أرقام خيالية باتت تجنيها مكتبات الملخصات الدراسية والتي رفعت سعر الاشتراك الفصلي للطلاب لنحو 3500 ليرة سورية بعد أن كانت بحدود 1900 ليقفز إلى 2700 ليرة في الفصل الماضي بزيادة مقدارها نحو 25% خلال هذا العام و50% العام الماضي، حتى بات بعض هذه المكتبات يعتاش على الدولار الذي وصل ارتفاعه إلى كراسات وملخصات الطلاب الجامعيين ليزيد من أعبائهم ومعاناتهم وظروفهم على مرأى ومسمع جامعة دمشق، فهذا استغلال يتعرض له الطالب الجامعي من المكتبات المنتشرة حول الجامعات مقابل بيع منشورات رديئة، ووسط تبريرات المكتبات بأن الورق والحبر مستورد ولذلك الأسعار سترتفع.
شكاوى عدة حول آلية ضبط هذه المكتبات، فعلى أي أساس يتم التسعير، وهل تم ذلك بالرجوع إلى جامعة دمشق لكونها الجهة الوصائية على اعتبار أن المكتبات تقع ضمن حرم الجامعة وهي المسؤولة عن سلوكها أو تصرفها أم يتم وفقا لمزاج وأهواء أصحاب هذه المكتبات؟
ويشتكي الطلاب من غلاء أسعار المحاضرات وتوسع سوق المضاربة بين المكتبات رغم نصح مدرسي الكليات بالابتعاد عنها على الرغم من توجيه جامعة دمشق بضرورة الاعتماد على الكتاب الجامعي، إلا أن الطالب يجدها الملاذ الوحيد له للهروب من الكتاب الجامعي، حيث يجد فيها ما هو مختصر ويأتي له بالنتيجة المرجوة، إضافة إلى سعي جامعة دمشق لتغيير وجهة نظر الطلاب من المحاضرات إلى ما هو مفيد لهم أكثر كالكتب وخاصة في معرض الكتاب الدائم في جامعة دمشق حيث تقدم حسومات على جميع الكتب ولكن الأمر لم يكن كافياً لإقناع الطلاب.
يقول الطالب محمود (كلية الحقوق): إن أسعار المحاضرات بدأت تأخذ الربح التجاري لجميع المكتبات وبدأ الطالب يبحث عن المكتبة التي تقدم حسومات،
مضيفاً: لا نجد رقيباً لضبط الأسعار في الجامعة وإن اشتكينا فلا أحد يسمعنا، وبالنسبة لي أفضل المحاضرات والملخصات عن الكتاب لأنها كافية لتحصيل علامة نجاح لعدم حضوره المحاضرات، ولكن يبقى السعر أعلى من قبل، ويجب ضبط جميع المكتبات والحد من التجارة في العلم.
وتقول الطالبة فرح (آداب): اهتم بموضوع جودة ودقة المعلومات المقدمة عبر الملخصات أكثر من ثمنها، ويجب مساعدتنا بشكل أكبر في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعاني منها.
ويؤكد وسام (تربية) أنه يشتري المحاضرات من المكتبة التي اشترك فيها من مدخراته لأن وضعه المالي صعب جداً فيتم توفير جزء من مصروفه لتحصيل قيمة الاشتراك طوال الفصل، مبيناً أن الظرف الذي يعيشه صعب لتأمين مصاريفه الدراسية من كتب وملخصات ونقل وشراب وطعام، كما شدد على أهمية تدخل الجهات المختصة لضبط جميع المكتبات وأسعار الاشتراكات والمحاضرات والاشتراكات الفصلية ليتم تأمينها لجميع الطلاب.
وفي السياق طالب عدد من طلاب كلية الحقوق بضبط أي حالات استغلال تمارس بحقهم لكي يتمكن الطالب من التوجه إلى العلم الصحيح وعدم تشتته على أن يتم ضبط تلك الحالات التي يمارسها تجار العلم داخل الجامعة وخارجها مع ضرورة التعامل مع هذه القضية بشكل جدي وفوري لكي يأخذ الطالب جميع حقوقه، وخاصة أن بعض الأكشاك بمختلف الكليات تبيع منشورات قاصرة ومليئة بالأخطاء.
وفي تصريح خاص أكد رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي أهمية اعتماد الطلاب على الكتاب الجامعي في دراسة المقرر وعدم الاعتماد واللجوء إلى الملخصات التي تباع في المكتبات والأكشاك لاحتوائها على الكثير من الأخطاء، ذاكراً أنه تم صدور عدد من التعاميم لأساتذة الكليات بتوضيح ماهية هذا الأمر والتركيز على الكتاب الجامعي، وخاصة أن الكتب متوافرة وهناك حسومات خاصة للطلاب.
وبيّن الكردي أن دائرة المقاصف تتابع وتعد تقريراً دورياً عن واقع المكتبات من حيث الأسعار والنظافة إضافة إلى تقديم الخدمات الجيدة للطلاب، مشيراً إلى أنه ستتم متابعة مختلف المكتبات التي تقع ضمن الحرم الجامعي على صعيد الأسعار.
وأشار رئيس جامعة دمشق إلى أنه تم التنسيق مع محافظة دمشق ما يخص المكتبات التي تقع خارج حرم الجامعة، مؤكداً أنه تم ضبط وإغلاق عدد من المكتبات لفترات محددة لمخالفتها الغاية المرجوة منها، من خلال تقديم معلومات مزيفة لا تمت إلى الحقيقة بصلة على صعيد طرح كثير من المواضيع المخالفة.
سيريا ديلي نيوز - الوطن
2015-04-30 08:37:06