أعدت هيئة تنمية وترويج الصادرات دراسة حول التبادل التجاري بين سورية والاتحاد الأوراسي الذي يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وارمينيا، من خلال مقارنة بعض مؤشرات الاقتصاد الكلي بين سورية ودول الاتحاد من جهة

ومقارنة محـددات تنـافسية التجارة لكل من سورية وهذه الدول من حيث تســهيل التجــارة ومــؤشــر أداء اللـوجسـتيـات ومـؤشـر سهولـة التجـارة عبـر الحـدود.‏

وبحسب الدراسة فإن سورية تسعى لشراكات دولية من أجل اكتساب أسواق لمنتجاتها الوطنية، كما أنها في الفترات الماضية دخلت باتفاقيات إقليمية وثنائية وعلى رأسها اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ووقعت شراكات مع دول إقليمية مجاورة، كما أنها باتت الآن تحتاج إلى إعادة نظر بهذه الاتفاقات والشراكات، وأن تنفتح أكثر اقتصاديا،‏

وخاصة تجاه التكتل الأوراسي في ظل الحصار الاقتصادي الجائر ة لمفروض على الشعب السوري، وهذه الحرب الشرسة ضدها، كما ان دخول سورية هذا التكتل سيضمن لها الحصول على السلع والاستثمارات، وخاصة التكنولوجيا، وتصريف المنتجات الوطنية ذات القيمة المضافة العالية دون تعرضها لرسوم جمركية، مما يعطيها مزايا تنافسية أفضل بشرط أن يكون الجهاز الإنتاجي لدى سورية قادر على تلبية متطلبات السوق في دول الاتحاد، وهذا يتطلب دراسة الفرص التسويقية والمتاحة في دول التكتل من حيث أنه يتسم بالاتساع.‏

يضاف إلى ذلك - بحسب الدراسة - أن دخول سورية إلى التكتل سوف يحفز النشاط الاقتصادي المحلي مما يؤدي إلى خلق فرص استثمارية جديدة تقود إلى خلق فرص عمل لقوة العمل الموجودة في سورية، مما يعزز العلاقة السورية- الروسية على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي وحتى الاجتماعي.‏

دراسة هيئة تنمية وترويج الصادرات أكدت أن السلع السورية- الروسية متكاملة، وليست متضاربة، ولديها في هذا التكتل سوق واعدة لتصريف المنتجات السورية تمتلك مزايا نسبية في كثير من السلع، وتسعى لتحويل هذا المزايا النسبية إلى مزايا تنافسية عن طريق هذا السوق.‏

وفيما يخص اداء اللوجستيات أشارت الدراسة الى وجود تقارب شديد في مؤشراته بين سورية ودول الاتحاد الأوراسي، ووفقا للدراسة فسيكون لتحسين البنى التحتية في سورية من طرق مواصلات ووسائط نقل وتسهيل إجراءات مرور وسرعة تخليص البضائع وتوفير الدراسات عن الأسواق والسلع واتباع المواصفات الدولية وتطوير العمليات المصرفية والتأمينية وتقليص المدة المطلوبة لإنجاز المعاملات سيكون له تأثير مباشر على أداء القطاعات الإنتاجية الأخرى كقطاع الصناعة التحويلية والقطاع الزراعي مما سيزيد من تنافسية السلع المنتجة محليًا وبالتالي من قدرتها على النفاذ إلى الأسواق العالمية.‏

أما مؤشر تنوع الصادرات في الدراسة فيشير إلى ان الصادرات السورية وكي تتمكن من دخول هذه الأسواق يجب أن تتمتع بمواصفات عالية، كما ولا بد من البحث عن الصادرات التي تمتلك فيها ميزة نسبية وتنافسية لا تتوفر في هذه الدول، خاصة وأن مؤشر التكامل التجاري يُظهر إمكانية ذلك.‏

هيئة الصادرات في دارستها اشارت الى أن الأغذية والحيوانات الحية تعتبر أهم الصادرات السورية إلى روسيا بنسبة 51,21%، ثم تأتي البضائع المصنعة بنسبة 28,27%، ومن ثم المصنوعات المنوعة بنسبة 14,1%، كما تستحوذ المواد الخام عدا الوقود على النسبة الأكبر من الصادرات السورية إلى بيلاروسيا بنسبة 92,20% ثم البضائع المصنوعة بنسبة 3,59%، وكذلك تعتبر البضائع المصنوعة أهم الصادرات السورية إلى كازاخستان بنسبة 59,01%، ومن ثم المواد الكيماوية ومنتجاتها بنسبة 20,49%،فالأغذية والحيوانات الحية بنسبة 14,03%، وبعد ذلك المصنوعات المنوعة بنسبة 4,86%.‏

وفيما يتعلق بالمستوردات تستورد سورية حوالي 59% من مجمل مستورداتها من روسيا وفي مقدمتها الوقود المعدني، ومن ثم الأغذية والحيوانات الحية بنسبة تبلغ حوالي 14,28%، فالبضائع المصنوعة بنسبة 11,69%، فالمواد الخام عدا الوقود بنسبة 5,49%، كما تتركز المستوردات السورية من بيلاروسيا بالبضائع المصنعة بنسبة 81,55%، ومن ثم تأتي الآلات بحوالي 11,9%، يليها الأغذية والحيوانات الحية بنسبة 5,39%، في حين تبلغ نسبة مستوردات سورية من كازاخستان نحو 65,55% في البضائع المصنعة، و29% من الأغذية والحيوانات الحية، وحوالي 3,24% من الآلات ومعدات النقل، مما يعني أن المجال متاح أمام الاقتصاد السوري ليستفيد من أسواق دول الاتحاد الأوراسي.‏

سيريا ديلي نيوز


التعليقات