لكل زمن بلاويه ومصائبه .. فماذا لو كانت بلوى هذا الزمن هي التنظيم الإرهابي " داعش" لقد ارتكب  من الجرائم ما يندى له الجبين .. و لم يكتف بسفك الدماء ،وترويع الآمنين في كل الأقطار من ليبيا حتى بلاد الرافدين والشام ، بل جن جنونهم وحملوا فؤوسهم ومعاولهم واتجهوا نحن الإرث الحضاري الذي خلفته الأمم الغابرة وانهالوا على المآثر التاريخية يكسرونها ويدمرونها بطريقة جنونية بشعة .

تنظيم داعش، ومنذ سيطرته على مناطق عدة في العراق  لم يعد الإنسان وحده هدفاً للاغتيال بل أصبحت التحف الفنية والمآثر التاريخية هدفاً أيضاً و باشر بأعمال تخريب ونهب وتدمير، وتحديدا في مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق ,أولى جرائمه فيها حينما دمر تمثال الشاعر العباسي أبي تمام والموسيقار عثمان الموصلي بالجرافات.

و في شهر كانون الأول الماضي دمر التنظيم قلعة تلعفر التاريخية عبر تفخيخها، بالإضافة إلى تدمير العديد من الجوامع والأضرحة والمقامات والكنائس.

منظرٌ مبكي للآثار الأشورية وهي تتحول إلى ركام بمطارق وحوش العصر فمن مدينة "الحضر" الأثرية في محافظة نينوى، التي تعود إلى القرن الثاني لميلاد المسيح ، استعمل إرهابيو داعش الجرافات لتدمير ما تحتويه هذه المدينة من أثار نفيسة لا تقدر بثمن ,كما نهبوا العملات القديمة الذهبية والفضية وصولاً إلى مدينة نمرود التيكانت تضم رابع أكبر ثور مجنح في العالم، وهو الرمز الذي يمثل شعار الإمبراطورية الأشورية, كما فجروا مدينة خورسباد الأثرية شرقي الموصل.

هذا الإرث العظيم قررت عصابة داعش أن تغتاله كأنها تريد أن تجهز على الحضارة العربية والإسلامية فمن ليس له ماضي من المؤكد ليس له حاضرأما المستقبل هي تبدل كل ما في وسعها لجعله مستقبلا حالكا مرعبا لا أمل في سمائه .