركين للبلدوزرات وعلبة سرعة  بلدوز ومحركين على التطبيق وصيانة كاملة  لكل الآليات في الفرع   وهذا ما تطلب ساعات عمل طويلة والعمل بالعطل وإذا سألنا عن المقابل والتعويضات نقول انها أقل بكثير من الجهود المبذولة  علما أن عملت بشكل متواصل في العواصف وكانت  متواجدة  بالعمال والآليات في مواقع خطرة وأنجزت الكثير رغم ضغط العمل وحرصنا على إنجاز عمليات الإصلاح بمواعيد قياسية حيث لبى العمال الطلب للعمل في أيام العطل لغاية الاسراع بالإصلاح وعدم تعطل الآليات الثقيلة

وبالنسبة للمطلوب للورشة ومنافسة للقطاع الخاص فإننا في البداية نحتاج لزيادة الكادر ونحن بالوضع الحالي نتمكن من المنافسة لكننا في الظروف الحالي نحتاج لعدد جديد من العمال كون الكادر الفني  يعمل بشكل متواصل منذ أكثر من 25 عاماً  ولديهم أمراض مهنية  بالتالي فإننا بحاجة لدماء جديدة لننقل لهم خبرة العمال المتميزين لدينا

ومن ناحية أخرى فالورشة تلاقي صعوبة كبيرة بتامين القطع البديلة ونحتاج بشكل كبير لمخرطة حديثة  تكمل عمل الورشة وتغنيها عن حاجة السواق كون تكاليف الخراطة في القطاع الخاص مرتفعة  ووجود مخرطة يخفض التكاليف بشكل واضخ، وللعلم ففي هذه الورشة متخصص بالكهرباء والحدادة إلى جانب فني الميكانيك  وعلى سبيل المثال فإن عملية لحام  ميزان اللصق التي تكلف مايقارب 150 ألف في القطاع الخاص نتمكن من إنجازها في الورشة بتكلفة 25 ألف ليرة تكلفة اللحام  ولنقس على ذلك عمليات كثيرة ترتبط بصيانة وإصلاح هذه الآليات الثقيلة التي يعتمد عليها الفرع بشكل أساسي.

ولم ننزل أي محرك بالقطاع الخاص ورافضين إنزالها  بشكل قطعي انطلاقا من الايمان بأهمية هذه الورشة والخبرات المتوافرة فيها وإخلاص العمال لانجاز عمل متميز وتفديم متطلبات إصلاح  كل الآليات العاملة في المشروع أو التي تدعم مشاريع القوات المسلحة حيث شارك العمال بشكل كبير وبهمة عالية وفي هذا الموضع فقد عانى العمال من الروتين الذين حرمهم من أذونات السفر على مهامه خلال عام 2014 ونتمنى متابعة قضيتهم للحصول على حقوقهم.

ومن العمال استمعنا لحديث يضيف معلومات جديدة عن الورشة كما قال العامل الفني ناظم خويص : 25 سنة من العمل المتواصل داخل الورشة قال:  تعلمت العمل هنا وننجز عمرة كامل لأي محرك ولانضطر لترحيل أي محرك لدمشق او الورش الخاصة لقناعتنا ان هذه الورشة لديها مهام كبيرة كونها ترتبط بمشروع تطوير المنطقة الجنوبية الذي قدم الكثير للمحافظة وطور العملية الزراعية وعاد بالخير على الأهالي، ما نواجهه من صعوبات يتمثل في الحالات المرضية التي نتجت عن فترات العمل الطويلة كوننا نتعامل مع قطع ثقيلة وتحتاج لجهد عضلي كبير ومرهق والأخطر من ذلك هي ساعات العمل الطويلة كوننا نتواجد في أيام العطل والظروف المناخية القاسية ولا تجد من يتأخر فهناك اندفاع ومحبة للعمل رغم الصعوبات الكبيرة التي نقدمها اليوم للوصول لحلول تكفل تطوير الورشة ونجاح العمل.

رئيس الورشة زياد نصر اكثر من عشرين سنة خدمة في هذه الورشة قال: امالنا معلقة على هذه الورشة ومع مرور الزمن تمكنا من تطوير خبرتنا لننجز في كل عام أكثر تنزيل لربع محركات ثقيلة تعود للعمل ضمن فترة اقصاها شهر إلى جانب باقي آليات المشروع، هذا العام وما سبقه انخفض العمل الإضافي وباقي التعويضات وهذه قضية أرهقتنا مع العلم  بصعوبة العمل لكنني أؤكد ان وتيرة العمل بقيت مرتفعة ولم نتأخر عن تأدية الواجب لتجد الورشة كخلية النحل همنا إنجاز الإصلاح لتعود الآليات للعمل والصيانة الكامل لمختلف الآليات لضمان استمرار العمل مع اننا نعاني من نقص كبير في الكوادر الفنية خاصة أن لدينا عمال مرضى مما اقتضى تطعيم الورشة بدماء جديدة لنقوم بتدريبها والاستفادة منها كطاقات شابة يحتاجها العمل. 

رئيس اللجنة النقابية صياح الشوفي تناول جانب من خدمات العمال   وقال عمالنا يقومون بجهود كبيرة وقد حرموا من أذونات السفر مع الجيش وفق الادارة العامة مونه إذا انقضى ستة أشهر عليها وهذه عملية فيها كثير من الاجحاف بحقوق العمال الذين تابعو عملهم بشكل جديد وإخلاص كبيرين، إلى جانب العمل المميز لعمالنا الذي تابعو العمل في العواصف الثلجية  والمنخفضات وكان العمل لمدة 15 يوم ليل نهار المهندسيين والميكانيكيين والسائقين في أوقات  خطرة لخدمة المنطقة وعلى سبيل المثال فقد شملت أعمال فتح الطرقات قرى  الكفر مياماس تل اللوز قيصما ملح سالة شعف قنوات مفعلة وحور ثاني من القريا بكا ذيبين  الغارية وعدة اياكم لصالح القطع العسكرية وكل مانطلبه هو تقييم جهود هؤلاء العمال بما ينسجم مع تعبهم  والانتاج الكبير الذي تقدمه الورشة التي لايزيد عدد العاملين على المستوى الفني عن 16 عنصر ومتابعة الكساء الذي لم نحصل عليه لغاية الآن ومختلف التعويضات التي انعدمت في هذه المرحلة ففي هذه الورشة لايتقاضى العمل الاضافي أكثر من ثلاث عمال مع العلم أن كل من يعمل يستحق هذا التعويض.

وفي الختام نضيف أن هذه الورشة التي دخلت سوق العمل عام 1989 مع بداية المشروع تمتلك  طاقة  انتاجية عالية تحتاج للمتابعة  من قبل الادارة العامة والوزارة المختصة لتقديم  فرصة التطوير المأمول ومدها بمخرطة متطورة وعدد من الكوادر الشابة وتحضيرها من الناحية القانونية لتقديم خدمات للقطاع الخاص وهي وجهة نظر المحرر خطوة تمكنها من الحصول على مداخيل مالية هامة قد يكون فيها الحل المطلوب لتحسين ظروف العمال والكوادر المتميزة التي تحتضنها هذه الورشة.

 

سيرياديلي نيوز - السويداء - رهان حبيب


التعليقات