كشفت الأبحاث عن امكانية توفير مصادر بديلة للوقود في المناطق الريفية بعملية بسيطة وغير مكلفة من خلال تصنيع الغاز الحيوي باستخدام المخلفات الزراعية النباتية والحيوانية ما دفع وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي لتشجيع اقامة وحدات تصنيع الغاز ونشره عبر مديرياتها في المحافظات.

واوضح رئيس دائرة الارشاد الزراعي في زراعة اللاذقية المهندس نبيل جبور انه وتنفيذا للخطط الوزارية تقوم الدائرة من خلال وحداتها الارشادية بتنفيذ بيانات عملية تعرف من خلالها الفلاحين على مزايا تصنيع الغاز الحيوي وكيفية اجرائه.

وبين جبور أن استخدام المخلفات الزراعية يمكن المزارع أيضا من الحصول على أسمدة عضوية متخمرة بشكل جيد وغنية بالعناصر الغذائية تستخدم في تسميد التربة الزراعية على فترات تتناسب مع احتياجات التربة ونوع المحصول المزروع لتساهم بذلك في زيادة الانتاج الزراعي وخفض التكاليف.

ولفت جبور إلى ان استخدام المخلفات الزراعية كأسمدة لا يلوث التربة الزراعية والبيئة المحيطة لعدم احتوائها على العوامل المسببة للامراض وبذور الاعشاب الضارة ما يقلل من استعمال المبيدات الكيميائية لمكافحة الاعشاب والافات الحشرية الضارة.

وقال جبور انه تم مبدئيا بناء موقع لإنتاج الغاز الحيوي في اربع وحدات ارشادية داعمة كخطوة أولى لتعريف الفلاحين بكيفية بناء هذه المخمرات والتعامل بها ليتم نشرها في ريف المحافظة بالكامل نظرا لاهميتها في توفير مصادر بديلة للوقود للعائلات الريفية التي تمتلك حيازة محددة من الحيوانات وتامين وقود للطهي والانارة والتدفئة ما ينعكس ايجابا على حماية الغطاء النباتي ويحد من تدهوره وانقراضه بفعل عملية التحطيب.

وأوضح جبور ان الهدف من بناء هذه المخمرات هو نشر تقنية إنتاج الغاز لدى المزارعين وتشجيعهم على ذلك لان التخمير اللاهوائي للمخلفات العضوية له مزايا كثيرة حيث ينتج غازا حيويا نظيفا ومادة عضوية متخمرة عالية الجودة عديمة الرائحة تستخدم كسماد جيد ويقضي على جميع البذور الموجودة في الروث ما يرفع من قيمة السماد العضوي الناتج ويقضي على معظم الكائنات الممرضة والطفيليات بشكل يحسن الظروف الصحية والبيئية بشكل كبير.

ونوه جبور إلى ان المخمر هو عبارة عن خزان معدني يتسع لنحو متر مكعب من المادة العضوية المراد تخميرها والتي يمكن أن تكون مخلفات حيوانية أو بقايا طعام منزلي أو مخلفات عملية تطعيم وتقليم الأشجار او بعض المخلفات الصناعية ومخلفات المدن كما يمكن انشاء وحدة الغاز الحيوي بالحفر في الموقع المحدد بالأبعاد المناسبة وفق المخطط المعتمد الذي يناسب نوع التربة والمساحة المتاحة والقرب من مصادر المخلفات ومناطق الاستخدام ومصادر المياه ومن ثم صب القاعدة بالاسمنت المسلح وبناء الجزء الكروي باستخدام البلوك القرميدي الجيد والحاد الاطراف كي يتحمل الضغوط المطبقة عليه.

وأشار جبور الى أن الغاز الحيوي ينتج عند تخمر المخلفات العضوية الحيوانية والنباتية والبشرية بمعزل عن الهواء وعن وجود الأوكسجين بما يعرف بالتخمر اللا هوائي حيث يتم ذلك في حجرة خاصة محكمة ومعزولة حراريا ومجهزة بوسائل تحريك لمحتويات المخمر من مخلفات وماء تحت ظروف محددة.

واضاف جبور أنه يتم تحليل المواد العضوية في المخمر بتأثير أنواع متخصصة من الكائنات الحية الدقيقة تعرف بالبكتيريا اللا هوائية وذلك من خلال عمليات بيولوجية متتالية ومتداخلة ينتج عنها الغاز الحيوي الذي يتكون من غاز الميتان بنسبة 60 إلى 65 بالمئة وغاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30 إلى35 بالمئة وغاز كبريت الهيدروجين وغازات أخرى بنسب ضئيلة حيث ينتج عن هذا التحلل مركبات عضوية بسيطة تمثل سمادا عضويا عالي الجودة وغاز صالح للاستخدام كمصدر للطاقة يسمى الغاز الحيوي.

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن استخدام الجهاز الحالي في المنازل والمداجن والمباقر ويمكن لأكثر من شخص أو عائلة الاشتراك فيه إذ يمكن في كل عملية تخمير إنتاج أسطوانة غاز منزلي واحدة إضافة إلى الاستفادة من السماد الناتج في رفع إنتاجية أرضه وإمكانية تأمين مصدر دخل إضافي من بيع السماد وتحقيق وفر في استهلاك الكهرباء ما يجعل هذه التجربة رائدة وواعدة في مجال البحث عن بدائل طبيعية متجددة للطاقة رخيصة وصديقة للبيئة وخاصة في البيئة الريفية.

سيرياديلي نيوز


التعليقات