يعرف المستهلك جيداً أن مصائد و أفخاخ السوق مزروعة عند مدخل كل محل وعلى واجهة أي "ماركت " سوبر كان أم ميني مروراً بمحيط هذا الكشك وذاك الدكان وحتى ميادين الباعة الجوالين المفتوحة الذين تصل أقدامهم إلى عتبات بيتك ولو كنت في آخر طابق وأبعد حي، لتشكل العلاقة بين الزبون والبائع تاريخاً من قلة الثقة ورصيداً من عداوة العلاقة التجارية التي يعتبرها التاجر مكسباً مكتنزاً تملي المصلحة الربحية الإيقاع بالمواطن بأدوات وفنون الإغراء والجذب التي يشتهر بها أبناء السوق ولاسيما تلك المتخصصة بالألبسة والأزياء وكذلك الأقمشة وما يرتبط بالأدوات والمعدات المنزلية والمفروشات , في حين يرى المستهلك في نزوله "للتبضع" مغامرة غير محسوبة العواقب قد تودي بما تدخره المرأة من مصروف وما " قبض "عليه من راتب أو معاش وفي أحسن الأحوال العودة بحسرة النظر والقهر من سعر ضربت أسهمه عالياً في زمن تحليق سوق الصرف ومعادلة صمود الليرة بوجه الدولار..؟؟

قد تكون مواسم التنزيلات فرصة تسلل وحيدة لذوي الدخل المحدود والمتوسط للترجل وممارسة حق "الشوبينغ" لشراء ما أصبح "فضلة " شتاء الميسورين وتعزية النفس بأنه هو "الفضيل" الذي انتقاه السوق للتسوق في بدايات الصيف عله يستمتع بالقطعة في الشتاء القادم ، ومع ذلك هناك ما يؤكد حقيقة أن الرخصة ليست إلا كذبة كبيرة يضحك فيها التاجر على الزبون حيث يتم رفع السعر مضاعفاً ويمكن أن يربح البائع ولو باع بضع قطع خلال اليوم وعند التنزيلات يكون الربح قائماً في قصة تلاعب واستغلال وغش مكشوفة للجميع بمن فيهم مدعي الرقابة وضبط السوق من أجهزة وعناصر التجارة الداخلية وحماة المستهلك .؟

في الواجهات وداخل محال الأسواق ذات الخمس نجوم ممارسات ترقى إلى مستوى الجرائم التجارية من العيار الثقيل التي تنال من قدرات المواطن الذي تضعه على مفرمة الاحتيال والاستغلال والنصب و وربما السرقة الموصوفة ودائماً بأساليب الدهاء والمكر التي يعرفها خبراء السوق ولا يدركها قليلو المعرفة والتجربة ولاسيما أولئك الذين يضعون رؤوسهم في المكان غير المناسب من باب التقليد وانتحال صفة "الغنى" في زمن لم تعد الخمس آلاف تقوى على شراء "سروال" طفل تحت عمر الست سنوات .؟؟

أمام هذا الخضم من الصيت غير الجيد لأشهر الأسواق تبدو الحاجة ماسة لتوسيع انتشار الأسواق والبازارات الشعبية التي تناسب مداخيل الشريحة الأوسع من المجتمع والتي تقف حجر عثرة في وجه عتاة السوق المتحكمين بالأسعار وتضييق الخناق على "أحقية المنافسة" التي تخدم المواطن وتجعل توازنه متاحاً بكل الأحوال ... وهنا يعول الكثيرون على تلك المهرجانات المتنقلة التي تبنت إقامتها غرف الصناعة والتجارة كل شهر في محافظة للترويج للمنتجات الصناعية الوطنية بشكل مباشر علها تعزز ثقة المستهلك وتردم جزءاً من فجوة لعبة "السولد " بحسومات تصل إلى 65 % في موسم المهرجانات.

علي بلال قاسم

 

Syriadailynews - Baathonline

سيريا ديلي نيوز


التعليقات