سيريا ديلي نيوز - د.م. محمد غسان طيارة

منذ بداية ما سموه "الربيع العربي" ونحن نعيش أزمة أخلاق وتآمر على أوطاننا وخيانات من عدد كبير من حكامنا ضاربين عرض الحائط أماني وأحلام مواطنيهم وعزة وكرامة كل إنسان على أرض العرب. كل يوم وعلى مدار الساعة نسمع أخبار ملفَّقة وحكايات إرهابية تقْشعر لها الأبدان, وهذه التناقضات تتشابه مع تناوب الطاسات التي نتلقاها باردة وسخنة. إن الدجل والكذب المخطط هي لغة الصحافة المعادية وقد أصبح ذلك ثقافة العدو الهمجي على مساحة الوطن العربي مما يُطمْئن الصهيونية الأميركية الإسرائيلية. باسم الديمقراطية يُقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتُدمَّر الأوطان, أليس بناء الديموقراطية بقوة السلاح هو إرهاب دولي منظم, وهل هناك ديموقراطية في أي دولة من دول العالم؟, فدائماً هي ديموقراطية القوة ضد ضعفاء الشعب في بلد كالولايات المتحدة الأميركية وهي" ديمقراطية" إرهابيه في بلد آخر عند احتلال دولة أخرى كما حدث فيما سموه لنا "الربيع العربي", ولهذا أقول بصوت عالٍ : ـــ لا يوجد ديمقراطية في العالم المادي فهو إرهاب دولي لدمار الفكر الإنساني وتمزيق الأخلاق وهدر لكرامات الناس وحقوقهم في الحياة الكريمة وبعزة على بقعة الأرض التي ولدوا عليها. ـــ عندما أتكلم عن دولة إرهابية فنادراً ما أقصد شعب تلك الدولة باستثناء الصهاينة في فلسطين المحتلة وصهاينة اللوبي في أمريكا. ـــ أُصنف الدول المعادية للعروبة والإسلام, منذ نعومة أظافري, وفق ما عملوه بشعوب تلك الدول: من الغرب أضع إسرائيل اللقيطة والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا في مقدمة الدول المعادية للعروبة والإسلام ولن أنسى أن الصهاينة في فلسطين المحتلة أو اللوبي الصهيوني المتنفذ في البيت الأبيض إرهابيون, وكل صهيوني يولد في فلسطين المحتلة هو إرهابي لأنه يعادي أطفال فلسطين ويستولى على أطعمتهم ومياه شربهم. وأصنف تركيا في مقدمة الدول الإسلامية المعادية للعروبة والإسلام. وتأتي السعودية والأردن, وأضيف إليهما, مجدداً, قطر في مقدمة الدول العربية المعادية للعروبة والإسلام. كلهم أعداء ولكل منهم دور في بيع العروبة والإسلام. فمنذ قرون باع شريفهم فلسطين من خلال وعد بلفور واتفاقية سيكس وبيكو, ليُنفِّذ ابنه الذي استلم إمارة الأردن البيع المباشر عندما سموه "قائداً للجيوش العربية" التي هبت لنجدة الشعب الفلسطيني, وقد حاول ولده الذي أتى بعده بيع سوريا لخوان الإسلام في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي بعد أن دربهم على قتل العلماء وتفجير الناس في الطرقات. وآخر الخونة قصير الأردن الذي يستمر في المسيرة الخيانة لأجداده. وفي السعودية بدأت الخيانة من كبيرهم الأعور الذي باع فلسطين سنة 1947 في أروقة الأمم المتحدة وهي مستمرة حتى يومنا هذا, وفي كل يوم نشهد خيانة سعودية جديدة فلكل أمير في مملكة الرمال دور في الخيانة على مستوى العروبة والإسلام ومقاومة العدو الصهيوني. كل هذه الخيانات