أكدت وزارة الصحة  السورية وأطباء مختصين بالجراحة الهضمية،  أن "الازمة التي تعيشها سورية أدت إلى تخريب البنى التحتية من صرف صحي، وتلوث مياه الشرب، واستغلال الازمة من قبل البعض لبيع المنتجات الغذائية المكشوفة على الارصفة، كل ذلك أدى إلى انتشار مرض اليرقان أو التهاب الكبد A، الذي أودى بحياة البعض".

بينما أشارت وزارة الصحة إلى ضبط مقصف جامعي فيه عامل مصاب بمرض التهاب الكبد A، وعلى ذلك تم انذار المقصف واخضاع العامل للعلاج، في حادثة أكدها وحذر منها والد الطفل سامي جبري المتوفي اثر المرض، مشيراً إلى أنها حصلت في مقصف الصيدلة بجامعة دمشق.

ومن جهة أخرى، أكدت مديرية التجارة الداخلية بدمشق، إلى أن العينات المسحوبة من مرتديلا زينة مسبقاً، لا تشير إلى وجود اي شيء مخالف للمواصفات، لكن بعد الحادثة ستم سحب عينات وهي حالياً قيد التحليل وتحتاج إلى 6 أيام.
فقد أكد الاخصائي في الامراض الهضمية، الدكتور على حميدوش ضمن برنامج مين المسؤول على اذاعة ميلودي اف ام ، إنه "استقبلت في عيادتي الشهر الفائت ما يقارب الـ 15 حالة يوميا، تم اكتشافها مخبريا، ولكن في الاسبوع الثاني من الشهر الحالي انخفضت النسبة تدريجيا"، مشيرا إلى أن "عدد الحالات المصابة بفيروس إلتهاب الكبد A، والتي تم الكشف عنه في مدينة دمشق يقدر بـ 4500 حالة، وأن معظم الحالات هي للشباب فوق الـ 15 عام".
ولفت حميدوش، إلى أن "عدد الوفيات بفيروس إلتهاب الكبدA، والمسموح بها عالميا هي 1000/1، فالمرض ليس له علاج يمنع تطوره أو يشفي منه، واللقاح المتداول في الاسواق ليس بالاهمية المنتشرة بين المواطنين"، مضيفا أن "من يأخذ اللقاح يحصل على مناعة لمدة 10 سنوات تقريبا، وأي إصابة بالفيروس بعدها ستكون قاتلة، واللقاح لايبدأ مفعوله إلا بعد أسبوعين من دخوله الجسم".
وأضاف أنه "تم استغلال حاجة المواطنين للقاح، فقد وصل سعره في الاسواق إلى 10 آلاف ليرة سورية".
وبدوره قال معاون مدير الامراض السارية والمزمنة، هاني لحام، إنه "كنا متوقعين منذ البداية انتشار هذا الفيروس بشكل كبير، والسبب هو الازمة التي تعيشها سورية، والظروف التي يعيشها الطفل خلال هذه الازمة، وبخاصة أثناء تواجده في المدرسة، وايضا في مراكز الايواء".
وأشار لحام، إلى أن "وزارة الصحة قامت بحملات توعية عبر وسائل الاعلام، ومن خلال إلقاء المحاضرات، إضافة إلى تسيير دوريات للمراقبة، وتحويل المخالفات إلى الجهات المختصة من أجل اتخاذ الاجراءات بحق المخالفات"، مشيرا إلى أن "وزارة الصحة غير مخولة بمعاقبة المخالفين في المطاعم، وهذه المهمة من أختصاص وزارة حماية المستهلك".
وأكد أنه "من خلال الجولات  التي تقوم بها وزارة الصحة على المطاعم والمقاصف في الجامعات، فقد تم كشف حالة في أحد مقاصف الجامعات، واتخذ قرار بإيقاف العامل عن عمله في المقصف ريثما يتم شفاؤه بشكل تام".
ولم يفصح لحام، عن عدد الاصابات والحالات التي تم توثيقها بشكل رسمي، وذلك لأنه غير مخول بذلك حسب قوله، ولكن أكد أن "عدد الاصابات في الاسبوع الاخير بدأت بالتراجع، بعد احصائيات تصل يوميا من المخابر والمؤسسات الطبية"، مشيرا إلى أن اللقاح متوفر لدى وزارة الصحة  بسعر 2500 ليرة سورية، أما الموجود في الاسواق بأسعار مرتفعة  فهو غير موثق من قبل الوزارة كونه مستورد بطريقة غير نظامية".
واتفق الاطباء على أن "الاسباب الرئيسية لإنتشار الفيروس، هي قلة النظافة، وتلوث مياه الشرب في بعض الأماكن، والازدحام في المدارس، وتنتقل العدوى من شخص لآخر عن طريق البراز، والطعام الملوث"، مشددين على "اهمية غسل الخضار بالماء والكلور، و الابتعاد عن الاطعمة المكشوفة، والمحافظة على النظافة الشخصية، والحرص على غلي الماء بدرجة 85 مئوية لمدة دقيقة".
وقال السيد إياد جبري، والد الطفل سامي جبري، والذي يعد الضحية الاولى للفيروس، إنه "أكتشفنا مرض الأخ الأكبر لسامي بداية في الايام الاولى من اصابته بالفيروس، وقمنا بإجراء حمية صعبة له، ولكن وتم شفاؤه، ومن بعدها اصيبت خالة الأطفال وتوفيت، ثم أصيب سامي وبعد أيام تدهورت حالته الصحية شيئا فشيئا، حتى وصلت إلى شلل دماغي أدت بدورها إلى وفاته "، مشيراً إلى أن الجميع تناولوا الطعام سابقاً في مطعم واحد لم يسميه.
وشدد جبري أن "الوزير غير مسؤول ولم يقصر بإتخاذ الاجراءات، ولكن نحمل المسؤولية للعاملين في الوزارة، فهم أصحاب المسؤولية وليس الوزير"، لافتا إلى أنه "لم تكن حملات التوعية بالحجم الذي يليق بالفيروس كمرض قاتل".
وفي سياق آخر، وحول توجيهات وزارة الصحة بعدم تناول المواطنين مرتديلا "زينة"، وذلك بعد اكتشاف أنها غير صالحة للاستهلاك البشري من وجهة نظر وزارة الصحة، واحتواءها على العظام المطحونة، أكد مدير تموين دمشق، عدي شبلي أن "العينات المأخوذة سابقاً من المرتديلا لاتحوي اي شيء مخالف للمواصفات، وهي صالحة للاستهلاك البشري".

وتابع "روج في الاعلام على ان وزراة الصحة هي من ضبطت المستودع في صحنايا، وتم تغييب دور مديرية التجارة الداخلية في ريف دمشق، علماً أن قرار الاغلاق ينفذ من قبل وزارة التجارة الداخلية وليس وزارة الصحة كما تم ترويجه".

وأردف "هناك عينات من مرتديلا زينة سحبت بعد الحادثة، وأصناف أخرى تخضع للتحليل في المخابر، وهي تحتاج إلى 6 أيام للتوصل إلى النتائج".
وعن انتشار المعلبات المنتهية الصلاحية أو القريبة من الانتهاء، قال شبلي، إنه "نظمنا الشهر الفائت 55 ضبط مخالفة متعلقة ببيع مادة الفروج والسمك واللحوم، إضافة إلى إغلاق 52 مطعم مخالف".
وأشار إلى أن "تم سحب مرتديلا زينة من السوق بشكل مفاجئ، من قبل جهة لا أعرفها، ولكن ليست وزارة التموين"، مؤكداً "تم ضبط المعمل من قبل وزارة الصحة بالتعاون مع مديرية تموين ريف دمشق". 

سيرياديلي نيوز


التعليقات