قدر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" "جوزيه غرازيانو دا سيلفا" أن المستهلكين الأثرياء يهدرون سنوياً 222 مليون طن من الغذاء، أي ما يضاهي صافي إنتاج الغذاء في بلدان جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى.

 وقال "دا سيلفا": إن "تعزيز الدخل في المناطق الريفية لدى البلدان النامية هو الأولوية"، مؤكداً أن الدول الغنية تحتاج أيضاً إلى معالجة خسائر الغذاء.

ودعا "دا سيلفا" في خطابه أمام نواب البرلمان الإيطالي أمس إلى بذل جهد قوي وجماعي للتصدي لآثار تغير المناخ، الذي تمخض بالفعل عن عواقب مأساوية مباشرة على الحياة البشرية، وقال إن "العوامل المرتبطة بالمناخ في ظل تفاقم الأوضاع تساهم في "زيادة حدة انعدام الأمن الغذائي" بالنسبة للعديد من الأشخاص الأشد ضعفاً في العالم.

وأضاف أن "الجوع يمكن أن يجبر السكان على هجرة أسرهم وسكناهم بحثاً عن فرص أفضل لا يجدونها دوماً على أية حال، ولعل خسائر الأرواح بشكل مأساوي في البحر المتوسط هي تذكير مأساوي من هذا القبيل".

وأشار المسؤول الأممي الى أن العواصف المدارية الأخيرة في الفلبين وفانواتو تظهر بالمثل مدى السرعة التي يمكن أن تدمر بها المحاصيل الغذائية نتيجة الظواهر الجوية المتطرفة، في حين أن الجفاف المتكرر له تأثير قاتل على حد سواء.

 وذكر أن "تغير المناخ يؤثر على الإنتاج الزراعي، بل وقد يؤدي إلى تغيير جغرافية إنتاج الغذاء ذاتها"، مضيفاً أن القطاع الزراعي هو نفسه مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة، ولكن لديه القدرة في المقابل على عزل مزيد من الكربون في التربة والغابات في حالة اعتماد سياسات الإنتاج والإدارة المستدامة.

وتابع أن العالم في حاجة إلى "نقلة نوعية إلى النظم الغذائية الأكثر استدامة وشمولية وتجاوباً، مما سيترتب عليه تطبيق تقنيات زراعية أقل اعتماداً على الاستخدام المكثف للمدخلات والموارد الطبيعية".

سيرياديلي نيوز


التعليقات