سيريا ديلي نيوز- د.فايز الصايغ
يخطئ من يعتقد أن سورية تواجه الإرهاب العالمي، ونتاج سجون أوروبا، والعديد من الدول العربية، وحثالات أغلب سكان بيوت الصفيح التي تعتاش على أطراف مدن وعواصم أوروبا فحسب..
سورية تقاتل وتتصدى للدول التي أنجبت وأنتجت وربّت وصدّرت، دول "عريقة" في استهداف الآخر الذي لا يوافقها الرأي، ومتخصصة في التعامل مع النفايات البشرية التي تشكل عبئاً على مجتمعاتها المخملية وثرائها الفاحش، ودورها في التآمر على الشعوب الناهضة من غفوتها وكبوتها الاستعمارية، الشعوب التي أدركت حقيقة الديمقراطية الغربية الديماغوجية الأسلوب والأهداف، الخبيثة في طموحاتها الاستعمارية، الكامنة في العقل والوجدان الاستعماري من تركيا إلى بلدان أوروبا بقيادة المايسترو الأميركي، مروراً بالأدوات بلدان التخلف العربي، التي ستبقى عبئاً على مفهوم الأمة والدين إلى يوم يغرقون في مستنقعات المال القذر مع احترامي للشعوب، سواء اقتصر موقفها على التفكير بالتغيير أو على المبادرات المنتظرة، كما في بعض المناطق..
الأدوات الإرهابية المتنوعة بالجنسيات والأشكال، والأدوات، واللغات، وكذلك الدول المنخرطة في التآمر على سورية، ومنها المجموعة العربية التي تقودها إسرائيل مباشرة حيناً ومواربةً حيناً آخر.. كلهم استهدفوا سورية وشعبها وجيشها وحضارتها وطموحاتها ورؤيتها طوال أربع سنوات من العمل الإرهابي المسلح، ينتجون جيلاً، يدفعون به إلى الساحات السورية، ويعكفون عن تدريب جيل جديد واستقبال دفعات جديدة من حثالات الغرب والشرق ومن سجون العالم كله.
ويتساءل البعض: كيف يدخلون إدلب أو جسر الشغور، ومن مناخ التساؤلات تكثر التخمينات والتحليلات السفسطائية التي أرادها المخططون للنيل من ثبات وقناعة وإيمان السوريين، بعضها يجد ثغرات في النفوس، ويتسلل إلى العقول، وبعضها يصطدم بالثبات والقناعة والإيمان بالنصر..
لا أبالغ إذا ما قلت: إن تركيا انتهزت فرصاً عديدة، منها أنها تجاور سورية بأكثر من ثمانمئة كيلو متر، ومنها أنها قاعدة التدريب وبوابة العبور، ومنها الحقد الدفين الذي يكتنز به أردوغان جراء ما يملك السوريون من ثقافة عن حقيقة الاستعمار التركي، الذي لم يترك في تاريخنا إلا الجهل والتخلف وثقافة الموت.
زجت تركيا بثقلها الإرهابي والمخابراتي والقسري كله أو جلّه، لتستهدف المربع الأمني في إدلب وما بقي من جسر الشغور بلا إرهاب، وعممت التجربة الإرهابية ودعمتها بعشرات آلاف الإرهابيين، هذا صحيح ومعروف..
لكن المعروف أكثر أن استعادة السيطرة على المدنيين تباعاً، ستكون حاسمة، فالوقائع والدلائل والإرادة وغيرها من مقومات النصر متوافرة، فالكرّ.. والفرّ سمة الحروب والمواجهات والتكتيكات العسكرية، وبخاصة التكتيك المتعلق بمجموعات لا مكان ولا زمان ولا جغرافيا ولا حدود ولا هويات لها، فالمسألة مسألة وقت، والمعركة مفتوحة، ولا أرى أن أحداً من الدول أو المسؤولين الغربيين سواء في دولهم أم في هيئات الأمم المتحدة ومنها مجلس الأمن له مصلحة بأن يتصدى لهذا الإرهاب، فالسوريون يجففون إرهاب بلدانهم بدمهم.
الأخطر إن بعض دواعش الداخل السوري، بدأت تتناغم مصالحها الضيقة مع مصالح الذين يستهدفون سورية، وهذا في رأيي أخطر المخاطر..
تعالوا نُعدْ النظر في المفاهيم والمصطلحات وتصويب الممكن تصويبه، وتحديد أو توصيف أو إلقاء الضوء على بعض دواحش الداخل، لكيلا يتسرب النخر والسوس إلى السنديان السوري.
سيريا ديلي نيوز
2015-05-04 09:04:39