تدب الحياة تدريجيا في مدارس ريف القامشلي بعد إعادة الأمن والاستقرار إلى عشرات القرى فيه وتفتح أبوابها مجددا أمام الأطفال لمواصلة رحلة العلم والمعرفة.

ويتفقد باسل حوران مقعده في مدرسة تل عودة بريف القامشلي الجنوبي ويقول “سعيد بعودتي جدا لقد اشتقت إلى مدرستي ورفاقي كنت قلقا الا نعود إليها بعد حرماننا منها لأشهر”.

وإلى جانب باسل يجلس صديقه أحمد ويعبر عن شعوره بالارتياح والأمان “لعودته إلى قريته ومدرسته ووجود الجيش الذي يحميه ويحمي عائلته”.

يعود باسل وزملاؤه إلى مقاعد الدراسة بعدما تمكنت وحدات من الجيش نهاية شباط الماضي من إحكام سيطرتها الكاملة على 16 قرية ومزرعة جنوب شرق القامشلى بعد دحر آخر تجمعات إرهابيي /داعش/ منها وتدمير أوكارهم واحكام سيطرتها على طريق تل براك القديم وأعادة الأمن والاستقرار إلى 31 قرية ومزرعة في الريف الشمالي الشرقي للحسكة.

وبالتوازي مع الانجازات العسكرية تعمل الجهات المعنية بمحافظة الحسكة على اتخاذ إجراءات من شانها مساعدة الأهالي على العودة وممارسة نشاطهم اليومي من خلال التركيز على إعادة الخدمات وصيانة ما تم تخريبه.

وبحسب وكالة "سانا "تقول مديرة التربية الهام صورخان “فور إعادة الامن والاستقرار عمل القائمون على القطاع التربوي على إعادة فتح المدارس رغم ما تعرضت له من تدمير وتخريب حيث حولتها التنظيمات الإرهابية إلى مقرات لها وحرموا التلاميذ في 30 قرية من التعلم على مدى أشهر”.

وتذكر صورخان أن أولوية العمل تركزت على فتح المدارس ودعوة الكادر التعليمي والتربوي الى التواجد وتكثيف البرامج الدراسية لتعويض التلاميذ والطلاب ما فاتهم خلال الفترة الماضية.

وتبين صورخان أنه بالتوازي مع افتتاح المدارس تم تشكيل لجان لحصر الأضرار والمستلزمات التي تحتاجها في منطقتي تل براك وتل حميس من الأثاث والمقاعد الدراسية والكتب وغيرها وتأمينها بشكل مباشر لضمان سير العملية التعليمية في هذه المدارس وتنفيذ جولات من قبل مشرفي المجمعات التربوية والموجهين التربويين والاختصاصيين على المدارس المفتتحة.

وكانت مديرية التربية افتتحت 116 مدرسة منها 74 مدرسة في المناطق التابعة لناحية تل براك و42 مدرسة في المناطق التابعة لناحية تل حميس ورفدت هذه المدارس بنحو 158 مدرسا ومدرسا مساعدا لمختلف المراحل التعليمية.

ويقول مدير المجمع التربوي في مدينة القامشلي أحمد العلي “حولت التنظيمات الإرهابية المسلحة عددا من المدارس إلى سجون لتعذيب كل من يخالف تعليماتهم وحرقوا المقاعد ودمروا كل مستلزمات العملية التعليمية وسرقوا الأثاث المدرسي” مشيرا إلى إن التركيز حاليا يتم على تشجيع الأهالي على إرسال أبنائهم إلى المدارس بعد افتتاحها وتنظيفها.

وتبين مدرسة اللغة العربية انتصار العلي أن المدرسين يبذلون جهودا كبيرة من اجل تعويض التلاميذ ما فاتهم خلال الفترة الماضية داعية الأهالي إلى إرسال أبنائهم إلى المدارس.

وبعودة الأطفال إلى المدارس يسجلون انتصارا جديدا للحياة على دعاة الموت والتكفير.

سيرياديلي نيوز


التعليقات