بتدبير من واشنطن وتل أبيب لأن قادة تلك الدول المعادية رخَّصوا أنفسهم لدرجة تحت الصفر. لم أهتمت بخيانات الدول المعادية لأنها كانت وما زالت ألعوبة بيد الصهيونية الإسرائيلية النافذة في البيت الأبيض, ولكن ما يحز في النفس هو المواقف التي يأخذها السيسي فهو حتى هذه اللحظة يشكل مع أعوانه خلية عميلة أمريكية مستترة بلباس وطني, فهم لا يختلفون عن مرسي الإخونجي كما إنهم لا يقفون بعيداً عن السادات الذي مرَّغ كرامة مصر على أعتاب الكنيسيت الصهيوني بأمر مباشر من البيت الأبيض, ويتابعون سياسة محمد حسني مبارك, والأنكى من هذا كله بأن ما يقوم به السيسي وأعوانه يُدْرِجونه تحت الاسم الكبير جمال عبد الناصر. يجب أن نتذكر بأن معاملة واشنطن لعملائها تتسم دوماً بإذلالهم كلما زادت عمالتهم, ونتذكَّر بأن واشنطن مرغت أنف السيسي في التراب عندما رفضت طلبه بتزويده بطائرات اف 16 كبداية, وما أن بدأت الحرب الظالمة على اليمن وموقف السيسي المشارك فيها حتى أفرجت واشنطن عن طائرات اف 16 بعد مضي ما يقارب السنة على طلبه لها, بينما روسيا الاتحادية مدت مصر بمساعدات عسكرية فورية مع أول طلب. من مسخرة التاريخ أن يقارن السيسي وأعونه توجهات زعيمهم بجمال عبد الناصر الذي أمم قناة السويس فور تباطؤ البنك الدولي, بإيعاز من واشنطن, بتمويل السد العالي. وجمال عبد الناصر الذي انتصر في العدوان الثلاثي على مصر العروبة والذي بقيَّ على وفائه ومحبته لسوريا حتى بعد الانفصال وهو الذي قال: إن بوط أي عسكري سوري أشرف من ملوك وأمراء آل سعود, بينما يوجه السيسي " كذباً وبهتاناً" الشكر للسعودية لدعم مصر عبد الناصر في العدوان الثلاثي على مصر. وأتساءل كيف وفجأة وافقت مصر والسودان على مشروع سد النهضة في أثيوبيا ولم يتضح بعد بأن أثيوبيا وافقت على تخفيض حجم التخزين في سد الشؤم سد النهضة, الذي سيحوِّل النهر داخل مصر إلى ساقية تجف في الصيف (ترعة كما يقول أهل مصر) ألا يعْرف السيسي بأن إقرار السد جاء بناءً على اقتراحٍ صهيوني وإن دراسته قامت به شراكات صهيونية وإن التمويل سيكون سعودي؟. لقد رمى السيسي بمصر عبد الناصر في أحضان ملك الرمال فضاعت مصر كدور وقيمة عربية مناضلة. لقد زرت مصر مرات عديدة وتعاملت مع عمال مصريين ومع تجار ومع مهندسين ومع سياسيين فهم جمعياً يعْتبرون سوريا توأم روحي لمصر. طبعاً يوجد خونة في مصر ولكن أن يصل أحدهم إلى رئاسة مصر تحت غطاء وطني واستخدام غير شريف لاسم القائد العربي جمال عبد الناصر, فهذا طاسة باردة جداً تدمِّر أخلاق وقيم الشعب في مصر. ليس هناك تحامل على السيسي بل هذا أقل من ما يستحقه, فهل يُعْقل أن يسمح للإتلاف الوطني القطري أن يفتح مقر له في قاهرة العرب وقيادته تمرح في شوارع القاهرة, بينما يستمر في إغلاق سفارة الجمهورية العربية السورية ويضع شروطاً على دخول السوريين إلى مصر العربية, هزُلت يا أمة العرب. أليس يعني ذلك أننا في حالة طاسة باردة وطاسة سخنة يا عرب!.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات