تحاول المؤسسة العربية السورية للطيران عبر مديرياتها التجارية تعديل أسعار تذاكر الطيران بشكل مستمر على جميع محاور ومحطات المؤسسة بالخارج، وذلك ضمن سياسة تسعيرية واضحة تستند إلى عوامل ذاتية تتعلق بسوق المحطة المراد رفع تذاكرها، إضافة إلى واقع المناسبات الدينية والمواسم السياحية وغيرها من العوامل، الأمر الذي يزعج الكثير من المسافرين وتحديداً الجاليات، لكن المشكلة الأكبر تكمن في أنه في أغلب الأحيان اختيار التوقيت لرفع قيمة التذكرة لا يكون مناسباً على الإطلاق، ما يشكل الاعتراضات والاحتجاجات، وأحياناً يصل الأمر إلى العدول عن السفر الذي يسبب الخسارة للمؤسسة.
أدلّة
والأدلة على ذلك كثيرة منها التعديلات التي قامت بها المؤسسة على محطة العراق في شهر شباط من العام الفائت والتي تؤكد صحة كلامنا، إذ قامت المؤسسة برفع الأسعار 50 دولاراً للتذكرة الواحدة وكانت النتيجة عودة ما يقارب 20 رحلة فارغة من العراق خلال الفترة ذاتها بخسارة قدّرت بـ650 ألف دولار، وآخر ما حرر في هذا السياق اعتراض الجالية السورية على رفع الأسعار المطبقة في القاهرة وطلب إعادة النظر في قرار رفع السعر والعودة إلى الأسعار القديمة.
فيما يخص محطة القاهرة برّرت المؤسسة رفع الأسعار في المحطة المذكورة مستندة إلى سياسة تسعيرية محسوبة على أكلاف التشغيل المباشرة حيث تتم دراسة كلفة المقعد لأي محطة بالدولار الأمريكي، وعكس هذه الكلفة مع هامش ربح محدّد بما يعادلها بالعملة المحلية للمحطة التي تشغل إليها المؤسسة.
وتشير المؤسسة في كتابها الموجّه إلى وزارة النقل إلى أن محطة القاهرة منحت صلاحيات تنشيطية عديدة منها التعامل بالعملة المحلية (الجنيه المصري) بدءاً من 1/6/2013، واستمر العمل بهذه الصلاحية منذ ذلك الحين، حيث تم خلال هذه الفترة مطالبة المدير الإقليمي بطرح أسعار جديدة تتناسب مع الواقع المتقلب في مصر، إلا أن الإجابة كانت تقترح الإبقاء على الأسعار المطبّقة بموجب التعميم المذكور.
العملة
وبحسب ما نشرت صحيفة البعث تشير المؤسسة إلى أن نظام الحجز والإصدار المعمول به يعتمد عملة الدولار الأمريكي كعملة أساسية، حيث تتم تغذيته بأسعار صرف العملات مقابل الدولار بشكل دائم (برمجة نشرات أسعار صرف العملات الصادرة عن مصرف سورية المركزي لبدء السفر من سورية وبرمجة أسعار صرف العملة المحلية الواردة من مكاتب المؤسسة في المحطات الخارجية لبدء السفر منها)، وهذا يعني ضرورة الإبقاء على الأسعار ثابتة بالدولار الأمريكي على هذا النظام مقارنة بالعملة المحلية المتغيّرة.
وتضيف المؤسسة: نتيجة تغيّرات سعر صرف العملة المحلية مقارنة بالدولار الأمريكي في القاهرة، فإن ذلك أدّى إلى هبوط الأسعار المطبّقة في المحطة بالدولار الأمريكي بسبب البيع بالعملة المحلية، حيث إن تذبذب سعر الصرف انعكس انخفاضاً في قيمة التذكرة وبالتالي تدني هامش الربح المطبّق بشكل واضح.
وبناء عليه قررت المؤسسة إيقاف هذا النزيف المتمثل بفقدان هامش الربح، وقامت بتعديل الأسعار المطبّقة في المحطة ومنحتها صلاحيات تنشيطة بموجب التعميم رقم 502/2د.ت تاريخ 4/2/2015 بالدولار الأمريكي، وذلك بالتوازي مع رفع هذه الأسعار بما يعادل (50) دولاراً لكل مقطع على الدرجة السياحية ودرجة رجال الأعمال ورفع سعر النزهة بما يعادل (80) دولاراً لتعويض الخلل الناتج عن انخفاض قيمة العملة المحلية.
انفراد
وتقول المؤسسة: رغم انفراد المؤسسة بالتشغيل منذ توقف الشركات العاملة في القطر، لم يتم تعديل الصلاحيات الممنوحة لمحطة القاهرة إلا عندما لوحظ تغيّر سعر الصرف المستمر وتأثيره في الأسعار المطبقة.
ما نود قوله أنه لابد من اعتماد سياسة تسعيرية لتذاكر الطيران تتضمّن إصدارها قبل فترة من اعتماد تنفيذها حتى تضمن الحد الأدنى من الركاب وحتى لا تكون الرحلات السورية عرضة للقيل والقال، بعيداً عن الاجتهادات والقرارات الارتجالية التي لا تفيد المؤسسة في الوقت الراهن بشيء.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات