لم تعلم الأم شيخة حمزة ذات الـ31 عاماً وأم لثلاثة أولاد أن بدخولها مشفى صلخد جراء ألم حاد في البطن ستخرج جثة هامدة بعد بقائها في المشفى مدة لا تتجاوز الـ13 ساعة وتحويلها من قسم الإسعاف إلى الجراحة دون قدرة الكادر الموجود من تشخيص حالتها المرضية .

بحسب ما أوردت صحيفة "الوطن "حيث يؤكد زوج الضحية غسان فرج أن زوجته لم تلق العناية المطلوبة جراء التقصير والإهمال من الأطباء وخاصة مع تمنع الطبيب المناوب (أ. ع) من الحضور إلى المشفى والاطلاع على واقع المريضة ورغم حاجتها إلى إجراء طبقي محوري لتشخيص المرض إلا أن تعطل الجهاز في المشفى حال دون ذلك فضلاً عن عجز طبيب الإسعاف عن تقديم الإسعافات الضرورية التي تأتي في مقدمتها عدم تحويل المريضة إلى قسم الداخلية لأخذ الاستشارة المطلوبة فضلا عن وجود طيب جراحي بالمصادفة في المشفى حيث قام بفحص المريضة لمرة واحدة قبل مغادرته المشفى لتبقى المريضة تنتظر نحو الـ6 ساعات لتزورها طبيبة وحيدة كانت تشرف على عدد من أقسام المشفى وبدورها لم تستطع تقديم الإسعاف للمذكورة ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية ومفارقتها الحياة في الساعة الثانية صباحاً تاركة زوجها وأطفالها الثلاثة في حالة ذهول مع كثير من التساؤلات والتشكيكات بأداء الكادر الطبي في المشفى.

بدوره مدير المشفى الدكتور عماد الجبرائيل أكد أنه ولتاريخه لم يعرف السبب الذي أدى إلى تدهور حالة المريضة ثم كانت الوفاة مشيراً إلى قيام إدارة المشفى بتشكيل لجنة سداسية من ضمنها ثلاثة أطباء للتحقيق في ملابسات الحادثة حيث أكد تقرير اللجنة السداسية أن وفاة المريضة جاء نتيجة توقف قلب وتنفس تال لوذمة رئوية حادة يشك في أنه صدمة إنتانية نظراً لأن المريضة كان لديها ارتفاع شديد في الصيغة الإنتانية ترافق عرضاً مع ألم بطني غير جراحي .

ويشير التقرير إلى أن هناك تقاعساً من الأطباء المشاهدين للمريضة في تحري واستقصاء سبب الإصابة المذكورة مع الشك في أن هذا التقاعس لم يكن سبباً مباشراً في وفاة المريضة لأن تطور حالتها الدراماتيكي خلال فترة أقل من 4 ساعات تطرح تساؤلات كبيرة حول التشخيص الحقيقي كما أن قيام الدكتور (ز. ع) بفحصها ومتابعتها بدلاً من د(أ. ع) إلا أن تعطل جهاز الطبقي المحوري لم يسمح بدراستها بشكل واف كما لم يتم الانتباه للصيغة الإنتانية المرتفعة التي كانت تتطلب دراسة تحليلية أكثر واستشارات أخرى.

كما يشير التقرير إلى تخلف الدكتور (أ. ع) عن مناوبته من دون عذر أو سبب قاهر دون أن يقوم بتكليف احد زملائه في شعبة الجراحة العامة ليغطي عنه ما عدا رؤية الطبيب (ز. ع) للمريضة من الساعة 4 حتى الساعة 5 ونصف فضلاً عن تقاعس الطبيبة (ر. ف) عن رؤية المريضة لانشغالها بتغطية عدة أقسام بآن واحد ولم تقم باتخاذ التدابير اللازمة عند فحص المريضة في وقت متأخر.

كما يؤكد التقرير أن طبيب الإسعاف الذي يقوم بتغطية القسم هو مقيم باختصاص العينية له خبرة في الإسعاف أقل من شهر لذلك من الفروض أن يقوم بتغطية الإسعاف طبيب ذو خبرة جيدة في التعامل مع الحالات الإسعافية إضافة إلى أن العناصر التمريضية الإسعافية غير قادرة على تقديم الخبرة الإسعافية المرادة بسبب نقص الخبرات والتقاعس عن العمل حيث يؤكد التقرير ضرورة توفر عناصر تمريضية قادرة على تقييم حالة المريض والعلامات الحيوية ومخبر السوائل الوريدية بالإضافة إلى مهارات التواصل مع المرضى والأطباء كما يشير التقرير إلى أن كل حالة ألم بطني في قسم الإسعاف يجب أن يجري لها استشارة داخلية ليتم نفي أي سبب داخلي قد يكون محرضاً على الألم وهذا ما لم يُجر للمريضة.

هذا وانتهى التقرير إلى المطالبة بالإسراع في إصلاح جميع الأجهزة وفق الإمكانات المتاحة كما طالب التقرير أنه عند عدم قدرة الهيئة على تقديم الخدمة الطبية اللائقة لأي مريض وذلك بسبب نقص الكوادر الطبية المتخصصة بشكل عام لا مانع من تحويل المريض الذي يحتاج إلى استشارة طبية تخصصية أو إجراء شعاعي أو مخبري إلى مشفى السويداء الوطني لضمان سلامة المريض ولا يعتبر ذلك تقاعساً عن تقديم العمل الطبي وذلك لتكامل الخبرات التخصصية في المشفى الوطني في السويداء والتعاون الحتمي بين المشفيين لإنجاح العمل الطبي.

بدوره مدير صحة السويداء الدكتور حسان عمرو، وعند السؤال عن القضية أشار إلى أن الهيئة العامة لمشفى صلخد مستقلة إدارياً ومالياً عن مديرية الصحة، وليس للمديرية أي اطلاع على تفاصيل الموضوع، كما أن الحيثيات تعود إلى مدير المشفى الدكتور عماد الجبرائيل.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات