سيرياديلي نيوز  - ولاء علي

 الجميع مدرك أن لا شيء يوجد من العدم وأن كل شيء يصنع لغاية.. الجميع مدرك لأهمية السؤال لأنه نصف الإجابة وأن الجواب نصف الرأي والقناعة ولكن الأهم دوماً هو (( صانع السؤال )) فالصانع سر اللعبة و التجربة سرها بالمتلقي على سبيل المثال : من الإعلام كل يوم نتلقى ألاف الرسائل التي تدخل عقولنا بطريقة مبرمجة لتصنع فكر كما تريد فالإعلام سياسته المطلقة اليوم تلخص بالتالي : شل العقل .....سحر العين .....دس الفكرة هنا يجب إراحة الضمير بقول ((أكيد ليس إعلامنا ولا يعنيه ما نقول )) فالدنيا أين وإعلامنا إلى أين ؟؟؟؟

 ولكن حان الوقت أن نتخلص من حالة الاندهاش الدائمة بكل جديد وأن نقف ولو دقائق قبل تبني هذا الجديد المبهم والسؤال عن مصدره والغاية السؤال لماذا وجد اليوم ؟؟؟ كان في وقت من الأوقات يقال الحاجة أم الاختراع بينما في عصرنا الحالي أصبح الاختراع أم الحاجة كل يوم تصنع أشياء جديدة و يقاد الإنسان إلى مزيد من الاستهلاك فالعبارة الأكثر رواجاً بالتطبيق هي : استهلك ثم استهلك فهكذا ستكون سعيد أكثر مرفه أكثر و تستمتع أكثر!!!!

وبحقيقة الأمر هي استهلك ثم استهلك وهكذا تصبح مبرمج أكثر و مقاد أكثر لا يفكر آياً منا أحياناً أنه ربما تحول هو نفسه إلى سلعة مستهلكة يجب السؤال هل أنت اليوم تفكيرك حر ؟ هل تبني قناعاتك بناء على رأي خاص بك ؟ هل قناعاتك هي أنيه جداً أم مدروسة بموضوعية لذلك ستكون قادر البناء عليها فيما بعد ؟؟؟هل تستطيع التخلص من البرمجة التي أنت تحيا بها دون إرادة ؟؟؟

من العبارات القاسية التي سمعت منذ فترة يتناولها إعلامي عربي على إحدى القنوات للإشارة إلى طريقة العمل الإعلامي يقول : ((المشاهد كسول يحتاج أن تصله الفكرة ببرشامة //أي حبة دواء// )) !!!! مجرد هذا القول يحتاج التوقف والدراسة نحن إلى أين يريدنا الآخر أن نصل !!!!! أنا لست ضد التطور التكنولوجية أبدا ولا ضد التقنيات الحديثة ولكن أشعر بكثير من الحزن والأسف عندما أرى شبابنا يستمد ثقافته فقط مما يشاهد وليس مما يقرأ حرر ذاتك من مستهلك فكر إلى منتج له لتبني الوطن الذي تحلم أن يحيا فيه أبنائك صديقي لا تنتظر من التلفاز أو من موقع انترنت أو أي وسيلة كانت أن يصوغ لك فكر تم تلقينه له ليلقنك أياه الحياة بالفكر تعمر فأن تنتج فكرة أفضل من أن يأتي اليوم الذي يلعن أبنائك فيه الظلام

سيرياديلي نيوز - ولاء العلي


التعليقات